◄ جهود متواصلة لتحقيق غايات البحث العلمي والابتكار وفق "عُمان 2040"

◄ أجهزة علمية متطورة في مجالات الثورة الصناعية الرابعة بإشراف كفاءات وطنية مؤهلة

◄ المركز نموذج عالمي للتعاون بين القطاعات الحكومية والخاصة والشركات الصغيرة والمتوسطة

◄ المركز يحول الأفكار الإبداعية إلى واقع ملمُوس عبر تمكين الرواد من تطوير منتجاتهم

الرؤية- مدرين المكتومية

استطاع مركز صُناع عُمان- أحدث مشاريع تطوير العلوم والتكنولوجيا الوطنية- في سنوات قليلة أن يكون قبلة للمبدعين والمبتكرين، وأن يتحول إلى أحد أبرز المشاريع الوطنية المنفذة بشراكة استراتيجية بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ممثلة في مجمع الابتكار مسقط، ووزارة المالية، وشركة بيل المُلتزمة من خلال برنامج توازن عُمان "الأوفست" وشركة "ميكر سبيس بيبول" المنفذة للمشروع.

ومركز صُناع عُمان هو الاسم الإبداعي لمركز النمذجة التابع لمجمع الابتكار مسقط، وهي المدينة العلمية الوطنية في قطاع البحث العلمي والابتكار بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.

ويُشكل الموضع الاستراتيجي البارز لمركز صُناع عُمان محورًا مهما كنقطة التقاء الفئات المُستهدفة من مركز الباحثين والأكاديميين والطلاب ورواد الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛ ليكون واسطة العقد والمكان الأمثل للاجتماع والالتقاء في المركز المحتوي على كافة مكونات الإبداع والابتكار للجميع، حيث يقع بالقرب من جامعة السلطان قابوس وواحة المعرفة مسقط ومنطقة الرسيل الصناعية ومطار مسقط الدولي، ومركز المدينة والأسواق التجارية والخدمات.

أهداف وطنية

ويهدف تأسيس مركز صُناع عُمان المتضمن تقنيات مُتقدمة ومعدات بمواصفات عالية، إلى إتاحة الفرصة لمرتادي المركز لتحويل الأفكار إلى نماذج ابتكارية حية، ودراسة جدوى إمكانية قابلية تصنيع هذه النماذج مع الاختصار في الوقت والجهد، وبالتالي الإسراع في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال إسناد أعمال إدارة وتشغيل المركز إلى إحدى المؤسسات العُمانية الصغيرة والمتوسطة بهدف؛ تمكين الشباب أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على الاستثمار الأمثل لقدرات الشباب،وتوظيف المُخرجات الوطنية من ذوي الكفاءات وتشجيعهم على الريادة في الأعمال الخاصة، مُواكبة لسقف الطموحات التي لا تتوقف عند حد معين، ودعم تلك الجهود والآمال والعمل على تحويلها إلى واقع يُلامس اهتمامات المواطنين، ويضع السلطنة في مصاف الدول المتقدمة علميًا.ويقدم مركز صُناع عُمان بما يحتويه من أدوات ومعدات مُتكاملة تتواكب مع تطلعات الشباب، البيئة الحاضنة لإبداعاتهم، ويوفر الإمكانات التي تُحفزهم على الابتكار؛ ليكونوا الركيزة الأساسية في مسيرة رفد السوق بشركات ومنتجات عُمانية، والمساهمة في عملية التنويع الاقتصادي والتنمية المستدامة، كما يهدف إلى تطوير مهارات المبتكرين من أفراد ومؤسسات، وتأهيلهم ليكونوا روادًا أو صناعًا لمستقبل عُمان وازدهارها وفقا للأهداف المرجوة منها، والحصول على نموذج يعكس الشكل الأول للمنتج بجودة ودقة عالية مع اختصار في الوقت والجهد، من خلال فتح أبواب الاستفادة من خدمات المركز وفقا لخطة التشغيل المعدة لذلك.

