إيقاع الحياة

 

جيهان رافع

 

قال أحدهم: "الإنسان ليس شيطانًا لكن بمقدوره أن يكون أسوأ، وهو ليس ملاكًا لكن بمقدوره أن يكون أجمل".

ليس من السهل على جيل التأني والروية أن يُواكب متطلبات هذا الجيل المتسرع والمستعجل في كل ما يريد، وليس صعبًا على جيل الميديا والسرعة في الأحكام والاستعجال بطلب الثراء والعلا وقد نسي مقولة "من طلب العلا سهر الليالي" أن يتماشى مع فكر الروية ومساندة الأحكام ومحاولات الانتقال من حال إلى حال أفضل، حتى ولو ساند هذا الانتقال فقط في التروي والتأني ليأخذ كل شيء مجراه الطبيعي ويجب أن يؤمن بأنَّ كل شيء بأوان وليس من الممكن إنجاز كبير بفترة قصيرة، لأنه بالتسرع والحثّ الزائد عن حده ربما يعرّض مسيرة التغيير إلى انهيار فتصبح من حال سيئ إلى حالٍ أسوأ فضلاً عن تبعيات هذا التصدع بطريق التطوير والتحديث والانتقال على الأشخاص ذاتهم لأنه سيضر بالحالة العامة مما يُؤدي إلى الضرر بالحالات الخاصة التي يعتبر كل شاب في هذا العصر أنه بمنأى عن المشكلات العامة وينسى أنه جزء لا يتجزأ منها، بل هو المحرّك الرئيسي لانهيارها أو بنائها، وكلما زاد الضغط، وزادت حمولة الاستعجال والتسرع عليها كلما تصدعت أكثر وصار تخبط الأشخاص المسؤولين عن هذا الإنجاز أكبر لإرضاء الباقي على حساب المصلحة العامة وربما سيؤدي أيضًا للضرر بالاقتصاد العام ومنع التشجيع على الاستثمارات من الخارج حيث إن المستثمر إذا لم يجد مساحة مريحة في عمله وحرية حركة شركته بالتأكيد سيختار مكانًا آخر يجد فيه مكاسبه المعنوية والمادية بشكل أفضل.

وبالفعل نجد هنا أنَّ مقولة الإنسان بمقدوره أن يكون ملاكًا وأنه يستطيع ببعض من التريث وبث رسائل المحبة والسلام وفي مجتمعه أن يسيّر مراكب الكون لصالح العامة ومن ثم سيجد مصالحه في أفضل حال، ولا سيما إذا ساعد على تجنّب بث تلك الكلمات المحرّض الأساسي للنقمة والتسرع في أجواء الميديا ومواقع التواصل الاجتماعي.

وكل نتائج التسرع تثبت مقولة:" في العجلة الندامة وفي التأني السلامة".

قال يوليوس قيصر: "ما نفعله بسرعة لا نفعله بإتقان".

أذكر هنا بعض الأقوال مثل: "على النابل أن يتأنى فالسهم متى انطلق لا يعود".

-"المُستعجل يبحث عن الباب ويمر من أمامه" (غوته)

 ولأن "العجلة أم الإخفاق" و"الجودة والسرعة قلما يلتقيان "و" كلما أسرعنا تأخرنا في الوصول" لابدّ من تكاتف جماعي لإنهاء تلك النعرات، ولمواجهة موجة اللا تعقّل المسببة للتباعد الاجتماعي ولا بدّ من التكاتف لأجل مستقبل أفضل وانتقال محدّث ومتطور لائق بمجتمعاتنا الراقية بكل تقاليدها ودعمها للإنسانية، نحن نستحق أن نكون الأفضل لكن إذا استطعنا أن نغيّر ما بداخلنا للأفضل وكما قال الله في كتابه العزيز (الرعد11)

" إنّ الله لا يُغيّر في قومٍ حتّى يغيّروا ما بأنفسهم".