ربط 96 مدرسة في المناطق البعيدة بالأقمار الصناعية لتوفير خدمة الإنترنت

"التربية" تنجح في تطبيق التعليم الإلكتروني رغم التحديات.. ومقترحات بتوفير الأجهزة للطلاب بسعر مخفض

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

◄ منصة "منظرة" تتضمن 4.3 تيرابايت من البيانات و7.325 مليون ملف و1.376 مليون حصة متزامنة

◄ 267305 طلاب وطالبات و199974 ولي أمر مستخدمين لـ"منظرة"

◄ 21694 معلمة و927 إدارية يواصلون استخدام المنصة

◄ 245.28 تيرابايت من البيانات على منصة "جوجل كلاس روم"

◄ القناة التعليمية "مورد" توفر دروسًا مصورة للصفوف من 5 إلى 12 لكافة المواد عبر "يوتيوب"

 

 

استطلاع- ميا السيابية

تصوير/ إبراهيم القاسمي

 

أكَّد مسؤولون بوزارة التربية والتعليم أنَّ الوزارة تواصل بذل كافة الجهود الرامية إلى تحسين التقانة التي تُسهم في تقديم خدمات التعليم المدرسي سواء كان المدمج أو عن بعد على مستوى السلطنة، وذلك تزامناً مع التقدم الملموس الذي أحرزته الوزارة فيما يتعلق بتوظيف التقنيات لمواصلة التعلم عن بعد، في ظل الظروف التي فرضتها جائحة كورونا وتوقف التعلم الحضوري، وتحوله إلكترونيًا.

وقال سعيد بن محمد الوهيبي رئيس قسم نظام البوابة التعليمية بدائرة الخدمات الرقمية ودعم المبادرات بالوزارة إن الوزارة وعلى مدى السنوات السابقة عملت على تحويل خدماتها إلى إلكترونية؛ لمواكبة التطور التقني، وتسهيل تقديم هذه الخدمات للموظفين والطلبة، وأولياء الأمور، ومع ظهور جائحة كورونا وتأثر قطاع التعليم بين تعليقه تارة، أو تحويله إلى التعلم الإلكتروني تارة أخرى، إلا أن الوزارة تغلبت على هذا التحدي، من خلال التحول إلى التعليم المدمج والتعليم عن بعد، كما وفرت البنية الأساسية لاستضافة الخدمات والتطبيقات الإلكترونية، وخدمات إنترنت سريعة للمدارس والطلبة، والتي تمَّ تحقيق نسبة جيدة منها تستحق الإشادة.

وأضاف أنَّه كان لعمل الفريق المركزي، والفرق المرتبطة بالمديريات التعليمية في المحافظات دور رئيسي في التغلب على أغلب هذه التحديات، والتي أسهمت في تفعيل التعلم الإلكتروني بالطريقة المرسومة من قبل الإدارة العليا، وتفعيل الأنظمة المرتبطة سواء من داخل مركز بيانات الوزارة (منصة منظرة)، والتطبيقات الملحقة بها، أو المنصات المستضافة خارجيًا: (جوجل كلاس روم"، أو "ميكروسوفت تيمز").

وحول قدرة الوزارة على التوفيق بين تطبيق التعليم المدمج تارة، والتعليم عن بعد تارة أخرى، أو التناوب بينهما، وضعف الشبكة في بعض المدارس، قال الوهيبي إنه خلال فترة وجيزة من انتشار الجائحة استطاعت الوزارة اتخاذ العديد من القرارات المرتبطة بتحويل التعليم إلى الرقمي، فأقرت بحزمة من التشريعات والوثائق، وأبرزها: الوثيقة التنظيمية للتعليم الإلكتروني، وتطوير بطاقات الوصف الوظيفي لكافة أعضاء الهيئات التدريسية والإشرافية؛ لتواكب إدخال التعليم الإلكتروني "المدمج، وعن بعد"، كذلك وثيقة شؤون الطلبة، والوثيقة المتعلقة بأمن المعلومات، كما قامت بطرح منصتين تعليميتين (منصة منظرة، ومنصة جوجل كلاس روم) في وقت قياسي، رافقهما تدريب للهيئات التدريسية، وتمكينهم من بث الدروس خلالهما، كما تعمل حالياً ضمن فرق العمل المكلفة بتطوير كافة الجوانب المرتبطة بتحسين إدخال التقنية في التعليم.

