الجائزة الوطنية للبحث العلمي

 

عبدالله الراشدي

abdohsqu@hotmail.com

 

قبل 7 سنوات من الآن دشَّن مجلس البحث العلمي (سابقاً) الجائزة الوطنية للبحث العلمي، بهدف تعزيز جودة البحوث العلمية في مُختلف المؤسسات الأكاديمية في السلطنة والتركيز على التميز البحثي وحث الباحثين على النشر العلمي في المجلات العلمية الدولية المحكمة ورفع السعة البحثية، والتي بلا شك تساهم في بناء القدرات والكفاءات العُمانية في مجال البحث العلمي والابتكار.

وتزامن الإعلان عن الأوراق العلمية الفائزة بالجائزة مع انعقاد الملتقى السنوي للباحثين فأي محفل أجمل من أن يعلن عن مشروع بحثي فائز أمام نخبة من الباحثين والعلماء من مختلف المؤسسات بالسلطنة؟ تجمعت في الملتقى نخبة من الباحثين والعلماء من مُختلف المؤسسات في الملتقى السنوي بهدف تبادل الخبرات والمخرجات والنتائج البحثية وبناء الروابط البحثية سواءً على مستوى الباحثين وأقرانهم من مختلف المؤسسات الأكاديمية والحكومية والخاصة أو بين هذه المؤسسات وبعضها بشكل مؤسسي. وتُعد هذه التظاهرة العلمية السنوية من أهم التظاهرات العلمية التي تجمع الباحثين في السلطنة تحت قبة واحدة للتعارف وتعزز التعاون البحثي وتتيح للباحثين في 6 قطاعات بحثية الاطلاع على آخر ما توصلت إليه الأبحاث الممولة من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار علاوة على الاطلاع على الاستراتيجيات الوطنية في البحث العلمي والتطوير والابتكار وأبرز مبادراتها وكيفية مساهمة المؤسسات الأكاديمية والبحثية والحكومية والخاصة التي ينتمي لها هؤلاء الباحثون في تحقيق الأهداف الاستراتيجية المرسومة في هذه الاستراتيجيات.

ومن بين الأنشطة العلمية التي تصاحب الملتقى السنوي للباحثين (عادة) جلسات متزامنة لعرض المخرجات البحثية وأيضاً معرض مصاحب للملصقات البحثية للبحوث المنتهية والمنشورة والفائزة علاوة على عرض مجموعة من المعدات البحثية الأمر الذي يعمل على إتاحة الفرصة للباحثين للتعرف على هذه المعدات وإمكانية الاستفادة منها وأماكن تواجدها في المؤسسات الأخرى بهدف التعاون البحثي.

لقد أثرت جائحة كورونا في العام 2020 على تنظيم عدد من هذه الأنشطة لذلك تمَّ تنظيم الملتقى بشكل مدمج بين الحضور الفعلي والافتراضي، ورغم ذلك فقد شهد حضورا مميزا هذا العام خاصة في الجانب الافتراضي؛ الأمر الذي يعكس اهتمام المجتمع بالبحث العلمي والابتكار وأهمية الجائزة على المستوى الوطني. ورغم تأثير الجائحة على فعاليات الملتقى إلا أنَّها لم تؤثر على الإقبال المتزايد للمنافسة على الجائزة.

وشهدت هذه الدورة تنافساً كبيراً جداً بين الباحثين وصل على الأوراق العلمية المتنافسة التي بلغ عددها 218 ورقة علمية منشورة في فئتي الجائزة؛ فئة أفضل بحث علمي منشور من قبل حملة الدكتوراه أو ما يُعادلها، وفئة أفضل ورقة علمية منشورة من قبل الباحثين الناشئين من غير حملة الدكتوراه، وهي المرة الأولى التي يصل عدد المتنافسين في دورات الجائزة لهذا العدد.

ويعكس هذا الإقبال من الباحثين على المنافسة في الجائزة مجموعة من النقاط أهمها تنامي الوعي البحثي لدى الباحثين لإجراء بحوث رصينة ذات مستوى عالٍ من الجودة ونشرها في مجلات علمية محكمة. هذا النشاط البحثي ينعكس أثره أولاً على بناء قدرات هؤلاء الباحثين في النشر العلمي وسعيهم نحو تقديم أوراق علمية رصينة يتم قبولها للنشر في المجلات العلمية المحكمة ذات السمعة العالية والأمر الثاني ينعكس إيجاباً على المؤسسات التي ينتمي لها الباحثون، حيث إنه من المعلوم أن تنامي عدد المنشورات البحثية والاقتباس منها يؤثر إيجاباً على سمعة وتصنيف المؤسسات الأكاديمية والبحثية المحلية على المستوى العالمي.

ختامًا.. نُبارك للفرق البحثية الفائزة هذا العام متمنين لهم دوام التوفيق والاستمرار في الحماس والشغف البحثي ولا يخامرنا الشك بأنَّ الباحثين الذي تقدموا للجائزة ولم يحققوا الفوز ستكون محطة المنافسة بحد ذاتها دافعاً لهم لمواصلة العطاء البحثي والتميز لتقديم الأفضل لعُمان عبر التركيز على الأولويات البحثية الوطنية وما تسعى لتحقيقه رؤية "عُمان 2040".

تعليق عبر الفيس بوك