مطالبنا إلى أين؟!

 

سارة البريكية

تمر بنا الأيام والأسابيع والأشهر والسنوات ونحن كما نحن إلا أننا نكبر بالعمر ونكبر بالوقت ونكبر بالدموع المنهمرة من حر ما بنا، نحن لم نطلب شيئاً مستحيلا أو صنع برج عالٍ في غضون يومين نحن طلباتنا كانت واضحة وما زالت واضحة ألا وهي التوظيف هذا هو مطلبنا العاجل الذي لم يعد عاجلاً بقدر ما هو أصبح مهمشًا ومركونًا جانبًا بعيدًا هناك على أحد الأرفف أو في أحد البرامج الحاسوبية أو أحد الرسائل النصية التي لم تقرأ والعشم أن تكون قد قُرئت.

صحيح بعد ما حدث من ضجة ومظاهرات سلمية في البلاد هدأت الأمور نوعًا ما بسبب إيجاد بعض الوظائف للشباب في قطاع الشرطة وكافة أجهزة الحكومة ولكن ماذا عن أولئك الأشخاص أصحاب الشهادات العليا لا جديد، نحتاج لوقفة سريعة وعاجلة بهذا الشأن والتوظيف مطلبنا الأهم.

إن حكومتنا الرشيد بقيادة مولانا السلطان المُعظم- أيده الله- سائرة نحو التقدم والرقي والازدهار لما فيه رفعة لهذا البلد العظيم، رغم كل العثرات البسيطة التي تواجه أي شعب إلا وهي مطلب التوظيف في القطاعات الحكومية في البلاد لكننا على ثقة بأنها ستحل قريباً وما ضاقت إلا فرجت.

لكن مع كل ذلك نحتاج لمد يد العون والمساعدة في التسريع بعملية التوظيف وإعطاء كافة الفئات من الشباب حقوقهم المرجوة لمحاولة العيش بسلام وأمن واطمئنان لا أن تكون عالة على والديك أو أخوتك أو أصدقائك بحيث إنك لا تعمل وتحتاج لمستلزماتك اليومية في ظل غلاء المعيشة الذي نعيشه الآن، متى سوف تتزوج؟! متى سوف تستقر؟! متى ستكون أسرة؟! متى ستحقق طموحاتك إذا كنت قد تجاوزت العمر المطلوب وأنت لا تزال باحثًا عن وظيفة؟! إلى متى أكون باحثاً وإلى متى ينتهي هذا الصداع الذي يلازمني أما آن وقت الفرح؟!

يضيق بي الأفق وتزدحم بي الطرقات وأراني كما أنا رغم شدة الرياح التي تهب من الشمال واقفة محملة بالأمل ولازال الأمل يسكنني ولم يمت هذا الأمل الذي يجعلني أحيا وأنا بسعادة وسرور وترقب وانتظار خبرا قد يلوح في الأفق ليصبح أفقا أرحب وأوسع ويتسع لهذه الأحلام البسيطة والعظيمة أيضاً ككل باحثة عن عمل ككل أنثى تطالب بحقوقها وتحتاج لوقفة صادقة من أصحاب الشأن والتخصص وأقول بين فينة وأخرى أن هذا الأمل وهذا الحلم سيتحقق قريبًا فأنا لست ببلد لا يمكنني أن أحلم فيه وإنما أنا في سلطنة عمان دولة الحب والسلام والأمان منارة العلم وقبلة الباحثين عن الراحة عمان بسهولها وجبالها وأفلاجها وأوديتها وعيونها الأخاذة والساحرة بهجة الناظرين وملاذ السكون والهدوء والاطمئنان عُمان الحبيبة التي ترحب بضيوفها وتفرش لهم قلوب ساكنيها قبل أن تفرش لهم الأرض، عمان التي لن أبدلها فقد ولدت فيها وترعرعت وتنفست طموحي بها.

سيكبر الحلم وسيتحقق قريباً جداً وسيكون واقعاً جميلاً، سنسعد وستضحك لنا الدنيا وسنعيش في سلام داخلي دائمًا بإذن الله.

رسالتي الأخيرة لأصحاب الشأن في وزارة العمل أن ينظروا إلينا ويحاولوا جاهدين السعي في تحقيق مطالبنا ومساعدتنا في إيجاد الوظيفة المناسبة التي تلائم تطلعاتنا وتخصصاتنا وشغفنا بكل الطرق المتاحة ومن هنا أوجه كلمة شكر لمعالي وزير العمل الدكتور محاد باعوين الموقر على الجهود المبذولة في السعي لتحقيق رفعة الوطن والمواطن والتسريع بعملية التوظيف وقد قام مشكورًا بذلك ولايزال فشكرًا عظيماً لكم على هذا العطاء والشكر موصول لكل عين محبة تخدم المواطنين وتسهر من أجل هذا البلد العظيم (عمان الحب).. هذا ودمتم في حفظ الله.