إحصائيات المنصات التعليمية

وكشفت أسماء بنت عبدالله القتبية المديرة المساعدة بدائرة نظم المعلومات بالوزارة عن جملة من الإحصائيات حول تفعيل المنصات التعليمية (منظرة، وجوجل كلاس روم)؛ لتقديم التعليم المدمج، والتعلم عن بُعد، وقالت إنَّ حجم البيانات على منصة "منظرة"- لصفوف الحلقة الأولى (1 -4) وفي الفترة من 1 نوفمبر 2020 وحتى 27 مايو 2021- 4.3 تيرابايت بعد ضغط الملفات، وكان حجمها قبل ضغط الملفات يصل إلى 23 تيرابايت، ويوجد بها حاليًا 7,325,431 ملفًا، كما بلغ أعداد الطلبة المستخدمين لها 267305 طلاب وطالبات، و21694 معلمة، و927 إدارية (مديرة مدرسة/ مساعدة المديرة) و199974 ولي أمر. وأضافت أن إجمالي عدد الحصص المتزامنة المجدولة بلغ 1,376,773 حصة متزامنة، كما بلغ إجمالي المحتويات التعليمية المرفوعة في هذه المنصة 1,152,890 محتوى تعليميًا، وبلغ إجمالي عدد الأسئلة المرفوعة فيها 500162 سؤالًا، بينما بلغ عدد الواجبات المرفوعة 192619 واجبًا مدرسيًا.

ومضت القتبية تقول إنه بالنسبة لمنصة "جوجل كلاس روم" للصفوف (5- 12)، فقد وصل الحجم الحالي للبيانات فيها 245.28 تيرابايت، خلال الفترة نفسها (1/11/2020 وحتى 27/5/2021)، وبلغت نسبة الزيادة في حجم هذه البيانات خلال هذه الفترة 17.4 تيرابايت، وبلغ عدد المستخدمين الحالين النشطين من المعلمين والطلبة 36200 معلم، و410000 طالب وطالبة، وبلغ عدد الفصول الافتراضية في هذه المنصة 180000 صف افتراضي، بينما بلغ عدد الحصص المتزامنة خلال اليوم الواحد 56680 حصة، وبلغت نسبة الزيادة في الفصول التزامنية خلال السنة الدراسية الحالية حوالي 43802 صف تزامني.

وأوضحت أسماء القتبية أنه ضمن الجهود التي تبذلها الوزارة لدعم العملية التعليمية في ظل تطبيق التعلم الإلكتروني إلى جانب المنصات التعليمية، إنشاء القناة التعليمية "مورد"، قائلة إن هذه القناة التعليمية توفر دروسًا مصورة للصفوف (5- 12) لكافة المواد الدراسية الأساسية، عبر توظيف موقع يوتيوب، يعدُّها ويصورها نخبة من المعلمات والمعلمين المجيدين، وبإشراف من المديرية العامة لتطوير المناهج، والمديرية العامة للإشراف التربوي بالوزارة؛ وذلك لتفعيل استراتيجيات التعليم الإلكتروني في الحصص المتزامنة وغير المتزامنة، وتوظيف تقنية المعلومات والاتصالات في التعليم المدمج، وتطوير البيئة التعليمية والتنويع في طرق وأساليب التدريس، وتوظيف تكنولوجيا التعليم، وربطها بالدروس المصورة، وتنمية مهارات التعلم الذاتي لدى الطلبة، والرفع من مستوى تحصيلهم الدراسي، إلى جانب توفير مصادر تعليمية إثرائية لهم ولمعلميهم خارج البيئة المدرسية باستخدام التقانة.

