الدراسة في المغرب (الحلقة الأخيرة)

حمود بن علي الطوقي

محطات في الذاكرة

لم أكُن أتصوَّر ردُود الأفعال حول المقالات السابقة التي نَشرتُها في هذا العمود من قبل الأصدقاء والمتابعين، وانتشرت المقالات بشكلٍ سريع، وطلبت مني عددٌ من الصحف الإلكترونية الخليجية إعادة نشرها مع ذكر المصدر بأنها "نقلا عن جريدة الرؤية".

الأخ الأستاذ والكاتب زاهر المحروقي اقترح علي بأنْ تكون هذه السلسة في كتاب؛ لأنها تسجل حقبة ومرحلة، وحسب قوله فإنَّ مثل هذه المقالات تلقَى ردودًا إيجابية من قبل القراء، خاصة وأنَّ القارئ ملَّ من المقالات الجافة التي تغزو صفحات الجرائد، وتعالج قضايا الفساد والغش والمحاباة والاختلاسات والضرائب، وهذه المقالات رغم أهميتها إلا أنَّها تظل جافة وتخاطب شريحة من أبناء الوطن، والقارئ يبحث عن مقالات خفيفة الظل بها قصص وحكايات وأحداث ووقائع.. هذه المقالات تُنعش وتجدِّد الذاكرة.

العديد من زُملاء الدراسة تابعوا سلسلة المقالات؛ فمنهم من صحَّح لي المعلومة، ومنهم من أضاف لي وقائع حدثت وطلب مني تدوينها، ولكن جميع من قرأ المقالات وصفها بأنها أحداث ووقائع تستحق أن تُدوَّن.

محطات كنت أتمنى تدوينها كأحداث متسلسلة؛ منها: مشاركة نادي فنجاء في بطولة الأندية العربية -ممثلا عن السلطنة- وكنا كطلاب نساند فريق نادي فنجاء، وكنا نتواجد بمركب (ستاد) محمد الخامس بالدار البيضاء، وشاركنا في مؤازرة نادي فنجاء أصدقاؤنا من الطلاب من مختلف الدول العربية من السودان واليمن والأردن وفلسطين وليبيا.

أيضا من المحطات المهمة: زيارة الرحَّالة جمال الوضاحي وسيف الوردي المغرب؛ بهدف الترويج لعام الصناعة الأول عام 1991، وجاءا إلى المغرب بواسطة سيارة من نوع ميتسوبيشي (باجيرو) الدفع الرباعي، وكانت تضم كتبًا وبروشورات وهدايا تُقدَّم للجمهور، هذه الرحلة الترويجية عن الصناعة العمانية كانت ناجحة، وربما سأتناول تفاصيلها في مقال مُستقل، خاصة وأنَّ الرحلة تستحق الإشارة إليها. وقد أسهمنا في مساعدة الرحالة بالتعريف عن الصناعة العمانية، ومن حُسن الصُّدف أنْ كُان معنا في هذه الرحلة التي تجولنا بسيارتنا "باجيرو" الأخوة الأعزاء السيد سالم بن مسلم البوسعيدي، وشقيقه السيد علي، وسعيد بن مالك الكندي، وحبيب بن عبدالله الحسني، هذه الرحلة كانت من أنجح الرحلات؛ حيث قطعنا مئات الكيلومترات لزيارة مختلف الدول المغربية شرقا وغربا، وشمالا وجنوبا، وصولا إلى إسبانيا، والتجول بالسيارة وهي تحملُ الرقم العماني في عدد من المدن الإسبانية.

أيضا من المحطات التي لا يُمكن نسيانها: حفل تخرُّجي عام 1992، الذي أقمته قي شقتي الصغيرة، وشاركني الاحتفال الزملاء والأصدقاء من الطلاب، وأذكر أنني استأجرتُ جوقًا لإحياء هذه المناسبة، وكانت مناسبة وداعية لبلد أُكِنُّ له ولشعبه العريز كلَّ الشكر والتقدير؛ حيث احتضن هذا البلد المئات من أبناء السلطنة ممن تلقوا تعليمهم في أرقى الجامعات المغربية، ولي عودة للكتابة عن هذه المرحلة بأحداث جميلة مشوقة.