البرنامج أحد أوجه مسرعات الابتكار الوطنية المتخصصة في التقنيات المعرفية

380 مشروع تخرج حصيلة 4 دورات من "أبجريد" لإثراء مجالات الثورة الصناعية الرابعة

 

◄ مخرجات البرنامج أثبتت قدراتها الابتكارية وطنيًا والمنافسة خارجيًا

◄ بناء الشراكات المختلفة وتنويع الأدوار من عوامل نجاح البرنامج

 

الرؤية- مدرين المتكتومية

 

نجح برنامج "أبجريد" لتحويل مشاريع التخرج إلى شركات ناشئة في مجالات الثورة الصناعية الرابعة، على مدى 4 دورات، في تسليط الضوء على 380 مشروعا قدمها الطلاب بهدف المشاركة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية القائمة على المعرفة وتوظيف التقنيات الحديثة.

وفي ظل الثورة الصناعية الرابعة التي تجتاح العالم بمجالاتها غير المألوفة وتقنياتها المتقدمة التي أذهلت العالم، وساعدت في تسارع عجلة الاقتصاد المعرفي قياساً إلى سهولة استخدامها، واختصارها للوقت والجهد، وتوفير الأموال، فقد أدركت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار أهمية إنشاء برنامج يحتضن الأفكار الإبداعية الطلابية من مشاريع التخرج في مجالات الثورة الصناعية في مؤسسات التعليم العالي، وتحويلها إلى شركات ناشئة قادرة على النمو بوتيرة مستدامة من خلال توفير سلسلة من الدعومات المادية والاستثمارية والفنية، عبر احتضانها وتدريبها وزيادة قدراتها وتمكين مهاراتها ثم الدفع بها إلى السوق عبر منتج معرفي ابتكاري يحقق إضافة في السوق، ويقوم بتحويل الأفكار الابتكارية إلى مورد مالي مستدام فيما يسمى بالاقتصاد المبني على المعرفة.

 

ويسعى برنامج "أبجريد" إلى سبر أغوار الثورة الصناعية الرابعة من خلال تشجيع الطلاب على البحث وتطوير المهارات والمعارف المختلفة بما يخدم التوجهات الوطنية الهادفة إلى استكشاف مكنونات هذه الثورة والسعي الجاد لتطويعها وتسخير إمكاناتها لخدمة التطلعات الوطنية القائمة على التحول إلى الاقتصاد المعرفي، وإيجاد جيل متسلح بالمعرفة والإلمام التام بالتقنيات الحديثة، وأهمية تمكين الجيل الناشئ وتشجيعه؛ بما يتماشى مع توجهات الرؤية المستقبلية "عمان 2040".

بداية البرنامج

وتبلورت فكرة برنامج تحويل مشاريع التخرج التقنية لشركات ناشئة (أبجريدUPGRADE) من الوضع الراهن الذي تواجهه مشاريع التخرج في قطاع الاتصالات ونظم المعلومات في مختلف الجامعات والكليات في أنحاء السلطنة، مثل إنترنت الأشياء، وأمن المعلومات، والبلوك تشين، والمدن الذكية، والذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة حيث يتخرج سنوياً ما يتجاوز 1500 طالباً وطالبة في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات، يقدمون ما يقارب 300 مشروع تخرج سنوياً.

ويعمل البرنامج على استقطاب مشروعات التخرّج الطلابية في قطاع الاتصالات ونظم المعلومات في مؤسسات التعليم العالي داخل السلطنة وخارجها للتركيز على مجالات الثورة الصناعية الرابعة المتعددة، مثل موضوعات المدن الذكية، وإنترنت الأشياء، وأمن المعلومات، والذكاء الصناعي، والبيانات الضخمة، والبلوك تشين، وتحويلها إلى شركات طلابية عبر سلسلة من الاحتضان والمتابعة حتى دخولها إلى السوق عبر المنتج الابتكاري.

وركز المخططون في البرنامج على إنبات فوائد مُثمرة موجهة للطلاب المشاركين متوائمة مع التوجهات العالمية، ولتحقيق الأهداف المتوخاة من قيام البرنامج وذلك عبر توجيه مشاريع التخرج نحو مواضيع عصرية وذات أهمية محليا وعالميا، وأيضاً حث الطلبة على اختيار وتنفيذ مشاريع تخرج ذات قيمة اقتصادية واجتماعية، وكذلك خلق موجة جديدة من الشركات الناشئة المبتكرة في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات، إلى جانب إيجاد فرص وظيفية جديدة، مع بث روح ريادة الاعمال وتأسيس شركات ناشئة عند الطلبة، وتشجيع المشاريع التطبيقية المرتبطة بالصناعة وربط مخرجات القطاع الأكاديمي بسوق العمل، وإتاحة الفرصة للطلاب لتحقيق أحلامهم برؤية نتائج بحوثهم ومشاريع تخرجهم وابتكاراتهم حقيقة تلامس الواقع وتتحول إلى شركات ومنتجات تساهم في رفد الاقتصاد الوطني، وتمكين رؤية عمان 2040.

