أهمية العلاقات المجتمعية

 

نوال الغسانية

 

الإنسان كائن اجتماعي؛ إذ لا يمكنه العيش السوي كإنسان خارج الجماعة، لذلك فإن نسج العلاقات بين أفراد المجتمعات أمر ضروري وحتمي في نفس الوقت؛ لاستمرار الحياة السوية للأفراد. وتتعدد أوجه تلك العلاقة وفقًا لمعطيات وعوامل كثيرة، فهناك علاقات العمل وعلاقات المصلحة التبادلية، إضافة إلى علاقات الرئيس والمرؤوس والعلاقات الوديه الخالية من المصلحة إلا من الإرتياح والإطمئنان لمن نقيم معه هذه العلاقة، وعلاقات الجوار والرفقه والصحبة وسواها مما يُحقق للإنسان شعوره بالراحة والاستقرار.

من هنا نُدرك أهمية واستمرار وتنوع العلاقات في حياتنا، فمع مرور الوقت واختلاف الأزمنه وعن طريق التعارف و الاحتكاك والمجالسه تتحول تلك العلاقات إلى صداقات حميمة، إن كانت أهدافها تقترب عن كل ما يشعر الآخر بالارتياح والاطمئنان، ذلك أن من ضرورياتنا كأشخاص أن تكون لدينا مثل هذه الصداقات، فالكثير منا يجد شخصيته يحملها شخص آخر؛ نظراً لتقارب أفكارهم وانسجامها، علاوة على طريقة تفكيرهم وحسن تعاملهم وأساليبهم مع الأخر أيضًا، وبالتالي يرى ذاته في تلك المواصفات، فهما يكملان بعض في يومياتهم ولقاءاتهم، ومع هذا في كل واحد منهم من القدرة على الإقناع واللباقة في إيصال الفكرة والبلاغة والفصاحة ما يحتاجونها أثناء تواجدهم سويا، بهذه المواصفات لابد من وجود العلاقات كانت قوية أو عادية فالبشر مهما بلغت لا تستطيع الاستغناء عن بعضها.

هناك علاقات يبنيها البعض على مصالح معينه، ولكن سرعان ماتتلاشى؛ لأنها ليست وثيقة وإنما مبنية على تسلق أكتاف الغير أوتحقيق مصلحة بذاتها تنتهي بانتهاء تحقيق المراد، وبعضها قوية رصينة الغرض منها تكوين الذات وإثبات الوجود، وبالتالي لا نستطيع الاستغناء عمن يكملنا في تلك الصفات؛ فالناس أجناس ولولا اختلافها لما وجدت هناك معايير ومقاييس لكل شخص.

آراء الناس مختلفة في كثير من الأمور الحياتية، وأساليب البشر وطرقهم تختلف من شخص للآخر، وبالتالى يتطلب أحيانًا وجود النديّه فيها.

فعلى كل شخص فينا أن يُقدّر ويحترم العلاقات التي بناها، شريطة أن تكون مبنية على المصداقية؛ لتحقيق مساعيه وطموحاته، وإبراز قدراته بوضع خلية متكافئة في الآراء من أجل استمرار تلك العلاقات.

كلٌ منّا يُحِب أن يرى نفسه في أفضل الأوضاع لذا علينا تحسين العلاقات، والحفاظ عليها بحيث لانترك ثغرة أو فجوة تسبب في إفسادها، فالتحلي بالأخلاق هو سبب النجاح وبروز العلاقات في مجتمعاتنا، فكيف ما كنتم ذوات كفاءات وأموال وجاه، وتفتقرون للأخلاق فصدقوني ستنتهي العلاقات مع أول عاصفة تعترضكم.

إن ميّزك الله فأشكر نعمته ولاتكن جحودًا ومتعالي وأعلم بأن يوم لك ويوم عليك.

إن أفضل ما أكرمنا به الله هو التواضع والذي يرفع مكانتك ووجودك بين البشر. فالحمدالله حتى يبلغ الحمد منتهاه والشكر والمنّةعلى مانحنُ فيه، واختم مقالي هذا بالصلاة والسلام على رسول الله.

 

تعليق عبر الفيس بوك