السيد أسعد.. بشارة البشائر

علي بن بدر البوسعيدي

الحفاظُ على الموروث العُماني التقليدي مهمَّة كبرى يتصدى لها كل مُؤمن بتراب هذا الوطن المقدَّس، ويعمل على صونه والارتقاء به رجال مُخلصون، في مختلف القطاعات، وعُماننا الحبيبة تزخر بموروث تقليدي عامر، يؤكد عمق حضارتنا الإنسانية وتميزها وتفردها عن باقي الأمم.

وخلال الأسبوع الماضي، كانتْ عُمان على مدى 5 أيام متتالية على موعد مع حدث وطني أصيل، إنَّه مهرجان البشائر السنوي لسباقات الهجن العربية في دورته الرابعة، وهو المهرجان الذي يفتح باب المنافسة بين مضمري الهجن في السلطنة وأقرانهم من بعض دول مجلس التعاون الخليجي، حيث يُشاركوننا الاهتمام بالأصايل والأبكار، ولِمَ لا فهو اهتمام متجذر فينا أبا عن جد.

والحقُّ أنَّ صاحبَ السُّمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي الممثل الخاص لجلالة السلطان، يُولِي قطاع الهجن الأصيلة اهتماما غير مسبوق، وهو الاهتمام الذي ينبُع من حرص شخصي لسموه على تطوير هذا الموروث، والعمل بأقصى جهد لكي تتقدم هذه الرياضة التقليدية إلى الأمام. وتحول هذا الاهتمام إلى عمل منظَّم منذ سنوات طويلة، من خلال دائرة ميدان البشائر للهجن العربية بمكتب نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي الممثل الخاص لجلالة السلطان، لذا نشهد تنظيم هذا المهرجان بكفاءة عالية، وجهد جهيد، يُترجم مدى العناية بهذا الموروث.

ولقد زفَّ سموُّه عددًا من البشريات السارة عندما أعلن سموه في حديث إذاعي عن وجود مباحثات مع أصحاب السمو في عدد من دول مجلس التعاون الخليجي لتأسيس أول اتحاد خليجي للهجن، وهذا يؤكد استمرار الجهود الرامية لمزيد من التنظيم لهذه الرياضة التقليدية، والتي باتت تمثل مصدرَ رزق للكثير من أهل البادية، وهم أهلنا الذين يحرصون على حماية السلالات العمانية الأصيلة من النوق والجمال؛ لذلك هم يستحقون الأفضل دائما من أجل مواصلة جهودهم الصادقة.

بُشرى سارة أخرى تمثَّلت في تأكيد سموه أنَّ الجهود تتواصل من أجل توفير منطقة مؤهلة لإنشاء مرافق جديدة للهجن؛ وذلك بالتعاون مع وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، وأيضا العمل على التوسع في تنظيم بطولات ومهرجانات الهجن خلال المرحلة المقبلة، مع زيادة المشاركات الخليجية، والتي تعود بالنفع على معايير التنافسية.

وإنَّني إذ أعبِّر عن فرحتي الغامرة بما وصلت إليه رياضة الهجن التقليدية، وما حقَّقته عُمان من نجاحات في الحفاظ على السلالات الأصيلة، لأدعو كلَّ مُواطن ومُواطنة إلى حماية كل موروث تقليدي في وطننا الغالي العزيز، كي يظل يسمو بنا نحو المجد والسؤدد.