"مستقبل مروِّع" بانتظار الإنسانية

أزمات صحية واضطرابات مناخية تهدد بـ"انقراض بشري جماعي"

ترجمة - الرؤية

يقف العالم اليوم على بُعد خطوات من مستقبل مروع من "الانقراض الجماعي، وتدهور الصحة والاضطرابات المناخية"، التي تهدد بقاء الإنسان، حسبما ذكر علماء ومختصون، حذَّروا من أن الناس حتى الآن لم يدركوا مدى إلحاح أزمات التنوع البيولوجي والمناخ.

ونشرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية تقريرًا لـ17 خبيرا، بمن فيهم البروفيسور بول إيرليش من جامعة ستانفورد، ومؤلف كتاب "القنبلة السكانية"، وآخرون من المكسيك وأستراليا والولايات المتحدة، أطلقوا تحذيراتهم من أنَّ "كوكب الأرض في حالة أسوأ بكثير مما يفهمه معظم الأشخاص وحتى العلماء".

التقرير الذي هو بالأصل ورقة عملية منشورة في Frontiers in Conservation Science، يسرد جُملة تهديدات يتعرض لها المحيط الحيوي وجميع أشكال حياته، بما في ذلك البشرية، مع التأكيد على أنَّ التأخير بين تدمير العالم الطبيعي وتأثيرات هذه الإجراءات يعني أن الناس لا يدركون مدى اتساع المشكلة. وأن "التيار الرئيسي يواجه صعوبة في استيعاب حجم هذه الخسارة، رغم التآكل المستمر لنسيج الحضارة الإنسانية".

ويحذر الخبراء من أن الهجرة الجماعية التي يسببها المناخ والمزيد من الأوبئة والصراعات على الموارد ستكون حتمية ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لإيقافها والقضاء عليها، مشيرين إلى أن التعامل مع ضخامة المشكلة يتطلب تغييرات بعيدة المدى في الرأسمالية العالمية والتعليم والمساواة، إضافة إلى إلغاء فكرة النمو الاقتصادي الدائم، وفرض التسعير المناسب للعوامل البيئية الخارجية، ووقف استخدام الوقود الأحفوري، وكبح جماح ضغط الشركات، فضلا عن تمكين المرأة.

ويأتي التقرير بعد أشهر من فشل العالم في تحقيق أيٍّ من أهداف "أيشي" للتنوع البيولوجي للأمم المتحدة، والذي تمَّ إنشاؤه لوقف تدمير العالم الطبيعي، وهي المرة الثانية على التوالي التي تفشل فيها الحكومات في تحقيق أهداف التنوع البيولوجي لمدة 10 سنوات. وتعهَّد تحالف يضم أكثر من 50 دولة هذا الأسبوع بحماية ما يقرب من ثلث كوكب الأرض بحلول العام 2030.

وتشير التقديرات إلى أن مليون نوع معرض لخطر الانقراض، والعديد منها في غضون عقود، وفقًا لتقرير حديث للأمم المتحدة.

وحذَّر التقرير من أن التجمعات السكانية الكبيرة ونموها المستمر يُؤديان إلى تدهور التربة وفقدان التنوع البيولوجي. وجاء فيها: "المزيد من الناس يعني أنه يتم تصنيع المزيد من المركبات الاصطناعية والمواد البلاستيكية الخطرة، وكثير منها يضيف إلى تسمم الأرض المتزايد. كما أنه يزيد من فرص انتشار الأوبئة التي تغذي عمليات البحث اليائسة عن الموارد النادرة."

وقال البروفيسور دانيال بلومستين من جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس، الذي ساعد في كتابة الورقة لصحيفة "ذا جارديان": نقطتنا الرئيسية هي أنه بمجرد إدراك حجم المشكلة ووشيكة الحدوث، يصبح من الواضح أننا بحاجة لأكثر بكثير من الإجراءات الفردية؛ مثل: استخدام كميات أقل من البلاستيك، أو تناول كميات أقل من اللحوم، أو الطيران بكميات أقل. ووجهة نظرنا هي أننا بحاجة لتغييرات منهجية كبيرة وسريعة.

تعليق عبر الفيس بوك