الدكتورة سولين الخليلية: ثورة في مجال تطوير اللقاحات تزامنا مع تفشي "كورونا".. والتطعيم خير وسيلة للوقاية من المرض

مسقط- الرؤية

قالت الدكتورة سولين بنت مبارك الخليلية طبيبة اختصاصية بالمديرية العامة لمراقبة ومكافحة الأمراض إن تسارع وتيرة العلم واندلاع الثورة المعلوماتية والتكنولوجية والصناعية أسهم في إحداث ثورة في مجال تطوير اللقاحات، حيث إنه في الماضي كانت اللقاحات تُطوّر من خلال سلسلة من الخطوات التي يُمكن أن تستغرق سنوات عديدة، أما الآن، فنظراً للحاجة الملحة التي فرضتها جائحة كوفيد-19 لإيجاد لقاح فاعل وآمن بأسرع وقت ممكن فقد تغيّرت طريقة تطوير اللقاحات نتيجة للاستثمارات المالية غير المسبوقة والتعاون العلمي الدولي.

وأشارت إلى أنَّ البشرية عصفت بها على مر التاريخ أوبئة عديدة استمرت لأعوام وحصدت أرواح ملايين البشر، واستمر النضال البشري في سبيل التصدي لها، إلى أن تم اكتشاف اللقاحات والتي أسهمت بدور كبير في التصدي للعديد من الأمراض المعدية وكان لها الفضل في القضاء على جملة من الأمراض المعدية التي شكلت قلقا لمنظومة الصحة العامة.

وتحدثت الخليلية عن الأفكار المغلوطة المتعلقة بتطعيم الأطفال، وقالت إن تطعيم الأطفال من أبرز أسباب تراجُع معدلات الإصابة بالأمراض المعدية وانخفاض نسبة الآثار السلبية طويلة المدى التي قد تخلفها هذه الأمراض عند فئة الأطفال. وأوضحت أن برنامج تطعيمات الأطفال في السلطنة يغطي أكثر من 95%، ويعد إحدى التجارب المتميزة في إدارة برامج الصحة العامة، وتتم عملية تطعيم الأطفال بسلاسة مبنية على ثقة المجتمع ومدى وعيه بهذا البرنامج وآثاره الإيجابية على الفرد والأسرة والمجتمع. وأوضحت أن الآراء المناهضة لتطعيم الأطفال لا تشكل تحديا كبيرا في السلطنة، إذ إن تلك الظاهرة التي تفشت في بعض الدول المتقدمة جراء اختفاء الأمراض المعدية جعل البعض يُشكك في أهمية التطعيمات، لكنه تناسى حجم التنقلات الدولية في الوقت الراهن ومدى إمكانية استيراد الأمراض المعدية من الدول التي ما زالت موجودة فيها.

وحول تأثير جائحة كورونا على التطعيمات الروتينية، قالت إن قسم التحصينات بوزارة الصحة أولى حرصا كبيرا منذ الأيام الأولى لتفشي وباء كورونا على عدم المساس والتأثير على الخدمات المقدمة في برنامج التطعيمات الروتينية، وذلك إيمانا بأهمية الحفاظ على المكتسبات التي تحققت في هذا البرنامج وللوفاء بالالتزام التام من قبل القائمين على البرنامج باستمرار تقديم خدمة التطعيمات الروتينية خلال الجائحة.

وأكدت الخليلية أن اللقاحات تخدم الأفراد والمجتمعات من خلال رفد صحة السكان في سبيل تحقيق رفاهية العيش الصحية والإجتماعية والإقتصادية وذلك من خلال: تحسين مستوى حياة الأطفال بإعطاء المواليد فرصة للنمو بصحة جيدة، الوقاية من الإصابة بالأمراض المعدية والمساهمة في خفض معدلات المراضة و الوفيات الناتجة عنها.

وتحدثت الخليلية عن تردد البعض عن تلقي اللقاحات، وقالت إن التردد له أسبابه التي يمكن الوقوف عليها وتبديدها باستخدام وسائل عديدة لعل أبرزها في الوقت الراهن الرسالة الإعلامية وطريقة طرح موضوع اللقاحات وفاعليتها ومأمونيتها.

وشددت الدكتورة سولين بنت مبارك الخليلية طبيبة اختصاصية بالمديرية العامة لمراقبة ومكافحة الأمراض على أهمية تطبيق الإجراءات الوقائية؛ حيث تساعد على احتواء الجائحة، لكن ينبغي التنويه بأنه للوصول للغاية المنشودة من مثل هذه الإجراءات ينبغي العمل بها كحزمة متكاملة ومكمّلة لبعضها البعض مع مراعات اختيار الوقت المناسب لاتخاذ مثل هذه الإجراءات والحرص على الإتقان والجودة في التطبيق والمتابعة، حيث تتبدى آثارها الإيجابية بصورة أوضح إذا ما تم اتخاذها في المراحل الأولى لانتشار المرض مع استمرار مراقبة حالة التفشي وظروفه محليًّا وإقليميا وعالميا من أجل الحفاظ على أفضل توازن ممكن في تنفيذ الإجراءات الوقائية مع أقل قدر من الخسائر والآثار السلبية المتعددة الجوانب التي تترافق مع تطبيقها.

تعليق عبر الفيس بوك