حديث سعادة الوكيل و"معضلة" الرياضة

 

أحمد السلماني

حديث شائق وشفاف لسعادة رشاد بن أحمد الهنائي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للرياضة والشباب، في حواره مع إذاعة "الوصال".. شخصيَّة دائما باسمة وتأسرك بهدوئها؛ حيث تطرق سعادته لبعض مفاصل رياضتنا العُمانية، وكعادته بدا الرجل مبتسما واثقا من كلامه، وهذا أمر طبيعي لشخصية تجذرت وتشعبت في أعماق الرياضة العمانية نظير 15 عاما من شغل ذات المنصب.

ورغم واقعية أجوبته إلا أن من يقرأ خلف كلامه ويفهم كواليس ودهاليز الرياضة العمانية سيدرك حقيقة مُرة وأليمة، عنوانها الأبرز أن الرياضة العمانية لم تكن سوى "وهم وورق"، عندما تحدث عن حتمية "التغيير القادم" للرياضة العمانية، وضرورة أن تتكيف مؤسساتنا الرياضية معه. إذن، ما الذي كنتم تفعلونه طوال عقد ونصف؟ المدة التي شهدنا فيها التراجع المريع للرياضة العمانية وانحسارها قاريا ودوليا، وما مصير إستراتيجية الرياضة العمانية؟!

أمَّا فيما يتعلق بمكرمة "المليون ريال"، ورغم أنَّ التوجيهات بشأنها كانت واضحة وخارج سيطرة الوزارة، إلا أنَّه ومن المستغرب أنْ لا تتم مراجعتها في حينه من حيث ضرورة استقطاع جزء يسير منها للاستثمار تعين على تشغيل وصيانة المنشآت مستقبلا، وهذا ما طالبت به الأندية وقوبل بالرفض، وقالها سعادته بجلاء: "على الأندية أن تشغِّل وتقوم بصيانة هذه المنشآت من استثماراتها ومداخيلها"!! سعادة الوكيل، هناك أندية لا يتجاوز دخلها الشهري 600 ريال وتعيش على الهبات، وبعض -إن لم يكن الغالب من- هذه المنشآت وبعد سنوات قليلة سيكون مآلها الإغلاق والإهمال للأسف، إلا إذا تكفّلت الوزارة بذلك، وهذا مرهون بالوضع المالي والاقتصادي بالبلاد عموما.

أما حديث سعادته عن المجمعات الرياضية؛ فإنَّ جزءا كبيرا منه يعكس الحقائق فيما يتعلق بمجمع رياضي متكامل لعدد 8 رياضات، ومرافق متعددة، وليس ملعبَ كرة قدم، لكنَّ ضيق الوقت بالنسبة لضرورة إنشاء مجمع الرستاق بشكل عاجل وفق حديثه "نبلعه ونمشيها" ولو على مضض، لكن "إيش علوم مجمع إبراء"؟

قصَّة "كأس العالم"، واستضافة مجموعة هنا بالسلطنة، نقول إنَّنا "نفخنا الرغوة"، فرصة ذهبية سانحة لتطوير جزء من بنيتنا الرياضية، فضلا عن إنعاش أنشطة سياحية واقتصادية، كما سيُسهم ذلك في تطوير كرة القدم العُمانية، لكم أن تتخيلوا معنى أن يتواجد بالسلطنة يومها "نيمار" البرازيل، أو "ميسي" الأرجنتين، أو "مبابي" فرنسا، أو "ليفاندوفيسكي" ألمانيا!!

وأخيرا وليس بآخر.. في مسلسل الرياضة العمانية الطويل والمستمر، عندما يتحدَّث صاحب قرار في رياضتنا بإلزامية تقبُّل الاتحادات للنظام الأساسي واعتماده وإلا سيتم قطع "المؤونة" عنها، فعليه في المقابل أنْ لا يتحدث عن أدوار مهمة ومفصلية بيد الجمعيات العمومية بالأندية وباقي مؤسساتنا الرياضية.