التحديات الرقمية

وتحدث سعيد الوهيبي عن أبرز التحديات التي واجهت الوزارة في ظل تطبيق التعلم الإلكتروني والمتمثل في ربط المدارس الحكومية في المناطق البعيدة التي تعاني من ضعف في الشبكة، عن طريق ربطها عبر الأقمار الصناعية بالتعاون مع هيئة تنظيم الاتصالات، وقال الوهيبي إن المدارس الحكومية توزعت على مختلف محافظات السلطنة ذات التضاريس المتنوعة، وبلغ إجماليها 1182 مدرسة حكومية؛ مما شكل تباينًا في وصول خدمات الاتصالات إليها؛ فسارعت الوزارة؛ لتذليل هذا التحدي بالتنسيق بين مختلف الجهات الحكومية. وأضافت أن هيئة تنظيم الاتصالات تبنت هذا المشروع بالتعاون مع شركات الاتصالات وشركة النطاق العريض، حيث جرى حتى الآن توفير هذه الخدمة لأكثر من 96 مدرسة من المدارس الواقعة في مناطق جبلية وصحراوية، وأخرى ساحلية، ولا زالت هناك قرابة 20 مدرسة لم يتم توصيلها؛ لأسباب فنية، وجارٍ العمل على توصيلها.

وحول تطوير خدمات الإنترنت ورفع سرعتها في كافة المدارس الحكومية، قال سعيد الوهيبي إن الوزارة تسعى في الوقت الراهن إلى توفير خدمات أكثر تطورًا سواء في مركز البيانات، أو إدخال بيئة ذات تقنية؛ لتحليل البيانات، واستخدام الذكاء الاصطناعي، أو الاستفادة من خدمات الاستضافة بالشركات المحلية والعالمية، مع رفع سرعة الإنترنت، وتغطية كافة المدارس الحكومية بالألياف البصرية، أو الحلول الأخرى ذات السرعات العالية: كخدمات الجيل الخامس. وأضاف أنه بالنسبة للمدارس الخاصة في السلطنة، فقد تم طرح باقات مختلفة للاشتراك في منصة (جوجل كلاس روم) بواسطة شركة الاتصالات (عمانتل) تبدأ من (25) معلمًا بواقع (55) ريالًا شهريًا، كما تمَّ دعم المدارس الخاصة ذات الإمكانيات الضعيفة بفتح دومين خاص للمنصة نفسها للوزارة لهذه السنة فقط، حيث كان النطاق مفتوحًا لعدد (25) ألف مشترك، وتم رفعه إلى (80) ألف مشترك.

التحضير الإلكتروني

وللخروج من الإطار التقليدي في تحضير المعلمين اليومي للدروس بالطريقة الورقية إلى رقمنة هذا التحضير، أوضحت أسماء القتبية أن الوزارة أنشأت منصة للتحضير الإلكتروني؛ لتكون نافذة رقمية جديدة؛ لتيسير مهام المعلم، وتعزيز وتطوير أدائه المهني، وتطوير منظومة الإشراف التربوي، وهي أيضاً مساحة؛ لتوظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مجالات عمل المعلم، وتخفيف العبء عليه، وعلى المشرفين التربويين في التحضير اليومي الورقي.

وأضافت أن الوزارة تسعى من خلال هذه المنصة إلى توظيف التعليم الإلكتروني، وإيجاد نظام رقمي تفاعلي يعزز المشاركة بين المعلمين في مجال التحضير الإلكتروني، ويسهل عملية المتابعة الخاصة بالتحضير اليومي للدروس، وتسهيل مهمة المشرفين.