تمكين الابتكار

ومركز صُناع عُمان يُتيح الفرصة لعرض الأدوار التي يقوم بها، وأشكال الدعم التي يُقدمها للمستفيدين، من خلال استعراض نماذج من أجهزة التصنيع التي يتضمنها المركز، والتي تمت تهيئتها للباحثين والمبتكرين ورواد الأعمال وطلاب الجامعات والكليات، والمعاهد والشركات والمؤسسات العلمية والورش والمعامل الصناعية، والأفراد من جميع فئات المجتمع الراغبين في تصنيع نماذج ابتكارية؛ لمواكبة التطور والتقدم الذي تشهده السلطنة في مختلف النواحي الاقتصادية والعلمية، في ظل الطفرة الكبرى للمجال الصناعي، وما رافق ذلك من تطور واضح في دخول العديد من الصناعات القائمة على المعرفة في الأسواق المحلية والخارجية؛ لتعكس جدية المجتمع نحو التقدم، ويستند مفهوم مراكز النمذجة حول العالم على سياسة المختبرات المفتوحة حيث تتبنى هذه المراكز مفهوم الأبواب المفتوحة والأفكار الطموحة، لذلك لا توجد أي حدود أو سقف للأفكار المُراد تنفيذها وتطبيقها، وستكون أبواب المركز مفتوحة لاستقبال جميع فئات المجتمع بمختلف مراحلهم العمرية والعملية والعلمية، ابتداءً من عمر ثماني سنوات، من خلال الحصول على عضوية للانتساب في المركز. والمركز زاخر بمجموعة متنوعة من الأجهزة المختلفة، والمعدات التي تخدم كل من يرتاد مجمع الابتكار مسقط، لما يتمتع به مقومات حقيقية مُشجعة على الدخول بأفكار، والخروج بمنتجات ملمُوسة، وغيره من معالم تعكس حضور الابتكار والتطور بين جنباته، ليصبح بمرور الأيام رافدًا أصيلًا للتميز وتنمية الإبداع، وبنحو لافت.

بناء الشراكات

وشهد مجمع الابتكار مسقط مسارات عملية متنوعة من خلال بناء الشراكات والتوقيع على عدة اتفاقيات تعاون مع مؤسسات حكومية وخاصة، والتي تسعى إلى إشراك القطاع الخاص بالتعاون مع الجهات الحكومية المساهمة في عملية التنمية المُستدامة التي تمر بها البلاد، حيث يُقدم مركز صُناع عُمان بما يحتويه من أدوات ومعدات متكاملة تتواكب مع تطلعات الشباب، البيئة الحاضنة لإبداعاتهم، ويوفر الإمكانات التي تحفزهم على الابتكار ليكونوا الركيزة الأساسية في مسيرة رفد السوق بشركات ومنتجات عُمانية، والمساهمة في عملية التنويع الاقتصادي والتنمية المُستدامة، ويرتكز مفهوم مراكز النمذجة حول العالم إلى سياسة المختبرات المفتوحة.

