عُمان.. وطن نحبه ويحبنا

حمدان الضوياني (أبو سعود)

حب الوطن فرض عين على كل مواطن، وإن يكن راسخا وشامخا في نفوسنا وفي أفكارنا وفي وجداننا وثقافتنا وفي حياتنا اليومية، مثل رسوخ وشموخ الأخضر وسمحان، لا تُغيِّره الأهواء ولا تهزه الرياح الموسمية وتقلبات صروف الدهر، مما يجعلنا نحافظ عليه وعلى ثرواته، وبناء الإنسان وإعداده.

وحتى نصل إلى هذا الفهم، يجب أن ننهل من مدرسة "اقرأ"، بما تحمله من علم وفكر وثقافة وطنية وإنسانية ودينية وأخلاقية وإيمانية، وعلينا أن نُدرك فهم وعلم الإنسان ما لم يعلم، أما إذا بقينا ندور ونصول في حلقات الوعظ والدعوات الحسنة فلم يكن بوسعنا تغيُّر شيء من واقع جهلنا وتخلفنا، إلا إذا ما غيَّرنا واقعنا، وفي حياة الإنسان العلمية والفكرية والثقافية والمعيشية.

وهذا لن يحدث إلا بتطوير التعليم والعمل بالحقل وفي المصنع وفي مواقع الإنتاج وفي بقية مجالات الحياة ومتطلباتها الاجتماعية الوطنية الديمقراطية، ويتجلى لنا من متطلبات العصر أننا بحاجة لمجتمع مدني واعٍ، بمكوِّناته المجتمعية وتجلياته الوطنية الديمقراطية، وهو رافعة أساسية ورئيسية وشريك في صنع القرار، إذا ما أخذت الإجراءات التشريعية له؛ فأي مجتمع كان إن لم يؤمن إيمانا قاطعا وراسخا في الحياة اليومية بحرية الفكر والمعتقد والرأي والانتماء والتنوع الثقافي وقيم ومبادئ المواطنة، يُعتبر مجتمعا ميتا؛ لأنَّ جمال الحياة واستقرارها وديمومتها في الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة، وفي التنوع الثقافي والاختلاف في الرأي وقبول الآخر، وإن لم ألتق معه لكنه موجود على الواقع وشريك في الوطن.

ومن هنا، يتَّضح لنا أننا بحاجة لإدارة قديرة تملك قدرات علمية وفكرية وثقافية وقيما ومبادئ اجتماعية في مقومات الحياة، في التشريع والتخطيط والتوجيه والإشراف والمساءلة والمحاسبة، بعيدا عن التعصب والمجاملات والمحسوبية واللون والعرق والقبلية، وتجعل مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. فلنكن عند هذا المستوى، في حينها تكن عُمان وطنا نحبه ويحبنا.

تعليق عبر الفيس بوك