ضيف ثقيل

 

فاطمة بنت محمد الحبسية

ضيف ثقيل يلقي بظلاله على الأفئدة، إنِّه ضيف ثقيل بكل ما تحمل الكلمة من معنى، لا سهلاً ولا مرحبًا بك لقد أدمعت وأبكيت بيوتا كثيرة دخلتها دون ترحيب.. متى سيرحل فيروس كورونا COVID-19، الذي كتم الأنفاس، ضيف ضيَّف نفسه دون دعوة، حضر وارتبط ودخل منازل الناس عنوة، ضيف جاء بوقت غير مناسب، يتربص بالبشرية بقساوة وعدوان.

فيروس كورونا تعايش مع البشرية، فصار على كل لسان حديث الساعة، والأيام والشهور، طال مكوثه، وقد يستمر كضيف ثقيل لمدة لا تُطاق، ويتحرك بلا هوادة، يجتاز الحدود فالقارات، ولم يبالِ بكل أنواع الحراسات الحدودية يا له من مخلوق غريب عجيب.

بلادي الحبيبة عمان لم تكن نتمنى أن يصل هذا الوباء إليها ولكن هذه قدرة الله، فلا اعتراض، وصل الوباء وانتشر في ربوع موطني، ونحن نسمع هناك إصابة وهنالك أخرى وتتزايد وتتزايد، الخوف ينتاب بين الناس، والكل يتساءل من هو فيروس كورونا؟ ماذا يفعل؟ ماهي علاماته؟

فترة زمنية بسيطة وها نحن نستمع إلى قرارات ترشدنا باستخدام الكمام والتباعد الجسدي وعدم التجمع وتلتها قرارات وقرارات للحفاظ على سلامة كل من يقطن هذا الوطن الغالي....عرف الجميع أنه فيروس يختار من يشاء وتارة ينتقي من نحب إنه لشيء مؤلم حقًا.

انتشر الفيروس بصورة واسعة أدى إلى إغلاق كلي وإبقاء الناس عامة في منازلهم وأصاب الاقتصاد العالمي بالركود إنه ضيف ثقيل جدًا وصعب التعامل معه.

ها نحن هنا اليوم نشكر الله ونشكر حكومتنا الرشيدة على ما تقوم به، لاسيما وزارة الصحة التي انتقت ووفرت اللقاح الآمن، واعتمدت خطة تحصين شاملة ستؤتي أكلها قريباً، خطة ستطرد هذا الضيف الثقيل الذي لا نرحب به بيننا، سنصل بإذن الله إلى المناعة المجتمعية.

وجب على الجميع أن يكونوا كالبنيان المرصوص، يتبعوا خطى الحملة الوطنية للتحصين ضد كورونا، فلن تكلل بالنجاح إلا بالوقوف صفاً واحدًا لتعود الحياة كسابق عهدها، وحيث نلتقي من نحب ونجتمع دون حواجز بلا خوف وجزع ووجل.

وأخيرًا.. خذ لقاحك وأطرد ضيفك الثقيل..

تعليق عبر الفيس بوك