رعاية سامية للمرأة العمانية في "العهد السعيد".. وتكريم تاريخي من السيدة الجليلة لنساء عُمان

الرؤية- مدرين المكتومية

في العهد السعيد لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- شهدت عُمان العديد من المتغيرات الاجتماعية، كان على رأسها الظهور الكريم الأول للسيدة الجليلة حرم حضرة صاحب الجلالة -حفظها الله ورعاها-، وذلك خلال التكريم السامي لعدد من الشخصيات النسائية في يوم المرأة العمانية الموافق 17 أكتوبر 2020.

وكان هذا الظهور حدثا استثنائيا تحدثت به الألسن، وسطرته الأقلام، وتناقلته وسائل الإعلام بكل اهتمام وتقدير، لما يمثله من أهمية كبيرة بالنسبة لنساء عُمان على وجه العموم، وإننا حين نتحدث عن هذا الحدث فإن أي امرأة عمانية تقف شامخة معتزة بما حظيت به من اهتمام واضح، وعلى مرأى الجميع وتكريما للمرأة العمانية أنعم جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- بوسام الإشادة السلطانية من الدرجة الثانية على سعادة الدكتورة فاطمة بنت محمد العجمية وكيلة وزارة الصحة للشؤون الإدارية والمالية والتخطيط. ووسام الإشادة السلطانية من الدرجة الثالثة على عائشة بنت عمر بن أحمد الحبشية، وفريدة بنت موسى بن جمعة البلوشية، وزهرة بنت سالم العوفية، والمهندسة يسرى بنت خلف بن سليمان الصبحية.

كما تجلى الاهتمام بالمرأة حيث كرَّمت السيدة الجليلة -حفظها الله ورعاها- بقصر البركة العامر 50 أمراة عُمانية قدمن الكثير لهذا الوطن والمجتمع في شتى المجالات والميدان والحقول.

عمان الشامخة

وقد تفضلت السيدة الجليلة وقدمت التهنئة لكل امرأة عمانية في هذا الحفل من خلال الكلمة التي قدمتها في حفل التكريم حيث قالت: "يطيب لي بمناسبة يوم المرأة العمانية الذي يوافق السابع عشر من شهر أكتوبر من كل عام: أن أتوجه بتهنئة مستحقة صادقة للتي لبت صوت النهضة، وحملت الراية، وكانت وما زالت معوانًا في بناء عمان الشامخة، لكلُ عمانية تعيش على هذه الأرض الطيبة أو خارجها ساهمت وتساهم بوافر عطائها اللامحدود في ما وصلت وستصل إليه عُمان من رفعة وعلو – إما مربية كانت أو مجدة عاملة أو طالبة للعلم – مقدرة إسهاماتهن الفاعلة في بناء الأوطان، وتطورها، ونمائها، سواء من خلال دورهن الحيوي المهم المتمثل في تنشئة أجيال مستقبل وطننا، المدركين لمسؤولياتهم وواجباتهم تجاه وطنهم ومجتمعهم وأمتهم، أو من خلال أداء وظائفهن في مواقع العمل المختلفة بجد واجتهاد والتهنئة موصولة إلى قريناتنا من كل شعوب الأرض اللاتي ينعمن بالعيش الكريم في كنف هذا الوطن الغالي".

وأضافت السيدة الجليلة في تلك المناسبة بالقول: "... لا شك أن تخصيص هذا اليوم من كل عام ليكون يومًا للمرأة العمانية، يبرز مُنجزاتها المتواترة، ويسلط الضوء على إسهاماتها المشهودة، وينشر الوعي بدورها البارز ومكانتها السامقة، ويعزز تطلعاتها نحو مستقبل مشرق لهذا الوطن العزيز، قد جاء بدعم سخي ورعاية سامية كريمة من لدن المغفور له - بإذن الله تعالى- جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- للمرأة العمانية، فهو الذي اختط نهج التمكين والتكريم والتقدير لدورها الريادي في أكثر من محفل وفي أكثر من مشهد وموقع، تتويجاً لجهودها، وتقديرا لإنجازاتها، وحافزا لها نحو بذل مزيد من العطاء والإنتاجية، ومواصلة العمل الوطني بعزيمة وقادة، وإرادة طموحة".

وتأكيداً على ما حظيت به المرأة العمانية من مكانة واهتمام سامٍ ورعاية كبيرة خلال مسيرة النهضة المباركة، على مدى 50 عاماً، قالت السيدة الجليلة: "لقد نالت المرأة العمانية على مدى خمسين عاماً من عمر النهضة المباركة حظاً وافراً من الاهتمام والرعاية والتكريم؛ إيمانا بدورها في المجتمع وبنائه الحضاري، وإسهاماتها في التنمية المستدامة؛ فحظيت بفرص التعليم والتدريب، والتأهيل، والعمل؛ لتشارك بفاعلية في مسيرة البناء والتنمية المعاصرة، متزودة بالعلم والمعرفة والثقافة، متسلحة بالقوانين والأنظمة والتشريعات، التي حفظت للمرأة العمانية حقوقها، وصانت مكانتها، لتواكب السلطنة مثيلاتها من دول العالم في إفراد مساحات تمكين مستحقة للمرأة كشريك حقيقي ومؤثر في مسيرات التنمية الحديثة، فتبوأت المكانة اللائقة بها في القطاعين العام والخاص، حتى وصلت المرأة العمانية لما وصلت إليه اليوم من تأثير يعكس دورها التاريخي المشهود عمانيا، وأصبحت محل إشادة مجتمعية وعالمية- ولله الحمد- من المنظمات والهيئات الراعية لشأن المرأة".

وعبرت السيدة الجليلة عن مدى الاهتمام السامي من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بكل نساء السلطنة، فقالت: "واستكمالاً لهذا النهج السامي السديد؛ فإنَّ مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- يحرص كل الحرص على ترسيخ مبدأ الشراكة والمسؤولية المجتمعية بين المرأة والرجل في المجتمع العماني، وصولا للتكاملية بينهما، والتي تسعى إليها المجتمعات المتحضرة لتحقيق التطلعات المستقبلية لما فيه خير الوطن ورفعته وازدهاره. حيث تجسد ذلك من خلال تفضل جلالته -أبقاه الله- بإسناد جملة من المناصب الحكومية العليا إلى عدد من نساء عمان المجيدات؛ تقديرا من لدنه- أيده الله- لامكاناتهن و قدراتهن في أداء المهام الموكلة لهن في تحقيق رؤية عمان المستقبلية بإخلاص وتفان؛ ليكن بعون الله أهلا للثقة السامية الكريمة. وفي هذا المقام لا يسعني إلا أن أسجل شهادة فخر واعتزاز للواقفين كجبال عمان الشماء من مختلف القطاعات في الخطوط الأمامية لمواجهة تأثيرات الجائحة التي تمر بها السلطنة، وفي مقدمتهم الكوادر الطبية الحانية بالرفق والعناية على المصابين. مسجلين تقديرنا الكبير لأخواتنا العاملات في القطاع الصحي وكافة القطاعات الأخرى على مواقفهن النبيلة وجهودهن المخلصة،واللاتي شكلن بسهرهن ورعايتهن درعا للوطن وشعبه، فالله تعالى نسأل أن يجزيهن عن عمان ومن عليها خير الجزاء".

وفي عبارات صيغت باحترافية بالغة تنُم عن دراية واسعة ولسان مُفوه، اختتمت السيدة الجليلة تلك الكلمة التاريخية بالقول: "... أقول شكراً لكل عمانية تنبت بين يديها رياحين البذل والعطاء، ولنمضي قدماً يداً بيد تحف خطانا يد الرحمن، نبني وطناً يتنفس العالم من عطاءاته، يرتقي هام السماء ويملأ الكون الضياء، والله أسأل جلت قدرته أن يحفظ وطننا العزيز عمان، ويوفق أبناءه لما فيه خيره وتقدمه وعزته، تحت كنف قائد نهضته المُتجددة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه-".

وإذا ما أمعنا النظر في مدلولات كلمة السيدة الجليلة لوجدنا أنها اتسمت بالشمولية والتكامل، فهي بينما تخاطب نساء عُمان بمختلف أعمارهن، وتطلعاتهن، وما يقدمنه في هذه الحياة، إلا أنها تتحدث عن المجتمع بأسره، ولما لا وخاصة أن المجتمع لن يستقيم حاله دون المرأة، سواء كانت طفلة صغيرة، أو امرأة في منصب قيادي، الأمر الذي يضيف لكل امرأة عمانية مشاعر الفخر والاعتزاز بما حظيت به- وما زالت- تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان المُفدى وحرمه السيدة الجليلة- حفظهما الله ورعاهما-.

تكريم القيادات

وكرمت السيدة الجليلة عددا من النساء؛ منهن الدكتورة آمنة بنت ربيع بن سالمين بيت مبروك تخصصية إدارة بصندوق تقاعد موظفي ديوان البلاط السلطاني لديها العديد من الإصدارات النقدية والمسرحية، وهي عضو الجمعية العمومية للسينما والمسرح 2018، وعضو مجلس إدارة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء 2008، والدكتورة زينب بنت ناصر بن محمد البلوشية استشارية أولى جراحة أطفال ورئيسة قسم الجراحة بمستشفى جامعة السلطان قابوس، وهي أول امرأة تتولى منصب رئيس الجمعية العمانية للجراحة، ونائبة رئيس برنامج الجراحة العامة بالمجلس العماني للاختصاصات الطبية لها دور بارز في جائحة كوفيد19 من خلال إعداد خطة متكاملة لاستقبال المرضى وتقديم العلاج الجراحي الطبي المناسب، وضابط مدني (د/5) أحلام بنت محمد بن ناصر التوبية مساعد ضابط السيطرة على العدوى 2011-2017 تعمل حاليا ركن/3 صحة عامة بقيادة الخدمات الطبية عضوة فاعلة في اللجنة المكلفة بالتقصي الوبائي لجائحة كوفيد19، وعفراء بنت أحمد اليحيائية مديرة دائرة إذاعة الشباب، ومديرة دائرة التنسيق والمكتبة بإذاعة سلطنة عمان 2004- 2014 وعضوة في اللجنة الفنية والتحضيرية لمؤتمر المرأة العربية 2018، وعضوة في اللجنة الفنية لجائزة السلطان قابوس للتعليم الأساسي (النسختان الرابعة والخامسة)، وخديجة بنت حسن بن سلمان اللواتية متقاعدة من وزارة الخارجية، وأول امرأة عمانية تتولى منصب سفير للسلطنة في مملكة نذرلاند عام 1999 التحقت بالعمل في وزارة الخارجية منذ 1975 وتدرجت من سكرتير ثان إلى سكرتير أول ثم مستشارة وسفيرة أسهمت في إبرام اتفاقيات مهمة من بينها اتفاقية بين ميناء صحار وميناء روتردام للتعاون والإدارة المشتركة لميناء صحار الصناعي عضوة في جمعية المرأة العمانية بمسقط، وحميدة بنت سلوم بن سليم الشكيرية مديرة دائرة التنمية الريفية بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه منسقة وممثلة وطنية في لجنة البحوث الاجتماعية بدول الشرق الأوسط ودول شمال أفريقيا منذ 2005، والمشرف العام على فريق تحليل وتقييم طلبات القروض المقدمة لصندوق الرفد وفريق تحليل المخاطر الائتمانية لطلبات القروض أعدت 73 باقة لمشاريع زراعية وحيوانية وصناعية طرحت كفرص استثمارية للباحثين عن عمل في منتدى ابدأ مشروعك، وغيرهن من المكرمات اللاتي حظين بالتكريم الذي مثل تكريم لكل نساء عمان.

الظهور الأول

وتفاعلت بقوة وسائل التواصل الاجتماعي في ذلك اليوم 17 أكتوبر 2020، ترحيبا وبهجة بالظهور الأول لسيدة الجليلة الذي يعد حدثا استثنائيا؛ حيث علق عدد من نساء عمان عبر تويتر عن تلك المشاعر الجياشة وهذه الفرحة العارمة، وقالت الاعلامية بثينة البلوشية مغردة: "ظهور أول رائع ورفيع المستوى للسيدة الجليلة وهي تتفضل بتكريم ماجدات عمان نبارك لهن هذا التكريم المستحق وهو تشريف لكافة نساء عمان". في حين قالت مريم بنت غالب العلوية: "أول ظهور مهيب للسيدة الجليلة خلال تكريمها للمرأة العُمانية بيومها اليوم،، نشعر بفخر واعتزاز في يوم مميز كهذا اليوم حفظ الله نساء عمان اجمعين،وكل عام وأنتم مصدر فخر بعطائك وجهودك". أما آمنة البلوشية فقالت مغردة: "أول ظهور للسيدة الجليلة تكريم كبير لنا جميعاً، كل امرأة عُمانية كرمت (تمثلنا) بمناسبة يوم المرأة العمانية نعتبره تكريما لنا جميعاً"، إلى جانب العديد من التعليقات التي تفاعلت مع عدة وسوم أطلقها المغردون في ذلك اليوم.

مبادرات سخية

وقد تجلى اهتمام السيدة الجليلة بمُختلف النساء في عدد من مبادراتها السخية واهتمامها الواضح بكافة شرائح المجتمع، والتفاتاتها الطيبة التي يتفاجأ بها المجتمع بين الحين والآخر؛ ومن أبرز هذه المبادرات الكريمة، دعمها للتاجرة الصغيرة (لمى سويت)؛ حيث قامت- ووفق مصادر عدة أكدت ذلك- بشراء بضاعتها كاملة وتوفير كل ما يلزمها لاستكمال مشروعها الصغير. كما قامت السيدة الجليلة- حفظها الله ورعاها- بتكريم زهرة العوفية نظير مبادرتها وأعمالها الخيرية التي قامت بها، الأمر الذي يدل على المتابعة المستمرة من قبل السيدة الجليلة لكل نجاحات وإنجازات نساء عُمان على مختلف الصعد.

وقامت السيدة الجليلة بتكريم فاطمة ابنة شهيد الواجب الوطني سعود الرواحي وذلك بمناسبة عيد ميلادها الثالث الذي استشهد أثناء أدائه لمهام عمله، هذا وكان هناك أيضاً مبادرتها بالاطمئنان على الفنانة القديرة فخرية خميس من خلال اتصال هاتفي قامت به، وذلك بعد خضوعها لعملية جراحية.

إنَّ مثل هذه الأدوار والمبادرات تعكس الكثير عن الشخصية الكريمة ومشاعر الأم الرؤوم لكل نساء وأفراد المجتمع، حفظ الله سلطان عُمان المفدى، وحرمه الكريمة حفظها الله ورعاها.

تعليق عبر الفيس بوك