د. خالد بن عبدالوهاب البلوشي
تطالعنا الصحف من وقت لآخر وعلى مدى السنوات الماضية ببعض المقالات وأحياناً مقالة واحدة كل عام تتناول في محتواها ظاهرة انتشار الكراڤانات المتنقلة السياحية بالسلطنة.
وكانت الجائحة التي عصفت ولا زالت تعصف بقطاع السياحة سبباً لازدهار تلك الظاهرة الإيجابية والتي تطورت لتصبح خدمة سياحية مميزة في قطاع يحتاج إلى تجديد مستمر، حيث قامت مجموعات من ملاك تلك الكراڤانات أو المقطورات والعربات السياحية بتكوين مجموعات لتبادل الأخبار والخبرات حول تلك الكراڤانات.
وقاموا من خلال تواجدهم المستمر على الشواطئ وبعض المناطق السياحية بالترويج لهذه الخدمة المميزة وعرض خدماتهم لمن يرغب باستئجار تلك الكراڤانات.
وسوف نتناول في طرحنا هذا بعض الملاحظات التي تتطلب تدخلا سريعا لدعم هذا النشاط السياحي الرائع:
- يتوجب أن يتم تخصيص مساحات فضاء مناسبة بالقرب من الأماكن ذات الطبيعة والميزات السياحية مثل الأودية أو ينابيع المياه الطبيعية أو الأفلاج أو الحدائق العامة ويتم منح إدارة تلك المساحات لمن يرغب من سكان الولاية بنظام حق الانتفاع لعدة سنوات شريطة أن يتولى إدارتها المواطن بنفسه وليس من خلال أطراف أخرى.
- يتم تمديد ثلاث خطوط خدمات أساسية وهي الماء والكهرباء والصرف الصحي مع برج اتصالات لتعزيز الاتصالات بالمنطقة.
- يتولى مدير المتنزه إعداد الموقع مع ضمان الالتزام بشروط الأمن والسلامة وتوفير نظام أمني لمستخدمي الموقع وبالتنسيق مع الدفاع المدني.
- تجهيز الموقع بمكتب به المستلزمات الأساسية لرواد الموقع من مواد لوجستية وغذائية وخلافه.
- تجهيز الموقع بمرفق للأطفال للترفيه عنهم.
- يلتزم مستخدمو المتنزه بالحفاظ على المسطحات الخضراء وعدم المساس بها وتلويثها في حال وجود المتنزه بالقرب منها.
بكل تأكيد ستعمل تلك المواقع على ازدياد الجذب السياحي الداخلي حيث سيتمكن أصحاب تلك الكراڤانات من التنقل بين الولايات وهم على ثقة بأنَّ هناك مكان للمبيت به الخدمات المطلوبة لمبيت كراڤاناتهم.
وسوف يعمل المتنزه على إتاحة الفرص للعديد من الأسر المنتجة في الولاية لبيع وترويج ما لديهم من منتجات متنوعة ولربما تنتعش العديد من الخدمات التي يوفرها الشباب من أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. ثم يأتي دور الجهات المنظمة مثل وزارة الإسكان والتخطيط العمراني ووزارة التراث والسياحة وشرطة عمان السلطانية وهيئة البيئة؛ حيث يُقْترح أن يتولى المحافظون أخذ البادرة وتبني مثل تلك الأفكار والتي بلاشك ستعمل على انتعاش بعض القطاعات بالمحافظات وذلك من خلال التنسيق مع تلك الجهات وتذليل أي صعاب قد تظهر لتنفيذ المشروع.
ومن الجميل الاستعانة بتجارب بعض الدول في هذا الجانب والاستفادة من خبراتهم في إدارة تلك المرافق والمتنزهات حيث تشتهر في أمريكا وبعض دول الغرب.
إن عماننا الحبيبة بها تنوع جغرافي وبيئي نادر يحب الاستمتاع به قدر الإمكان. كما إن الفرص لا زالت مواتية والأمر يحتاج إلى تكاتف الجهود لتحقيق الهدف المنشود وهو إنعاش قطاع السياحة بالسلطنة.
