ننتخب من؟

 

د. خالد بن حمد الغيلاني

khalid.algailni@gmail.com

@khaledAlgailani

تُمثل الرياضة في عُمان إحدى أهم القضايا المجتمعية التي تحظى باهتمام بالغ من لدن العديد من شرائح المجتمع ونخبه، وهذا أمر طبيعي جدًا، بل وضروري في ظل ما يُمثله هذا القطاع من أهمية، وما يقوم به من دور في تفعيل قدرات الشباب باعتبارهم الفئة الأكثر فائدة وإفادة في هذا المجال، لذلك تجد قضاياه مُتابعة بشكل مُستمر، والكل يُدلي فيها بدلوه، ويُبدي وجهة نظره، وهذا أمر محمود النتائج ذلك أن كثرة الآراء غالبًا ما تُؤدي إلى تحسين مستوى الأداء وجودته؛ شريطة قبول كل الأطراف، والبعد عن الصراعات التي يكون دافعها الانفراد بالرأي والتعصب له والدفاع عنه دون مُبرر مقبول أو سبب معقول، ومن ثمَّ نتائج لا تُحمد عواقبها؛ بل وتعود بالجميع إلى المربع الأوَّل.

ولا يخفى على أي مُتابع للشأن الرياضي في عُمان وعلى مختلف المجالات الحراك المُتسارع من ناحية والمتسع من ناحية أخرى؛ فهو متسارع من حيث السرعة التي تُصاحب تعديل الأنظمة الأساسية للاتحادات المختلفة، والرغبة في تطوير العمل، ومستوى الأداء قبل بدء دورة انتخابية جديدة، وهو أمر نأمل أن تكون نتائجه وفقاً للهدف المُراد؛ ذلك أنَّه مطلب الجميع، كما أنه متطلب المرحلة، وسبيل التطوير لتحسين الأداء وتجويد النتائج، ولا يفهم من السرعة هنا الاستعجال الذي تأتي نتائجه على عكس المرجو منه؛ وإنما هنا سرعة صاحبها تمحيص في أبواب النظام ومواده، كما أنه كان نتاج جهد وبذل من مختلف عناصر المنظومة الرياضية وشركاء النجاح الرياضي المأمول.

وهو حراك متسع من حيث سعة القاعدة المشاركة في هذا التطوير، فهو لم يغفل جهة أو يتجاوز عنصرًا، وهذا أمر في يقيني سبب للنجاح؛ فكلما كان الجميع مشاركًا وجزءًا من العمل؛ كلما كان الإحساس بالمسؤولية حاضرًا بقوة وإيجابية تُؤدي إلى سرعة الوصول للنتائج وهذا مطمح الجميع وإن تعددت الطرق والوسائل.

وبتوفيق من الله تبارك وتعالى وخلال فترة زمنية قياسية تحسب لكل عناصر العمل الرياضي، وشركاء القرار بداية من أصحاب الفكر والرأي والقرار مرورًا بمراحل الإعداد والمراجعة والتدقيق والدراسة والإقرار وصولًا لمرحلة التطبيق والتنفيذ؛ والتي تُعد من أهم المراحل وأكثرها تأثرًا وتأثيرًا.

إنَّ مرحلة الانتخابات في مختلف الاتحادات الرياضية هي الشغل الشاغل لكل رياضي ومتابع ومهتم بهذا الشأن، بل وتشغل المجتمع بشرائحه الرسمية والأهلية، وتجد اهتمامًا ومتابعة من خارج السلطنة؛ وهذا أمر طبيعي فالرياضة قطاع ونشاط لا تحده حدود الجغرافيا، ويجب ألا تمنعه تقلبات الأحوال. وما تم خلال المرحلة الماضية بداية بتأجيل الانتخابات مرورًا بنظام أساسي موحد يؤطر لمرحلة مستقبلية يتمنى الجميع أن تكون ناجحة بكل معاني النجاح ومكتملة قدر الممكن.

هذا التطوير يتطلب تطويرًا في الفكر، ونضجًا في التجربة، وموضوعية في الاختيار، والقيام بدور وطني تتطلبه المرحلة، وتقتضيه الأحوال، ويتطلب تجردًا في الاختيار وبعدًا عن كل شائبة يمكن أن تؤدي إلى اختيار يعكس التوقعات ويذهب بتلك الجهود والتعديلات نحو اللاعودة ونحو اللامعقول.

لذلك ونحن على مشارف الانتخابات، وبل دخلنا معتركها فعلا وواقعا، يأتي السؤال الذي يطرحه الجميع على الجميع، ويجيب عليه تلك النخبة المعوّل عليها والمأمول منها قول كلمتها الفصل دونما مُحاباة ولا مواربة.

ننتخب من؟

القريب للقلب والرأي أم صاحب الفكر والتطوير، ننتخب ابن الولاية والمحافظة أم ابن عُمان البار بها والساعي لرفعتها، ننتخب أول المتواصلين معي أم صاحب الرؤية والمنهج، ننتخب هذا لتنتخب أنت ذاك أم ننتخب المجيد الباحث عن مكانة هناك هناك نعم هناك للرياضة العُمانية، ننتخب النظام ومواده الفاعلة أم الرضا وعدم الزعل والسخط، ننتخب المراد أم المريد، ننتخب الأنا أم الكل، ننتخب سبيل الرشاد والفلاح والنجاح أم الواقف هنا دون سعي أو حراك.

ورغم صعوبة السؤال عند الباحث عن الصواب فهو سهل عند الباحث عن الرضا وكرامة عين.

ختاماً فحق الوطن وأبناء الوطن ورفعة الوطن وتقدم الوطن يجب أن تقول كلمتها وتحسم قرارها، وبأمانة وتجرد تام فإنَّ أصحاب القول الفصل لديهم من الفهم والدراية ما يجعل الأمر في نصابه والقول في محرابه، والحق في ميزانه، وهم أبناء الوطن؛ ولا محالة سينتخبون عمان، وإن غدا لناظره قريب.

تعليق عبر الفيس بوك