على متنِ قلم

 

سعيدة البرعمية

حلّقت بعض الرُؤى، على متنِ قلم مُجنّح، يُنشِدُ نشيد الطير ويتساءل، ماذا لو؟

ما لبثت أن وقعت ولم تصل!

 

فُضُول

تقرأ سيّدة كتاب وبجانبها ابنها، ومعه دفتر وقلم، شقّ الابن ورقة، مزّقها ورماها منكمشة تحت الطاولة التي أمامه في المقهى.

دخل رجلٌ آخذ طريقه إلى زاويته المعتادة، بعد جلوسه شعر أنَّه يدوس برجله على شيء ما،

انتابه القلق وأزاح رجله؛ لكنّ الورقة المنكمشة أثارت فضوله وآثر أن يقرأ شكواها. نظر للناس أمامه ثم أعاد النظر إليها، أسقط علبة سجائره عمداً عليها وأخذهما معاً، بدأ يفكُّ انكماشها؛ فإذا بها خربشات طفل!

ارتفع حاجباه وسقط فكّه مفتوحاً، علا صوت الطفل معترضا " عمو ورقتي".

معلّمة ولكن

رنَّ هاتفها، مرحباً، نعم عندي درس اليوم، الخامسة والربع سأبعثه للمكتبة القريبة من المسجد. ارتدت عباءتها وأخذت مصحفها متجهة للمسجد، وحلقة أخرى من تعليم القرآن، انتهى الدرس وانصرف جميع الطلاب إلى بيوتهم باستثناء خالد، وبصرخة الثكلى أعلنت أمه الاستنفار من أجله.

غيابٌ ومطر

تلبّدت السماء بالسحب الركامية مُعلنة قرب هطول المطر، أخذت تتمايل مع الهواء مثقلة بالماء، قالت إحداهن للأخرى بنبرة حزن عميق، ما بال الناس لا يخرجون لاستقبالنا كما عهدنا؟ أين الأطفال الذين يطربوني بأصواتهم مطر، مطر؛ فأجتهدُ في هطولي!  يا للغربة، الشوارع فارغة والحزن يزاحم امتلائي بالمطر.

تجيب الأخرى: منذ ما يقارب العامين وهم في بيوتهم محظورون.  

تعليق عبر الفيس بوك