ولا يألو مركز صُناع عُمان جهدًا في سبيل نشر المعرفة، واستقطاب المؤسسات التي تُشكل قيمة مُضافة للمركز، لذلك وقع المركز اتفاقيات مع عدة جهات ومؤسسات مختلفة، ومن أبرزها: اتفاقية تعاون في مجالات الابتكار وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة مع شركة إرث المتكاملة؛ حيث وقع الاتفاقية من مركز صُناع عُمان المهندس هلال ناصر بن ناصر الشبلي، ومن شركة إرث المتكاملة خالد بن الصافي الحريبي، وتقدم الاتفاقية خدمات مُتعددة للرواد المهتمين بتصنيع منتجات مُبتكرة تسمح بالاستجابة السريعة للتغيرات المستمرة الحاصلة في متطلبات مختلف أذواق المستهلكين؛ حيث يشمل التعاون تنفيذ دورات في الثورة الصناعية الرابعة، وريادة الأعمال التي تُعد مجالًا خصبًا للابتكار والتطوير، وتقديم حلقات عمل وورشات تطبيقية لمشاريع حقيقية في مدة زمنية قدرها 3 أشهر؛ لتحقيق المزيد من التنافسية الإيجابية، وتعزيز الجودة في الخدمات المقدمة بالتركيز على الجديد والمميز لبلوغ الأهداف المرجوة، حيث إن القيمة الحقيقية لتشجيع وتطوير المشاريع الناشئة تتمثل في توفير أفضل البرامج التدريبية وربطها بالمنظومة، بما يُعزز استمرار تنافسية منتجاتها وخدماتها وخطط توسعها في الأسواق المُستهدفة بشكل غير تقليدي، حيث يعمل المركز على تحويل كل الأفكار إلى واقع ملمُوس، عبر تمكين الرواد من تطوير منتجاتهم بصورة تُلبي تطلعات السوق وتتماشى مع غايات الابتكار في رؤية عُمان 2040، وتُعد هذه الاتفاقية مثالًا على السعي الدائم للتعاون والتكامل بين مؤسسة تصنيع مُتقدم مثل مركز صُناع عُمان، وشركة متخصصة في تقنيات الذكاء الاصطناعي.

كذلك وقع مركز صُناع عُمان اتفاقية تعاون في مجالات الابتكار وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة مع شركة مرسال، وتقدم الاتفاقية خدمات مُتعددة للرواد المهتمين في تصنيع منتجات مُبتكرة تُلبي الاحتياجات الخاصة في مجال التكنولوجيا المُرتبطة بالابتكار والمعرفة وفق أفضل الممارسات العالمية، كما توفر أيضًا قاعدة للتدريب وريادة الأعمال في الثورة الصناعية الرابعة عن طريق تقديم دورات متخصصة، وحلقات عمل وورشات تطبيقية لمشاريع حقيقية التي تُعد مجالًا خصبًا للابتكار والتطوير المستمر لشريحة كبيرة من الشباب العُماني في مجال تركيب وصناعة الألواح الرقمية للأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، فضلًا عن الأجهزة المُرتبطة بهذه الصناعة. وتتميز هذه الشراكة بأن يتم عرض المنتج النهائي للبيع في منصة خاصة بذلك في المركز تكون نافذة للصناعات المُتقدمة المتعلقة بالثورة الصناعية الرابعة لتلبية الاحتياجات الخاصة بالمؤسسات الحكومية والخاصة والمستهلكين بوجه عام. كما يسمح التعاون الاستجابة السريعة للتغيرات المستمرة في مجال التكنولوجيا، وتلبية متطلبات مختلف أذواق المستهلكين؛ لتحقيق المزيد من التنافسية الإيجابية، وتعزيز الجودة في الخدمات المقدمة بالتركيز على الجديد والمميز لبلوغ الأهداف المرجوة.

مواجهة "كوفيد19"

