تصنيف الجامعات و"رؤية 2040"

 

د. محمد عامر العمري

المُتتبع لتصنيف الجامعات، يجد العديد من هذه التصنيفات كالتصنيف الأكاديمي لجامعة شنغهاي، وكذلك QS، وتنصيف مجلة التايمز البريطانية، وتصنيف ويبوميتركس الإسباني، وكلها تصنيفات تقوم على تصنيف الجامعات وتختلف فيها المعايير من تصنيف إلى آخر، ولعل التركيز على تصنيف QS وكذلك جامعة شنغهاي هما الأبرز حالياً، والجامعات الغربية بدأت تتجه إلى تصنيف QS أكثر بعدما كان تصنيف شنغهاي هو محور التركيز والاهتمام.

التعليم العالي وفق الرؤية المستقبلية "عُمان 2040"، كانت له بعض المؤشرات التي تعد مقلقة؛ حيث إنَّ الجامعات في عُمان قد تصل إلى 20 جامعة وكلية في مختلف التخصصات، كما أنَّ المعاهد العليا كذلك يمكن أن تدخل في التصنيف إذا ما طبقت المعايير التي توضع في كل تصنيف، ولم يكن الرقم الموضوع في المؤشر الخاصة بالجامعات يُبشر بأنَّ الجهة المعنية بالتعليم العالي لديها ثقة كبيرة بالجامعات العمانية؛ حيث لم يكن طموحها كبيرًا.

فالمؤشر استهدف بحلول 2030 تقريبا 3 جامعات، وفي العام 2040 استهدف 4 جامعات فقط! ويعد هذا المؤشر ليس على مستوى الطموح المنشود؛ إذ يُفترض أن يكون سقف الطموح لدى الجامعات كبيرًا، كذلك الأمر بالنسبة للجهة التي تُشرف عليها، وذلك من خلال المعايير التي تضعها للجامعات ومتابعتها المستمرة لها، من خلال البرامج التي تطرحها والجودة التي تقدمها؛ مثل: جودة التعليم وكفاءة الكادر التدريسي وما ينتج عنه من منتج بحثي ومخرجات تعليمية جيدة.

عودٌ على بَدء، قد يشك المتتبع بأنَّ قطاع التعليم العالي لا يولي الثقة الكبيرة في الجامعات العمانية التي يُشرف عليها، وإلا قد يتوقع أن نسبة منها سوف تكون ضمن الجامعات المصنفة في أحد مؤشرات التصنيف للجامعات، ولا يقتصر على 4 جامعات خلال 20 عامًا؛ مما يجعلنا نصاب بالدهشة لمثل هذا التوقع من الجامعات التي ننظر لها على أنها خلال فترة وجيزة سوف تكون ذات مستوى تعليمي تنافسي؛ من خلال اعتمادها علي تطبيق معايير عالمية تنافسية تجعل منها مؤسسات تعليمية تستهدف من قبل الدارسين لما تحظى به من تصنيف عالمي جيد.

وصول الجامعات العُمانية إلى مستوى منافس من خلال وجودها في أحد التصنيفات العالمية، لا شك أنَّه خبر مُفرح للجميع؛ فجامعة السلطان قابوس في آخر تصنيف لـQS احتلت المركز 275، وهذا المركز المتقدم يعدُّ إنجازًا كبيرًا، ويمكن البناء عليه من خلال التعاون مع الجامعة، فوزارة التعليم العالي يمكن أن تُوقع مذكرة تفاهم حول هذا الأمر، والأخذ بيد الجامعات العمانية الأخرى الخاصة والحكومية، للوصول إلى الهدف المنشود. وبما أنَّ الهدف تحقيق تواجد في التصنيف المذكور فليس صعبا تحقيق الهدف حتى قبل العام 2030، فقد نحتاج إلى إصرار لتحقيق الهدف المنشود والمذكور في الرؤية لا يلبي التلطعات، رغم أنه يمكن الوصول إليه بسهولة ويسر؛ لذا على المعنيين مراجعة مثل هذا التنبؤ الذي لا يرقى للطموح.

تعليق عبر الفيس بوك