عدد الحالات في السلطنة "صفر"

 

بدرية بنت حمد السيابية

تتوالى الأخبار يوماً بعد يوم، ولا يزال الحديث مستمراً عن وباء اكتسح العالم كله وأصبح حديث الكبير والصغير، ولا يزال يتجول بيننا يتربص بنا الدوائر، مما جعلنا نصبح في دائرة عالقة مغلقة وختم عليها بالشمع الأحمر لا مفر لنا من هذا الوباء، ناهيك أيضا عن بعض ما يُتداول بين الناس من أخبار بأنَّ هذا الوباء سيلازمنا وسيكون رفيق دربنا للأبد فنتعايش معه ويعيش بيننا -كذلك تم نشر بعض الفيديوهات لمن يتحدث عن أضرار اللقاح المتاح حالياً في الدول هنا أصبح التفكير مشوشاً قليلاً بين هل آخذ اللقاح أم أترك الأمر على ما هو عليه.

ومع الهدوء البسيط، أصبح الناس لا يتحدثون عن الوباء كما في السابق، فأصبحت النفسية تعلو قليلا لتعانق الفرح -البعض انشغلوا في مناسباتهم من أعراس وعزومات واحتفالات في الوسط العائلي بأعياد الميلاد وغيرها من المناسبات الاجتماعية، وممارسة بعض الأنشطة والفعاليات التي تخص فريقا ما أو مؤسسة لممارسة أنشطتهم وسط عدد محدود للحضور. البعض لا يزال ملتزمًا، متخذين كافة الإجراءات للتباعد الجسدي ولبس الكمامات، ونستبشر خيرا بتراجع ونقصان عدد في الإصابات وعدد المرقدين في المستشفيات والوفيات ولله الحمد.

وأتى الفرح الثاني بوصول لقاح كوفيد 19 إلى أرض السلطنة وأخذ الأمر فترة من الزمن لخروج هذا اللقاح إلى حيَّز الوجود بعد مراحل من الاختبارات وملايين من البشر أسعدهم الخبر، وأخيرا سيذهب وباء كوفيد 19 للأبد دون رجعة ولكن لم تتم فرحتنا، إلى أن تم صَعقنا بخبر جديد وهو انتشار سُلالة جديدة من الفيروسات تُصيب الأطفال بشكل خاص مع أعراض شديدة -لا نعلم متى سينتهي هذا الكابوس وتعود تفاصيل حياتنا اليومية الجميلة لطبيعتها.. لن نفقد ثقتنا بالله فهو الحافظ والقادر على كل شيء.

وصول اللقاح لا يعني الاستهانة بما نحن عليه الآن، وهناك أسئلة كثيرة تدور حول هذا اللقاح؛ منها: هل نحن ملزمون بأخذ هذا اللقاح حتى نضمن التعافي التام من هذا الوباء؟ أم هُناك فئة محددة أو عمر معين؟!! زادت أعداد المصابين بفيروس كورونا مع السلالة الجديدة.. أتمنى الالتزام بما تصدره اللجنة العليا من قرارات، فكل ذلك يصب في مصلحة الجميع، فنحن لا نعلم متى ينتهي هذا الوباء مع تزايد مستمر لهذا الفيروس القاتل.

لذلك؛ من واجبنا أن نحمي أنفسنا ومن حولنا وعدم الاستهتار بما نحن عليه وعدم الخروج للتجمعات والتنزه وحضور المناسبات الاجتماعية وغيرها، ولنكن يدا واحدة بتعاوننا والالتزام مطلوب في هذه المرحلة، وبإذن الله سيتلاشي كل شيء في أقرب وقت، وستعود الحياة كما عهدناها سابقا، ستجتمع القلوب الطيبة تحت سقف واحد، بالصبر والتوكل نحقق المراد وسيأتي يوم يُكتب فيه عدد الحالات في سلطنة عُمان "صفر".

تعليق عبر الفيس بوك