الرؤية- ناصر العبري
حظيت قلعة بهلا التاريخية باهتمام كبير من حكومتنا الرشيدة ممثلة في وزارة التراث والسياحة وتم ترميمها، وتقع القلعة التاريخية على تلة مرتفعة متوسطة واحة النخيل، مما يزيد هذه القلعة الشامخة العملاقة شموخا وعلوا.
ويمتد سورها لمسافة 12 كم حول القلعة، والقلعة عبارة عن مبنى مثلث الشكل تقريباً تبلغ واجهتها الجنوبية حوالي 112.5م، في حين تبلغ الواجهة الشرقية لها حوالي 114م. ويعود تاريخ بناء قلعة بهلا إلى فترات متفاوتة من الزمن، فمنها ما يعود إلى ما قبل الإسلام وتحديدا الجزء الشرقي الشمالي من القلعة وهو ما يعرف بـ"القصبة"، أما الجزء الشرقي الجنوبي فيعود بناؤه إلى عصر الدولة النبهانية، والتي استمرت لنحو 5 قرون. أما بيت الجبل الكائن في الزاوية القريبة من شمال الحصن، فقد تم بناؤه في العقد الأخير من القرن الثاني عشر الهجري (القرن الثامن عشر الميلادي).
وارتبطت القلعة بالعديد من الحضارات القديمة في بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس. وكانت قلعة بهلا أول موقع بالسلطنة يُضم لقائمة التراث العالمي، واعتمدتها منظمة اليونسكو معلما ثقافيا عالميا عام 1988، وشمل ذلك واحة بهلا بأكملها؛ أي كل ما أحاط به سور بهلا، وما احتواه من معالم معمارية أو أثرية أو ثقافية مادية أو غير مادية، وتحتوي واحة بهلا على العديد من العناصر منها قلعة بهلا والمسجد الجامع والسور ومدارس القران الكريم والمساجد القديمة والأفلاج وبها سوق تقليدي وعدد من مراكز صناعة الفخار القديمة في عمان؛ بل إن لها طرازًا خاصًا من الفخار عرف لدى علماء الأثار بطراز بهلا، وصناعة النسيج من قطن وصوف وصباغة الملابس.
وصُمم المبنى لأغراض الدفاع وللقيام بدور الحدود أيضاً، فقد كان موقعه الاستراتيجية بين التلال والسلاسل الجبلية ووقوعه على وادٍ هام يشكلان عقبة على الطريق الممتدة بين عبري ونزوى اللتين كانتا تتسمان بالأهمية في العصور القديمة وفي الفترة السابقة لانبلاج فجر الاسلام، وكان هذا الموقع يحمي الطريق المؤدية الى الشرق من عمليات التسلل من الجنوب ولعل حصن بهلا كان من بين أقدم الحصون المسورة، وربما كان يوجد خط دفاعي عند هذه النقطة بين التلال خلال فترة الهجرات الأولى.