ويتمتع مركز صُناع عُمان بمقومات حقيقية مُشجعة على الدخول بأفكار والخروج بمنتجات ملموسة، وغيره من معالم تعكس حضور الابتكار والتطور بين جنباته؛ ليصبح بمرور الأيام رافدًا أصيلًا للتميز وتنمية الإبداع، وبنحو لافت حيث اجتماع المعرفة بالعلم مع الثقافة بمعية الخبرة بالتقنية الأكثر حداثة، في توليفة ممزوجة بنكهة البحث العلمي والتحول نحو اقتصاد المعرفة. وفي خضم مواجهة العالم والمجتمع المحلي لانتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) بذل المركز جهودًا عديدةً في هذا السياق، من أهمها: تطوير وتصنيع نموذج أولي لجهاز تنفس صناعي، بالتعاون مع وزارة الصحة وعدد من المؤسسات الحكومية والخاصة، وباستخدام قاطعات الليزر التي قلصت من وقت التصنيع من ساعتين إلى 12 دقيقة؛ حيث تم تصنيع غطاء الوجه الواقي من الأكريليك كبديل أرخص من الأغطية المصنعة بطريقة الطباعة ثلاثية الأبعاد، وذلك باستخدام تصميم مجاني مفتوح المصدر ومصمم على أيدي خبراء، كما تم تصنيع مقبض شخصي لفتح الأبواب أو الضغط على أزرار المصاعد من دون لمسها بالأيدي؛ للوقاية من انتشار فيروس كورونا، عن طريق قاطعات الليزر، إلى جانب تطوير جهاز تنفس صناعي إلكتروني بالمحاكاة، وأيضًا تصنيع جهاز التعقيم عن طريق ضغط القدم؛ لتجنب لمس الأسطح أثناء التعقيم، مع تصنيع موصل صمام الأكسجين للاستخدام الطبي، وذلك بالتعاون مع شركة إنتاج صحار، إضافة إلى تصنيع جهاز تعقيم الكمام باستخدام الأشعة فوق البنفسجية؛ نظرًا لصعوبة توفرها في الأسواق في الفترة الحالية، بالتعاون مع الجامعة الألمانية للتكنولوجيا، كما تم عمل تصنيع قطعة لأقنعة الوجه الطبية، بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس، وإلى جانب تصنيع قطعة لتثبيت الكمام، للمساعدة على التخلص من الآلام الضغط على الأذن بسبب لبس الكمامات لفترة طويلة، وعلى صعيد آخر فإن جهود المركز لم تتوقف أبدًا في بذل الجهد لتقديم الحلول الذكية والسريعة لتلبية تطلعات الجمهور الذين باركوا ذلك، فها هم الشباب العُمانيون يعملون كالعادة بجد واجتهاد، ولعلنا رويدًا نُدرك متعة الابتكار، ودوره في تأجيج الاتصال والتواصل مع كافة المستويات الابداعية، لتبدو مُتألقة على نحو يشهد بقوة الابتكار والتطوير الفعال متحليًا بأعلى درجات الجودة والدقة التي تسمح بالاستفادة من مختلف خدمات المركز ومن كل الوسائل التقنية والفنية والهندسية الممكنة.   

مساحة نابضة بالحياة

يوفر مركز صُناع عُمان التابع لمجمع الابتكار مسقط ورشة عمل مفتوحة الوصول، ومختبر للنماذج الأولية، واستوديو تصنيع، مما يُساهم في إيجاد بيئة مناسبة للابتكار، وريادة الأعمال وتعليم STEM، كما يوفر منصة للأوساط الأكاديمية والصناعية، ويبني مركز صناع عمان مساحة نابضة بالحياة على مستوى المجتمع المحلي، توفر الوصول إلى الأدوات والبرامج حيث يمكن لرجال الأعمال والمخترعين والمبدعين والصناع، والشركات والمعلمين والطلاب أن يجتمعوا معًا للتعلم والعمل، ويجمع المركز رواد الأعمال والعامة والطلاب وأصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة والجامعات والكليات والمدارس، وأصحاب المصلحة وجميع المهتمين بالتعلم والنمذجة، حيث يخلق المركز مجتمعًا من المبتكرين ورجال الأعمال الذين يجتمعون مع المهتمين بالتعليم والصناعة والتجارة. نوفر في المركز مهارات وخبرات وتجارب دولية مثبتة تدعم الشركات الناشئة بعد إثبات المفهوم الأولي، يمكن اعتبار المركز حاضنة مصغرة للأعمال والتي يمكنها جلب المنتجات إلى السوق عبر التدريب، والتعليم وتطوير المهارات والتي ترفع المركز للطليعة في مجال  البحث والابتكار.

يُشار إلى أن يضم المركز بين جنباته محتويات لمعدات متنوعة تتجاوز 100 قطعة، تُساهم في تلبية احتياجات الباحثين كافة، ومن أهمها الطابعات ثلاثية الأبعاد، وطابعات الأشعة فوق البنفسجية، وقاطعات الليزر، وآلات صنع القوالب بواسطة تقنية التفريغ الهوائي، والمنسوجات والخياطة والتطريز الآلي، وبرامج التصميم، وورش النجارة والحدادة، وورش الإلكترونيات والبرمجيات.