صدور كتاب "أفكار ملونة بين الأسود والأبيض" للمصور العراقي فراس الأحمدي

مسقط - الرؤية

الإبداع الأدبي والثقافي والفني جزء من منظومة الإبداع الإنساني التي لا تراها محددة بمكان أو زمان، فهي عابرة لحدود الأشخاص والمدن والشعوب بذلك القدر الذي تحمله من أفكار وأخبار وعصارة لتجارب العقول، ومما يضيف إلى مساحة الانتشار عبر الأفق هو ذلك الطيف من الألوان التي تحمله مخاطبة وملامسة لمشاعر وأذهان الذين يبحثون عن شغف الاطلاع.

هذا الفكر المتفتح على الأدب الشرقي والغربي الذي تؤمن به دار المتنبي للنشر والتوزيع من ألمانيا ومؤسسها الروائي القاص هيثم نافل والي، يرى ضرورة نشر وإيصال هذا النتاج للقاريء الذي يحترم الآخر شكلا ومضمونا، مما شجع المهندس والمصور الفوتوغرافي العراقي فراس الأحمدي والمغترب في ألمانيا منذ عقدين من الزمن،  إلى الشروع وبتشجيع ودعم الدار لكتابة سيرته الذاتية "أفكار ملونة بين الأسود والأبيض"، في رحلة بين الشرق والغرب نحو الإبداع يروي فيها خلاصة تجربته التي عاشها بحلوها ومرها وهنا نقتبس شيء مما كتبه فيها: "أسود، أبيض، ألوان وتدرجاتها، نِقَاط، خطوط ومنحنيات، أحجام ومساحات، أبعاد وزوايا، مشاعر وأحاسيس تتغير مع الوقت، وعيون ترى، وعقل يدرك، وقلب ينبض كي نحيا، وذهن يستشعر بكل صغيرة وكبيرة عن طريق الحواس، تلك الأدوات للتواصل البشري مع المحيط، هكذا رأيت الدنيا باختصار، ليس من خلال عيني الصغيرتين فحسب، إنما بكل ما اختزنته ذاكرتي من تجاربي على مدى عقود من الزمن وتجارب الآخرين التي إطلعت عليها".

- هل خلقت العينين لترى الأبيض والأسود بتدرجاتهما فقط؟ أو لترى طيفا كبيرا من الألوان أيضا؟

- لماذا انظر بها إلى الأبيض والأسود فقط؟

- هل الألوان طاقات؟ و مالذي احب أن يكون منها داخلي وحولي؟

- مالذي احب رؤيته؟ و من أي زاوية؟

- هل السعادة في تدريب و تمرين الحواس على استقبال ما احب؟ أم تركها تنقل ما يصلها والاكتفاء بالسيطرة على المشاعر؟

أسئلة شغلتني لسنوات اكتب لكم أجوبتي عنها على صفحات هذا الكتاب، بعفوية تلقائية ورمزية مقصودة، عبر رحلة مع الزمن امتدت مابين العراق وألمانيا، وتجربتي لإكتشاف رؤية جديدة اعتمدتها في حياتي، تملئها الإيجابية والأهداف الطموحة، والمليئة بالأمل رغم كل الصعوبات، التحديات والعراقيل التي جعلتني أجرب حياة لم أكن أتوقع أن أصادفها يوماً. كانت جديدة لم أألفها، ورغم طولها وصعوبتها بل مرارتها حتى خال لي في يوم أننا في سجن مفتوح بحركات مقيدة تشبه حركات الأسير وهو في قبضة الخَصْم؛ إلا إنني استفدت منها، وهذا ما جعلني أفض بكارة الأوراق البيضاء وألطخها بحبر قلمي كي أسجل فيها ما كان قلبي يشعر به، وضميري يدلني عليه عبر سنوات الإغتراب وتنوع الثقافات والأفكار. من خلال تأثيرها على جوانب في شخصيات فراس الأحمدي، المهندس، المغترب اللاجيء والمصور الفوتوغرافي).

وقد قام الأديب هيثم نافل والي بإخراج الكتاب أدبيا لحرصه العالي على أن تكون هذه الأفكار الملونة ذات قيمة بلاغية ومؤثرة بمستوى عمق محتواها الإنساني والثقافي، فهو استحقاق المتلقي علينا.

هذا وقد خصص الكاتب جزء من الكتاب لصوره الفوتوغرافية التي تلخص أفكار الكتاب الملونة، وبعض من صور مشاريعه الفنية والإعلامية لمشاهير من العالم العربي والغربي ضمن تغطياته الصحفية وأعماله الفنية بعضها تنشر حصريا ولأول مرة؛ مثل الممثل العالمي ارنولد شفارتزنيغر، المطربة العالمية ميريل ماثيو، الموسيقار ياني، القيصر كاظم الساهر، الفنان راغب علامة، تامر حسني، المنشد العالمي سامي يوسف، ماهر زين، المطربة، نانسي عجرم، شرين، اليسا، نجوى كرم، هيفاء وهبي وغيرهم الكثير.

تعليق عبر الفيس بوك