حذرت من الوصفات العشوائية لتبييض الأسنان

الدكتورة رندا أديب: الكشف المبكر عن أمراض الأسنان يساعد في الشفاء سريعا

 

◄ التدخين يهدد بالإصابة ببعض الأورام الفموية

 

الرؤية - أسامة محمود

أكَّدتْ الدكتورة رندا أديب استشارية طب الأسنان وصحة الفم، أنَّ الكشفَ المبكرَ والمعالجة المناسبة لأمراض الأسنان، وتحديدا أمراض اللثة، يُمكنها أن تُساعد على الشفاء والسيطرة على الحالة سريعا؛ مما يجنِّب المريض خسارة أسنانه السليمة بسبب فقد اتصالها بالجهاز اللثوي الداعم للأسنان.

وقالتْ أديب -في حوار خاص مع "الرؤية"- إنَّ صحة الأسنان لأفراد المجتمع تتعلَّق بأمراض اللثة والأسنان بدرجة كبيرة، وترتبط مباشرة بالعناية اليومية بتنظيف الأسنان، وأيضا بطبيعة الطعام الصحي أو غير الصحي الذي يتناوله الفرد. وأوضحتْ أنَّ أكثر المشاكل السنيّة التي يواجهها طبيب الأسنان يوميًّا تتعلق بأمراض اللثة بشكل كبير، داعية إلى الانتباه إلى أنَّ الأمراض اللثوية التي لا يتم كشفها ومعالجتها في وقت مبكر قد تؤدي لاحقا إلى خسارة الأسنان واحداً تلو الآخر.

وحثَّت أديب على أهمية التنظيف الجيد للأسنان 3 مرات يوميا، ولمدة زمنية كافية باستعمال الفرشاة المناسبة، والتخفيف من المأكولات غير الصحية والغنية بالسكر، وكذلك المشروبات المحلَّاة والغازية، علاوة على ضرورة التركيز على الغذاء الصحي كقيمة غذائية؛ حيث يجب أن يكون غنيا بالمعادن، وأن يكون الطعام غنيا بالمواد المساعِدة على التنظيف الميكانيكي للأسنان كالتفاح والجزر. كما دعت إلى مراجعة طبيب الأسنان بشكل دوري لإزالة اللويحة السنيّة وتنظيف الأسنان، والكشف المبكر عن النخور السنية لمعالجتها في مراحلها الأولى، مشيرة إلى أن كل هذا يساعد على الوقاية من معظم المشاكل اللثوية والنخور السنيّة.

وحول المشكلات التي يسببها "ضرس العقل"، أوضحت الدكتور رندا أديب أن هذا الضرس على الأغلب لا يملك المساحة الكافية للبزوغ بشكل كامل وصحيح في الفم، وقد يبقى منطمرا بشكل كامل أو جزئي؛ مما يجعل من بزوغه أمرا مزعجا يرافقه على الغالب ألم أو التهاب في اللثة المحيطة به، كما أنه غالبا -وفي حال بزوغه- لا يتلقى التنظيف الكافي نظرا لبعده، مما يسهِّل تعرضّه للتسوّس، لذلك في معظم الأحيان نضطر لقلعه والاستغناء عنه.

وحذَّرت أديب من تأثير التدخين على صحة الفم والأسنان، وقالت إنَّ التدخين ضارٌ بالصحة بشكل عام وبصحة اللثة خاصة، كما أنه أحد العوامل التي قد تتسبب في بعض أنواع الأورام الفموية، ومن الحِكمة الامتناع عن التدخين لحفظ الصحة العامة وكذلك صحة الفم والأسنان.

أمَّا بالنسبة للمشروبات المحلَّاة والأطعمة السكرية، فقالت أديب إنَّها ضارّة وتؤدي لتسوّس الأسنان؛ لذلك يمكن استبدالها بالمشروبات والمأكولات الصحية.

وأوضحتْ أديب أنَّ مسؤولية الأمهات كبيرة بالنسبة لصحة الفم والأسنان لأطفالهنّ؛ لذلك يجب أن تقوم الأم بتفريش أسنان أطفالها منذ بزوغها، وأن تغرس هذه العادة في الطفل منذ سن مبكرة، علاوة على أهمية بناء نظام غذائي للأسرة يساعد الأطفال على بناء صحة سنيّة وفموية جيدة، وتجنّب المشاكل والأمراض الفموية السنية المبكّرة. كما دعت إلى ضرورة اصطحاب الأطفال في عمر مبكّر لبناء علاقة جيدة مع عيادة الأسنان وجعل الطفل يعتاد زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري؛ حيث يمكن أن يقوم الطبيب بتنظيف الأسنان بشكل دوري (كل 6 أشهر) وتطبيق الفلورايد الموضعي للوقاية من التسوّس، وتطبيق الحشوات الوقائية من بداية تبديل الأسنان وبزوغ الأرحاء الدائمة، وذلك من عمر السادسة، للمساعدة في الحفاظ على أسنان الطفل بشكل سليم.

وردًّا على سؤال حول تأخر بزوغ أسنان الطفل؟ حثَّت الدكتورة رندا أديب الأمهات على مراجعة طبيب الأسنان للتصوير الشعاعي والاطمئنان على أن براعم الأسنان موجودة، وأنه لا يوجد مشاكل مثل فقد الأسنان الوراثي (لبعض الأسنان)، أو بعض التناذرات العامة، أو بعض أمراض الغدد وخاصة الغدّة الدرقية.

وحول نوع معجون الأسنان الذي تنصح به، قالت إن معظم مَعاجين الأسنان مدروسة وخاضعة للمراقبة، أما بالنسبة لمواد تبييض الأسنان؛ فالأفضل أن تتم تحت إشراف طبيب الأسنان؛ حيث يوجد في الأسواق الكثير من مواد التبييض التجارية وغير مضمونة الأضرار والنتائج. ولفتت إلى أنَّ هناك بعض الأعشاب المفيدة عند استعمالها كمشروب دافء؛ باعتبارها ذات فائدة للغشاء المخاطي المبطن لجوف الفم وكذلك الجهاز الهضمي، لكنها حذرت من الوصفات العشوائية.

وبالنسبة لتقويم الأسنان، قالت أديب إنه لا يوجد سقف بالنسبة لعمر المعالجة التقويمية، لكنها أشارت إلى أن بدء المعالجة يعتمد على كون المشكلة مرتبطة بعظم الفكين أو أحدهما، وفي هذه الحالة يجب التشخيص والاهتمام بعمر مبكر خاصة بالنسبة لمشاكل الفك السفلي. أما بالنسبة لمشاكل ازدحام وسوء رصف الأسنان، فبينت الطبيبة المتخصصة في صحة الأسنان أن معالجتها يمكن أن تتم في أي فترة عمرية، سواء في الشباب أو الكبر، لافتة إلى أن لطبيب تقويم الأسنان القرار النهائي في ذلك بعد دراسة الحالة وتشخيصها التشخيص الدقيق.

تعليق عبر الفيس بوك