نحتاج لثورة سياحية

د. خالد بن علي الخوالدي

khalid@hotmail.com

طرح موضوع السياحة في السلطنة وتطويرها ليس من المواضيع الجديدة؛ بل من القضايا المتجدد الحديث عنها، والتي أشبعت كتابة ومناداة ومقترحات، والآن نحن بحاجة ماسة إلى ثورة في مجال السياحة؛ فعُمان وأبناؤها يستحقون أن يروا عروستهم في أبهى حلة وأجمل مظهر، وأي شخص لا يغار على الوطن الحبيب ومستقبله ومستقبل أبنائه، فعليه أن يراجع نفسه ويُعزز روح الوطن العزيز في نفسه؛ إذ إننا نغار عليها ويؤلمنا أن نرى بعض القطاعات تُعاني من البيروقراطية والتأخير في التطوير.

تعاقب على وزارة السياحة منذ إنشائها مسؤولون كثيرون، ولم نرَ من أغلبهم ذلك الحراك الفاعل والنقلة النوعية التي يمكن وصفها بأنها ثورة في قطاع السياحة، ولم نرَ ذلك الجانب السياحي الذي يمكن وصفه حسب الترويج الذي روجنا له منذ سنوات بأن "السياحة تثري"، وقد تحدث في أمر السياحة الصغير والكبير والمرأة والرجل والكاتب والقاص والروائي والسينمائي والصحفي والطبيب والمهندس وكل واحد من أطياف المجتمع؛ لأن الأمر يهم الجميع فكلنا نحتاج إلى الترفيه والتسلية والاستفادة من مقوماتنا المتنوعة.

الكل تحدث ولكن لم يقدر الله سبحانه وتعالى لأحد أن يسمع وينفذ ويأمر ويطور في أمر السياحة، وما زلنا ننتظر القطاع الخاص كي يطور السياحة، فلا القطاع الخاص بادر ولا الحكومة بادرت وظل تطوير السياحة محلك سر، وفي كل إجازة- قبل كورونا طبعًا- أنظر إلى الآلاف الذين يقطعون الحدود للبحث عن الترفيه، فأين خطط التطوير السياحي؟ ما البرامج السياحية التي نقدمها للمواطن والمقيم المحتاج إلى الترفيه؟ ماذا لو خصصتم في كل سنة ما مقداره 5 مشاريع حيوية في مجال السياحة مثل إنشاء حديقة مائية، وحديقة حيوانات ومدن ثلجية وعربات النقل المعلقة "التلفريك" وإقامة مدن الملاهي وغيرها من الأفكار؟ كم من المبالغ التي سوف تكلف الدولة وكم في المقابل من الأموال التي سوف تجنيها الحكومة من هذه المشاريع الحيوية والمهمة والتي تجذب السياحة الداخلية والخارجية في آن واحد؟

لن نتحدث عن المقومات السياحية التي تملكها السلطنة فالكل يعرف هذا، لكن الطبيعة لا تكفي بل لا بُد من ثورة تطويرية تجعل من هذه الطبيعة مصدر جذب؛ فهناك دول كثيرة ليس لديها أية مقومات طبيعية جاذبة، لكنها من الدول السياحية العملاقة.

 

لابُد من ثورة سياحية تنعش الاقتصاد، وتخلق فرص العمل وتجعل المواطن يستمتع بوطنه ومقدراته، ويصرف أمواله داخل حدوده؛ إذ ليس كل المواطنين قادرون على السفر للخارج، اهتموا بهم فهم يمثلون شريحة كبرى، انظروا إلى مستقبل هذا الوطن الغالي، فكّروا في تطوير السياحة؛ فالأمر ليس بتلك الصعوبة، وإذا شئتم افتحوا المجال للعصف الذهني مع الشباب، وسوف تجدون منهم أفكارًا ورؤى ومقترحات تطور السياحة، وتجعل منها مصدرًا اقتصاديًا قويًا للبلد.. ودمتم ودامت عُمان بخير.