انطلاقة قوية

في سبتمبر 2016 انطلقت وبكل حماس وسط حضور رسمي وطلابي كبير الدورة الأولى من برنامج تحويل مشاريع التخرج في تقنيات الاتصالات والمعلومات إلى شركات ناشئة بالشراكة مع عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة، وذلك على مسرح الكلية التقنية العليا (سابقا) لتبدأ من ذلك الحين سلسلة مستمرة من إنجازات معرفية وأفكار ابتكارية ومشاريع تقنية هيأت لشريحة واسعة من الطلاب أرضية مستقرة يرتكزون عليها للانطلاق عليها في عالم اقتصاد المعرفة، تحت رؤية طموحة تقوم على تحويل 1% على الأقل من مشاريع التخرج في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات لشركات ناشئة سنوياً لضمان استدامة مشاريع التخرج وربطها بقطاع الأعمال لأجل تحقيق عائد اقتصادي واجتماعي لمشاريع التخرج، مع توفير البرنامج حزمة من الحوافز المغرية للمشاريع الفائزة، مثل الدعم المادي غير المسترد لتأسيس الشركة الناشئة، والبرنامج المتكامل من الاحتضان والتطوير، والتدريب الخارجي على طريقة عمل الشركات الناشئة العالمية.

وتعكس إحصائيات الدورات الأربع التي تمَّ تنظيمها إلى الآن، نتائج متميزة، في ظل الإقبال الكبير والارتفاع الملحوظ سنويا للمشاريع، ففي النسخة الأولى شارك 62 مشروعا بعدد 157 طالبا من 17 مؤسسة تعليم عالٍ من داخل السلطنة ومؤسستين من الخارج. وفي النسخة الثانية (2017) شارك 68 مشروعا بعدد 170 طالبا من 17 مؤسسة تعليم عالٍ، وفي النسخة الثالثة تقدم للبرنامج 175 مشروعَ تخرج من 17 مؤسسة تعليمية محلية وواحدة عالمية. وفي النسخة الرابعة من البرنامج تقدم 75 مشروعا من 19 مؤسسة أكاديمية محلية، ومؤسسة واحدة خارجية.

بناء الشراكات

وأيقن المنظمون منذ البداية أنَّ المشاركة الوطنية في هذا البرنامج الواعد والطموح يمثل حجر الزاوية لنجاح البرنامج عبر بناء الشراكات المستدامة مع بعض من المؤسسات الحكومية والخاصة التي تتقاطع اهتماماتها مع اهتمامات البرنامج، ليتم توحيد هذه الجهود جميعها لتصب في بوتقة واحدة وفقاً لرؤية موحدة يعمل الجميع تحتها؛ حيث يقوم البرنامج على مبدأ الشراكة والتكامل في الأدوار، من خلال تولي كل جهة لمهمة معينة في البرنامج. ولذلك قام قطاع البحث العلمي والابتكار بإدارة وتنظيم البرنامج، فيما شاركت الشركة العمانية للاتصالات "عمانتل" بتقديم الدعم المادي واللوجستي للبرنامج، بينما عكف مركز ساس لريادة الأعمال التابع لوزارة النقل وتقنية المعلومات والاتصالات، على احتضان وتطوير مشاريع التخرج وتحويلها لشركات ناشئة. أما هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (ريادة) فقد تولت مسؤولية التوجيه التجاري والمالي والتسويقي للمشروعات المحتضنة في البرنامج، وتقديم الدعم التمويلي الميسر والترويج الإعلامي للشركات الصغيرة والمتوسطة الناشئة عن البرنامج بعد اجتياز مرحلة الاحتضان والتطوير، وتكفل الصندوق العماني للتكنولوجيا ممثلاً في برنامج "تكوين" لتقديم التدريب والتهيئة الاستثمارية للشركات المحتضنة في البرنامج، فيما أخذت اللجنة الوطنية للشباب (سابقًا) على عاتقها تطوير القدرات المهنية والقيادية ومسؤولية تطوير القدرات المهنية والقيادية للمشروعات الفائزة في البرنامج، كما تمَّ تسجيل العلامة التجارية في مكتب تسجيل العلامات التجارية بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار.

ولأجل سهولة الوصول إلى الجمهور المستهدف، وسرعة التفاعل مع الشرائح المعنية، قام المعنيون بالبرنامج بفتح قنوات في وسائل التواصل الاجتماعي وبالتحديد في تويتر ولينكد-إن، وهما من المنصات الاحترافية القريبة من المبتكرين والمخترعين ورواد الأعمال وطلاب مؤسسات التعليم العالي والأكاديميين.

وعلى ضوء التطورات المُتلاحقة في البرنامج، فقد تم إقرار تطوير اسم البرنامج ليكون "تحويل مشاريع التخرج في مجالات الثورة الصناعية الرابعة إلى شركات ناشئة"، كما تمَّ إعداد الدليل الإرشادي للبرنامج ليضم كافة المعلومات المتعلقة بالبرنامج من جميع النواحي، كذلك تمَّ تنظيم فعالية المقهى العلمي لبرنامج تحويل مشاريع التخرج لشركات ناشئة، وزيادة شركاء البرنامج، كما تم تنفيذ محاضرات تعريفية بالبرنامج في الكليات والجامعات عن بعد.

ولاقى البرنامج أصداءً جيدة في دول الخليج وتساؤلات من بعض الدول خاصة دولتي الكويت وقطر حول آلية عمل البرنامج وتم وضع مستند إرشادي مختصر لكيفية إقامة مثل هذه البرامج فيها.

تعليق عبر الفيس بوك