24 ورقة عمل في المؤتمر الدولي حول "العمارة العمانية التراثية واستدامتها"

مسقط - الرؤية

انطلقتْ بجامعة السلطان قابوس، أمس، أعمال المؤتمر الدولي "العمارة العمانية التراثية واستدامتها"؛ وذلك عبر الاتصال المرئي، تحت رعاية معالي سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة، وبحضور صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد رئيس الجامعة.

ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على الأبعاد الحضارية للعمارة العمانية وصونها واستدامتها، ودورها في تحقيق رؤية "عمان 2040"، وسوف تُعرض خلال هذا المؤتمر 24 ورقة علمية لنخبة من الباحثين من داخل السلطنة وخارجها موزعةً على 6 جلسات.

وألقى معالي الوزير كلمة في حفل الافتتاح؛ وقال: "إن توصيات ومخرجات هذا المؤتمر ستسهم في إثراء المعارف في مجال العمارة العمانية التراثية، هناك عدة تحديات للحفاظ على استدامة هذا التراث المعماري الثري، وهناك منجز تم تحقيقه خلال العقود الماضية من خلال برامج الصيانة والترميم...وغيرها، والجامعة تأتي في مقدمة المؤسسات التي حققت مع الوزارة شركات عدة".

وينظم هذا المؤتمر مركز الدراسات العمانية في الجامعة، وقد ألقى الدكتور أحمد بن حمد الربعاني مدير المركز ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، كلمة؛ تطرق فيها إلى أهمية العمارة التقليدية التي أسهمت بدور رئيس في تشكيل شخصية المجتمعات وكيانها وطابعها الفريد؛ حيث مثلت العمارة التقليدية -وهي أحد أهم عناصر التراث المادي- جسرا تاريخيا يربط الماضي بالحاضر، ومصدرا زاخرا بالإبداع، والفن والجمال، والذوق الرفيع، والفكر المعماري الذي يلامس احتياجات الناس بشكل متوازن مع ثقافة المجتمع ومقومات البيئة. وأضاف أن العمارة التقليدية العمانية جاءت معبرةً عن ذاتها وماضيها وثقافتها، مبرزةً لوحةً جماليةً تبين عظمة الإبداع العماني، وقدرة الإنسان العماني على توظيف كافة المقومات البيئية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية، كما تبرز انفتاحه على الآخر؛ الأمر الذي جعل العمارة التقليدية العمانية عمارة متجددة تأخذ بكل جديد لتحكي شواهدُها قصةَ الحضارة العمانية بدءًا بمقابر بات الأثرية التي تعود إلى حقب ما قبل التاريخ، مرورًا بالتاريخ الإسلامي والحديث الذي حفل بالقلاع والحصون والحارات والأسواق القديمة والأفلاج والبيوت الأثرية والمساجد والجوامع.

وأضاف أن العمارة العمانية امتازت بتنوعها حسب الحقبِ الزمنية، والأهدافِ التي بنيت من أجلها، وكذلك تبعا للظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، إلا أنها جميعا جمعت سمات مشتركةً هي الحرص على الجانب الدفاعي والعسكري، فقد شكل الجانب الأمني عنصرًا مهما في فكر العمارة العمانية نظرا لطبيعة الأوضاع التي عاشتها البلاد في تلك الحقب الزمنية. وتابع أن العمارة العمانية تأثرت بشكل كبير بالجانب الديني والثقافي والاجتماعي؛ حيث برز "فقه العمارة" الذي مثل شروط البناء في الماضي ومواصفاته المتعلقة بضوابط الطرق ونطاقها العمراني، والبيوت والقصور، وصونها، والخصوصية، والحماية للأفراد والمجتمعات.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة

z