تأكيد أهمية رقمنة المخطوط العربي.. وحث على التوسع في المصادر المعرفة الإلكترونية

مسقط - العمانية

أجمَع باحثون ومختصون من المؤسسات الثقافية والعلمية في السلطنة والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، على أهمية رقمنة المخطوط العربي، والحاجة للمصادر المعرفية الرقمية، خاصة في ظل جائحة "كوفيد 19".

وقال الدكتور محمود بن عبدالله العبري نائب أمينة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، في ندوة علمية افتراضية نظَّمتها أمس اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، بالتنسيق مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، بعنوان "المخطوط في زمن الأوبئة"، وعُقدت بمناسبة يوم المخطوط العربي الذي يُصادف الرابع من أبريل من كل عام: "إن الاحتفال بيوم المخطوط العربي في دورته التاسعة يأتي هذا العام والعالم يمر بوباء كوفيد 19"، مشيرًا إلى أن التراث العربي المخطوط يضم رصيدًا هائلاً ومتنوِّعًا من المخطوطات التي تتناول الأوبئة على مرّ العصور تصل إلى 400 مؤلف بحسب معهد المخطوطات العربية، إضافة إلى المباحث والفصول الجزئية التي تحدثت عن الأوبئة في مؤلفات كلية تناولت موضوعات شتى. وأشاد في كلمة اللجنة بهذه المناسبة بجهود المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ودورها الرائد وجهودها الحثيثة في شتى الميادين المرتبطة بمجالات عملها عامة، وعنايتها بالمخطوط العربي خاصة من خلال معهد المخطوطات العربية في القاهرة التابع للمنظمة.

من جانبه، أوضح الدكتور فتحي الجرّاي من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم جهود "الألكسو" في المحافظة على التراث الثقافي خلال جائحة كوفيد 19، وقال: "إن المنظمة حاولت أن تتكيّف مع هذه الجائحة من خلال مجموعة من الإجراءات والآليات حتى تواصل تنفيذ برامجها، وتمكنت من تنفيذ العديد من الأنشطة الافتراضية، وأصدرت العديد من اللوائح لمساعدة المؤسسات والفنانين والمثقفين وأصدرت دليل التوقي من هذه الجائحة حتى تواصل أداء رسالتها وتُقام الأنشطة بشكل عام والتواصل مع المثقفين، ونجحت إدارة الثقافة التي تشرف على قطاعي الثقافة والتراث في تنظيم سلسلة من الأنشطة الرقمية وأصدرت بعض المنشورات وغيرها من أجل أن يتواصل هذا الفعل الثقافي، كما نظمت دورات للجان الوطنية على مختلف المنصات الرقمية ودرَّبت المختصين العاملين عليها، ورقمنة العديد من المنشورات والتقارير والمؤلفات ووضعتها على موقع المنظمة لتسهيل الوصول إليها".

وأكد نايف بن سليمان الهنائي مدير عام مؤسسة عبر الخليج لتقنية المعلومات: "دور منصة المقصورة في الحفاظ على المخطوط العربي في ظل جائحة كورونا"، وأكد أهمية الحاجة إلى المصادر المعرفية الرقمية وإلى رقمنة المخطوط العربي وإلى توفير المصادر المعرفية وإتاحتها رقميًا، مبيِّنًا أن من بين الأسباب التي تدعو لذلك تسارع العالم قبل جائحة "كوفيد 19" إلى التحوُّل الرقمي؛ بحيث تُتاح كل المصادر المعرفية سواء كانت مخطوطًا أو غير مخطوط لتكون رقمية. وأكد أن هذا التحوُّل الرقمي له إيجابيات كثيرة منها سهولة الوصول إلى المصادر المعرفية، خاصة ما يتعلق بالمخطوط الذي توجد صعوبة كبيرة جدًا في الوصول إليه والحفاظ عليه من قبل مقتنيه، وقد يحتاج الوصول إليه سفرًا وقطع مسافات طويلة، وتحويل هذا المخطوط إلى مخطوط رقمي وإتاحته بنصّه الكامل أو بالنص الجزئي لا شك أنه سيسهل من انتشار المخطوط والمعرفة معًا.

وأبرز سيف بن مسلم المحروقي المكلف بفهرسة وتوصيف المخطوطات بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، دور الهيئة في صون التراث الفكري المخطوط، وقال: "إن الهيئة عملت خلال السنوات الماضية على إحاطة المخطوطات بأكف العناية وعين الرعاية، ولم تدخر جهدًا في سبيل الإبقاء على تراثنا حيًا لكي يعود إليه الباحثون والدارسون وطلبة العلم، ومن أجل ذلك بذلت جهودًا متعددة وحققت إنجازات من بينها تصوير مخطوطات مكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي التابعة لديوان البلاط السلطاني وفق أجهزة تصوير عالية الجودة تم العمل عليها في مقر المكتبة بولاية السيب والتي تفوق 4 آلاف مخطوطة، وإرسال فرق من الموظفين المختصين والمتعاونين مع الهيئة في جمع المخطوطات الرقمية من خارج السلطنة من دول مختلفة (إثيوبيا- البوسنة- الجزائر- السعودية- الهند- الولايات المتحدة- اليمن- أوكرانيا- إيران- باكستان- تركيا- تونس- جزر القمر- تنزانيا- فلسطين- فرنسا- ليبيا- نيوزلندا)، تم خلالها جمع أكثر من 75 ألف عنوان، كما تم تحويل مخطوطات دار المخطوطات التابعة لوزارة الثقافة والرياضة والشباب إلى أفلام ميكروفيلم، والتي بلغت 5 آلاف مخطوطة".

تعليق عبر الفيس بوك