"الزكاة" الركن الثالث في الإسلام

 

خالصة بنت علي السليمانية

الدين الإسلامي تميز بالشمول، وأنه الأنسب للبشرية لذلك الابتعاد وعدم العمل بأي من تعاليمه وخاصة المفروضة قطعا من عند الله يؤدي إلى خلل في حياة البشر.

فرض الله تعالى الزكاة على المسلمين وقرنها بالصلاة في أكثر من ثمانين موضعا.

(وأقيموا الصَّلاةَ وآتوا الزَّكاة)

الرسول صلى الله عليه وسلم جاء مؤكداً لأهمية الزكاة حيثُ كان يرسل السعاة لجباية الزكاة من الناس وكذلك خلفائه من بعده.

الزكاة في اللغة بمعنى: النماء والزيادة والبركة... وغيرها من المعاني السامية.

إن وضع الزكاة في عصرنا الحالي يُعد من الأوامر الربانية التي تجاهلها بعضنا وهذا أمر مخزٍ ومحزن لكوننا مسلمين، أعجب  من هؤلاء الذين امتنعوا عن دفع الزكاة مع أن القرآن جاء صريحاً لفرض الزكاة بقوله تعالى: {..وأقيموا الصَّلاةَ وآتوا الزَّكاة..}

والسنة الشريفة جاءت مؤكدة لهذا الفرض

 الرباني لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الزكاة قنطرة الإسلام).

إن الفقر والعوز الذي أصابنا ماهو إلا خلل في توازن العلاقة مع الله أولاً ومع الناس ثانيا.

فحين تمتنع بعض الفئات عن دفع الزكاة المستحقة للفقراء خوفاً من أن تنقص أموالهم فهذه الفئات اختلت علاقتها مع الله؛ أما حين ترى هذه الفئات عدد الفقراء يزداد بصورة مخيفة ولا تتحرك قلوبهم بشيء من الرحمة لهم هنا نقول: إنهم قطعوا علاقاتهم بالناس.

ما أحوجنا إلى الركن الثالث في هذه الفترة العصيبة نحن نعيش في أوقات كورونا المتقلبة تعصف بنا من كل جانب. إن إخراج الزكاة لمستحقيها في خضم الجائحة يُعد عاملا من العوامل التي تؤدي إلى استقرار الحياة المادية نوعاً ما.

لماذا أصبحت أموال الزكاة حبيسة البنوك؟

لماذا هذا التساهل في أمر الله أولاً؟ ولماذا التساهل في وضع قوانين تُعيد قيمة الزكاة وأهميتها وإنصاف الفقراء؟.

الزكاة أساسا ركن من أركان الإسلام، ووسيلة لتطهير النفس من الشح والبخل، وتبني لدى الإنسان صفة الرحمة للفقراء، وتجلب السعادة للطرفين.

إن الجوهر من الزكاة تحقيق العدالة بين الناس في طريقة المعيشة؛ وهذا ما يسمى التكافل الاجتماعي الذي حثّ عليه الإسلام، هذا التكافل يؤدي إلى زيادة الحركة الاقتصادية للجميع.

في هذا المقال أُناشد الفئة التي يجب عليها دفع الزكاة لمستحقيها بأن يتقوا الله وأذكرهم بقول الله تعالى: ( وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ).

 

تعليق عبر الفيس بوك