وتحدث الدكتور خصيب بن عبدالله القريني مشرف أول تاريخ بتعليمية محافظة شمال الباطنة، عن تجربته كمشرف في تطبيق التعلم عن بعد في المدارس، وقال: في هذا العام الاستثنائي استطعنا توظيف هذا النوع من التعليم، الذي فتح آفاقًا جديدة لمختلف الفئات التربوية؛ لإظهار خبراتهم التقنية، وتطويعها لخدمة العملية التعليمية، وظهور المبادرات الفردية والجماعية تعنى بتطويع مختلف التطبيقات الإلكترونية؛ لتحقيق أهداف التعلم، وأضاف: فأكسبتنا مهارات مختلفة، وغيرت قناعاتنا بما يسمى "الرهاب الإلكتروني"، حول هذا النوع من التعلم، إذ إن التخلص منه هو بداية الانطلاق للاستفادة من مختلف المزايا التي يقوم عليها هذا التعليم، كما قللت هذه التجربة الفاقد من عملية التواصل بيننا كمشرفين ومعلمين، وقللت الجهد المبذول في التعليم المباشر.

وقالت نعيمة بنت سالم الكندية مشرفة لغة إنجليزية بتعليمية محافظة البريمي إنَّ هذه التجربة أوجدت ظروفًا حتّمت على الجميع اكتشاف القدرات الكامنة لديهم في تفعيل التقانة، وتصميم وتنفيذ دروس افتراضية رائعة، وعرضها عبر المنصات التعليمية، كما سعينا إلى صقل مهاراتنا، وخبراتنا بالمشاركة في البرامج التدريبية، والمؤتمرات الدولية الافتراضية، ونقل أثر التدريب إلى المعلمين والمعلمات في المدارس.

مهارات القرن الـ21

وتحدث محمد بن ناصر الصوافي معلم فيزياء بمدرسة أبو بلال التميمي للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة شمال الشرقية حول تعزيز تجربة التعلم عن بعد لمهارة الاتصال والتواصل بينهم وطلبتهم، وتفاعلهم في الحصص المتزامنة، وغير المتزامنة، وقال إن التعليم عن بعد دربنا على عدد من مهارات القرن الحادي والعشرين، كمهارة الثقافة المعلوماتية والإعلامية والتكنولوجية، ومهارة الاتصال والتواصل، وسهلت أيضًا التواصل بيننا وطلبتنا صوتًا وصورة.

الطلبة من جانبهم تحدثوا عن تجربتهم في تلقي التعليم عن بعد، والمهارات التقنية التي اكتسبوها، وقال أبان بن سليمان الشقصي الطالب بالصف العاشر بمدرسة الشيخ إبراهيم بن سعيد للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة الداخلية: "التعلم عن بعد تجربة جديدة لي في هذا العام الدراسي، إلا أنها حققت الهدف من العملية التعليمية، وإيصال المعرفة لنا بطريقة سريعة وشائقة؛ لتواكب التقدم التكنولوجي، كما اكتسبت الكثير من البرامج الحاسوبية، وتصميم الملفات الصوتية، والصور الرقمية، كما عززت البرامج والتطبيقات المنوعة التي يطرحها موقع جوجل: "كجوجل كلاس روم، ودرايف، وجوجل ميت،.." فيني حب الاطلاع، وفهم الدروس، وفتح باب النقاش بيننا ومعلمينا".

وحول مقترحات أولياء الأمور في الاستفادة من المنصات التعليمية لدعم العملية التعليمية لأبنائهم، يقترح علي بن عبدالله المعلم (ولي أمر) توفير الأجهزة الرقمية لكافة المتعلمين وبأسعار مخفضة، كون أن البيت الواحد قد يكون فيه أكثر من متعلم، وتعزيز شبكة الإنترنت، وتوفيرها في كافة أرجاء السلطنة، مع إعطاء الطلبة الفرصة للتمتع بباقات إنترنت مخفضة بناءً على المحتوى التعليمي الرقمي، إلى جانب تكثيف تدريب الطلبة ومعلميهم وأولياء أمورهم حول آليات استخدام تقنيات التعليم الإلكتروني.

تعليق عبر الفيس بوك