"استوديو الرؤية": تراجع ثقافة القراءة لا يعني "اندثارها".. و"الإلكتروني" يهدد "الورقي"

 

الرؤية- مريم البادية

ناقش "استوديو الرؤية" أسباب وحلول "العزوف عن القراءة"؛ حيث استضاف الكاتبة والباحثة فايزة محمد، والحكواتي أحمد الراشدي مشرف مبادرة "القرية القارئة" في ولاية سمائل.

وتناولت الحلقة عدة محاور؛ أهمها: أسباب التراجع الشديد في نسب القراءة بالعالم العربي مُقارنة مع دول الغرب، خاصة في أوروبا، فضلاً عن تسليط الضوء على أهمية تنوع الكتب بين الرواية والشعر والفكر والثقافة والفنون والمنوعات وغيرها، وملاءمتها لمختلف فئات المجتمع دون استهداف فئة دون أخرى. وقد أجاب الضيفان في البرنامج على سؤال حول العلاقة بين المستوى الاقتصادي للأسرة وتعزيز القراءة في نفوس الأبناء، ودور المؤسسات التعليمية منذ الصغر وحتى التخرج في غرس ثقافة القراءة، وغيرها من المحاور الأخرى.

واستهل الحكواتي أحمد الراشدي القول بأن هناك مبالغة في نعت الأمة العربية بأنَّها "أمة لا تقرأ"، وذلك بسبب تقارير التنمية البشرية المغلوطة حول ذلك، مشيراً إلى أنَّه على النقيض من ذلك ثمة مؤشرات جيدة لمبيعات الكتب ومدى الإقبال عليها، كما إن التفاعل مع معرض مسقط الدولي للكتاب دليل واضح على مدى الإقبال. وأضاف الراشدي: "إننا في الوطن العربي نفتقر إلى تهيئة البيئة المناسبة لتعزيز القراءة كالمكتبات العامة، كما إننا نحتاج إلى تهيئة أكبر لأجيالنا لحب القراءة".

وتحدث الراشدي عن مبادرة "القرية القارئة" التي يشرف عليها، وقال إنَّ السبب الأول في طرح هذه المبادرة وإدارتها ضعف مستوى القراءة لدى الطلبة في القرية، حيث تهدف المبادرة إلى غرس ثقافة القراءة في نفوس النشء. وفي سبيل ذلك، يؤكد الراشدي أن فريق عمل المبادرة: "عكف على توعية الآباء بأهمية تشجيع القراءة لدى أبنائهم من خلال ورش توعوية، ثم جرى تنظيم جلسات قرائية للأطفال، وذلك باستضافة 13 كاتباً عربياً و11 عمانياً مستخدمين طرقًا متنوعة في القراءة؛ منها مسرح الدمى، والحكاية الشعبية والشفهية، وكانت نتائجها سريعة، فأصبح في كل بيت رفٍ من الكتب، كما فتحت مكتبة صغيرة في بيتي وأصبحت عادة الاستعارة موجودة لديهم".

من جهتها، تحدثت الكاتبة فايزة محمد عن عزوف الناس عن القراءة، مرجعة ذلك إلى الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها المجتمعات، وقالت: "نلحظ اهتمام الكثيرين بتوفير لقمة العيش في ظل ارتفاع أسعار الكتب، فالكثير يرى أن يستغل المبلغ المخصص لكتاب ما لشراء مواد غذائية ضرورية".

ولفتت إلى أنَّ القراءة الإلكترونية منتشرة منذ سنوات، لكنها لم تستطع حتى الآن القضاء على متعة القراءة الورقية، حيث إنَّ هناك من يفضل الإلكتروني لسهولة الوصول إلى الكتاب مجاناً، وسهولة التنقل بها من مكان لآخر، لكن في المقابل له سلبيات كثيرة أبرزها ضياع حق المؤلف ودور النشر، وتأثير الجهاز على العينين. وقالت إن الجمعية العمانية للكتاب والأدباء أطلقت مبادرة منذ عام 2008، تقوم على طباعة الكتب مجاناً لمن يرغب من الكتاب العمانيين.

تعليق عبر الفيس بوك