هل هو مهم؟!

 

وليد بن سيف الزيدي

wssdy82@gmail.com

 

كل من له علاقة بالعملية التعليمية في النظام المدرسي يُدرك أنَّ التحضير الكتابي سواء كان ورقيًا أم رقميًا هو عبارة عن خطة كتابية حول آلية تنفيذ الدرس في الموقف الصفي؛ حيث تشمل هذه الخطة الأهداف التعليمية وزمن تنفيذها، والمُعينات التعليمية من وسائل وأدوات وأجهزة وبرامج، وكذلك تشمل الأنشطة العلاجية والإثرائية، والتقويم المرحلي والنهائي والواجبات المنزلية والأسئلة التحضيرية.

فهل هذا النوع من التحضير مهم في الموقف التعليمي؟ وما درجة أهميته؟ وهل تختلف درجة الأهمية من شخص لآخر؟ وما سبب هذا الاختلاف؟ هل لعامل الخبرة أو الجنس أو المرحلة أو البيئة الدراسية دور في هذا الاختلاف؟ وما رأي الأغلبية من العاملين في الحقل التربوي حول ذلك؟

هل يتم الرجوع إلى التحضير الكتابي أثناء تنفيذ الموقف التعليمي أو حتى قبله أو بعده؟ وهل يتم تطبيق ما كُتب فيه؟ أم تظهر أفكار وأساليب أخرى أثناء تنفيذ الدرس التعليمي والتي يُمكن أن تختلف من صف دراسي لآخر حسب الموقف التعليمي الجديد وما فيه من معطيات جديدة؟

ألا يكفي التحضير الذهني وهو التحضير الفعلي الذي يُعتمد عليه في قياس مدى تحقق أهداف الموقف التعليمي؟ أليس من الجيد الاستفادة من هذا  الوقت والجهد في البحث عن فكرة أو تعزيز مهارة أو إعداد نشاط أو وسيلة تعزز من الموقف التعليمي، بدلًا من التحضير الكتابي؟

أليس هذا النوع من التحضير يُساعد على جمود الفكر بحكم أنه يتم إعادة كتابته بشكل دوري عند البعض، ومن ثم العمل ضمن دائرة الروتين اليومي القاتل للفكر والإبداع؟ هل التحضير الكتابي يُعمل به في الدول التي سبقتنا في المجال التعليمي؟

هل يمكن إلغاء التحضير الكتابي في نظامنا التعليمي العربي مستقبلًا؟ ولماذا لا تكون  بداية التغيير من عندنا نحن في عُمان؛ حتى يكون لنا إسهام جيد في تطوير النظام التعليمي العربي؟

لماذا لا يطرح مثل هذا الموضوع أو المواضيع التي تشبهه من خلال اللقاءات أو الندوات أو المؤتمرات التعليمية سواء المحلية منها أو الخليجية أو العربية تحت عنوان: ماذا يُحقق هذا الموضوع من أهمية تنصب في تجويد العملية التعليمية؟

أليس إقرار التحضير الكتابي في الأنظمة التعليمية بدأ بفكرة وظل يُعمل به لسنوات عديدة حاله حال العديد من المواضيع التي لم تخضع لقياس مدى انسجامها في النظام التعليمي الحالي وما تحيط به من متغيرات عالمية متسارعة؟ فلماذا إذن لا يتم إلغاؤه أيضًا بفكرة مستندة على أسلوب علمي يتمثل في جمع وتحليل البيانات من الفئة المستهدفة، ومن ثم الوصول إلى قرار يُعزز من العملية التعليمية من خلال التركيز على استغلال الوقت والجهد فيما يُحقق الفائدة التي يمكن ملاحظتها وقياسها في الموقف التعليمي، ومن ثم انعكاسها على التحصيل الدراسي؟

هل سبق إجراء دراسة نوعية حول هذه التساؤلات؟ أليست هذه التساؤلات تستحق النظر فيها، والتأكد من مدى دقتها من خلال البحث العلمي؟ أليست هنالك جوانب أخرى في النظام التعليمي غير التحضير الكتابي، تحتاج إلى مراجعة جادة بأسلوب علمي دقيق وصولًا إلى القرار الذي يحقق الفائدة بشكل أفضل؟

أليس من الجيِّد أن يتم تقييم بعض المواضيع من خلال تساؤل مع الذات: هل هو مهم؟ ويكون هذا التساؤل في مختلف جوانب حياتنا الشخصية والاجتماعية والمالية والإعلامية والتعليمية والعملية؟ أليس من الجيد أن يكون هذا التساؤل جزءًا من ثقافتنا في الحياة اليومية؟

وأخيرًا هل الفكرة حول ما كتب هنا تدور حول التحضير الكتابي فقط؟ أم أنه كان مثالًا لإيصال العديد من الأفكار التي تهم الإنسان في تطوير جوانب عدة من حياته؟ أم الاثنين معًا؟

فهل ما كتب في هذا المقال مهم؟

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك