اتحاد كرة القدم وسنوات الضياع!

حمود بن علي الحاتمي

alhatmihumood72@gmail.com

قبل أربع سنوات انتُخب مجلس إدارة جديد للاتحاد العماني لكرة القدم، ورسم خارطة طريق جديدة لكرة العمانية طرحها أمام وسائل الإعلام، وأجدني مضطرا للعودة لسردها؛ فكانت خارطة الطريق التي أسماها، التغيير والشفافية قوامها، وهي: مجتمع كرة قدم متطور، ثقافة رياضية وكروية متطورة لدى كافة الشركاء، موارد بشرية مؤهلة ومتخصصة، استغلال أمثل لتقنيات التواصل الحديثة، قدرة تنافسية عالية للاتحاد والأندية جاذبة للقطاع الخاص، بيئة جاذبة وبنية تحتية إدارية وفنية متطورة، إدارة مالية سليمة وشفافة، وتشريعات متطورة متفقة مع القوانين الوطنية والدولية.

ووعد الاتحاد بإعادة المنتخب الوطني الأول إلى الواجهة، وعودته للمنافسة على البطولات الخليجية والقارية؛ كهدف رئيسي كما كان في السابق، معتمدا على أكثر من مسار؛ حيث أشار إلى مسار الاهتمام بالمواهب لتدريبها عالميا والاستفادة من المدرسة الإسبانية في بناء المنتخبات والأندية القوية، وعلى المدرسة الألمانية في ترسيخ مفهوم الانضباط الفني والإداري.

أما قطاع الناشئين، فاعتبره الركيزة الأساسية في نمو وتطوير وديمومة كرة القدم العمانية، والتي كانت التجربة العمانية الناجحة في عقد التسعينيات، وهي التجربة التي سيكون عليها التركيز من خلال العمل بشكل كبير على المنتخبات السنية للناشئين والشباب والأولمبي لتعزيز قوة المنتخب الأول الذي يعتبر الهدف الرئيسي لعودته إلى المنصات، واعتبر مونديال قطر 2022 هدفا كبيرا.

ولعل السرد السابق يدفعنا لمراجعة ما قام به الاتحاد خلال أربع سنوات، والسؤال: هل حقق ما وعد به؟ نجد أن التغيير الذي وعد به لم يكن إيجابيا، فأين المجتمع الكروي المتطور الذي وعد به؟ فالدوري بين الإلغاء والاستمرار، ودورات التدريب متوقفة، كما أنه أين جاذبية القطاع الخاص وشركة مازدا ألغت الدوري الأولمبي، وانسحب الكثير من الشركاء؟!

وَعَد بإعادة المنتخب الأول للواجهة للبطولات القارية، والمنتخب لم يتجاوز إنجازاته السابقة عدَا الفوز بكأس الخليج، والجميع يعرف الظروف التي فاز بها.

واليوم.. المنتخب يعيش حالة يُرثى لها، والدليل توقفه لمدة عام، وتجارب خجولة مع الأردن والهند لا تُسمِن ولا تغني، وقطاع المراحل السنية الذي تغنَّى به يخرج من التصفيات الأولية لا استفدنا من التجارب الإسبانية ولا البرازيلية، وألغى مسابقاته واستحدث دوري كرة القدم النسائية الذي هي أسقطها على المجتمع دون رضاه.

علمتنا الأيام أن التخطيط لا يكون تنظيريا، وإنما يرافقه عمل جاد ومخلص، وقد نسمِّي فترة الاتحاد الحالي هي سنوات الضياع، وعلينا ألا نفرَح بنتائج وقتية دون العمل على أسس واضحة. الاتحاد الحالي الآن وقع تحت ضغط الأندية، يأتمر بأمرها ويلغي ويحذف بأمرها؛ فالقيادة التي تعلمناها في علم الإدارة غائبة عن إدارة هذا الاتحاد، والتصدُّع في الرأي واضح، وما أدلَّ على ذلك من خسارة قضية التراخيص، وكذلك قضية نادي العروبة، وذلك لضعف اللجان العاملة في الاتحاد، وكذلك عدم وجود مرجعيات قانونية يستند إليها.

وعليه.. نناشد صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم بن طارق وزير الثقافة والرياضة والشباب، إنقاذ كرتنا العمانية وحل الاتحاد الحالي، وتكوين لجنة مؤقتة، وإعادة هيكلة الاتحاد وفق أسس علمية، وتشريع قوانين تسهم في عمل كروي ناجح.

نحلُم باتحاد كروي قادر على العمل وفق منظومة متناسقة تُفضِي إلى وضوح الرؤية وتحقيق نتائج.. نحلم بمسابقات لمختلف المراحل ثابتة التاريخ، شأنها شأن المسابقات الدولية ومنتظمة.. نحلم بمنتخبات سنية لها برامجها المنتظمة لا يوقفها خروج من مسابقة أو استقالة مدرب، وتلعب مباريات مع مدارس متنوعة في العالم.. نحلم بمنتخب أول تم تأسيسه من مخرجات المراحل السنية يقارع المنتخبات الكبرى، ويلعب مباريات مع منتخبات من مختلف القارات.. نحلم بتكوين مدارس كروية ذوات خبرات علمية.. نحلم بتمكين الكوادر المؤهلة في قيادة الأندية وليس أصحاب الكراسي وطلاب المناصب.. نحلم باحتراف حقيقي لكرتنا العمانية.

هذه أحلام الجماهير العمانية، ننقُلها إلى صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم بن طارق، ونأمل من سموِّه أن يخرج كرتنا العمانية من الواقع الذي تعيشه، وثقتنا لا حدود لها في ذلك.