بر ‏الحكمان.. ‏من يشبهك من؟

د. خالد بن عبدالوهاب البلوشي

 

‏استوقفني عنوان ‏رواية الدكتور يونس الأخزمى - بر الحكمان -‏والذي جعلني استرجع زيارتي التي كانت منذ عدة سنوات لشبه جزيرة بر الحكمان أو الأراضي الرطبة، كما يطلق عليها المختصون في الشؤون البيئة.

 وقد تم تصنيف بر الحكمان كمحمية طبيعية حسب اتفاقية رامسار الدولية والتي تُعنى بالحفاظ على الأراضي الرطبة لكونها ذات أهمية للمجتمعات البشرية والبيئة.

وبر الحكمان به من التنوع البيئي ما يعتبر موردا هاما

‏لكافة الأنماط الإيكولوجية المتعلقة بالحياة المائية ومنها غابات المانغروف ومزارع المحار والروبيان كما تحتضن هذه المواقع محميات الطيور المائية والبرمائية.

 

‏وبر الحكمان شبه جزيرة ليس لها شبيه بالمنطقة وهو موقع ومعلم سياحي فريد من نوعه ولازال نقيا ومستعدا للاستثمار السياحي الصديق للبيئة المتخصص للاستجمام والراحة فقط .

‏وتستطيع مثل تلك الاستثمارات أن تعمل على تحقيق بعض الأهداف الانمائية المستدامة من خلال خلق فرص عمل وتحسين سبل معيشة المواطنين، وبالفعل هناك بعض المشاريع الاقتصادية والتي أعلن عنها مؤخرا وهي مزارع الروبيان والمتوقع أن تنتهي المراحل الأولى منها في ٢٠٢٣.

إلا أنَّ الملاحظ عدم وجود أي خطط تنموية معنية بالجانب السياحي لشبه جزيرة الحكمان، ‏هناك العديد من الأفكار الاستثمارية بحاجة إلى من يروج لها ويتبناها ومنها على سبيل المثال إنشاء منتجعات صديقة للبيئة مع مراعاة أن يكون الوصول إلى شبه الجزيرة محصورا على عدة منافذ فقط إما بحرا من خلال إنشاء ميناء صغير يخدم بعض القوارب الصغيرة أو من خلال إنشاء مهبط لطائرة مروحية أو برمائية تقلع إما من مسقط مباشرة أو من خلال جزيرة مصيرة.

 

‏ومن أجل الحفاظ على بيئة شبه الجزيرة بالإمكان تقليل أو إغلاق الطرق البرية المؤدية إلى شبه الجزيرة حفاظاً عليها كون الأراضي المحيطة بالموقع هي أراضٍ رطبةً وتقع ضمن نطاق المحميات.

ولكون الأمن والأمان والخدمات هم أكثر عوامل رضاء السائح عند زيارته للمواقع السياحية ‏فهناك بعض النقاط التي نأمل أن يتم مراعاتها من قبل المعنيين وهي:

-‏عدم وجود هوائيات اتصال قريبة تُساعد على الاتصالات الهاتفية فيكون الاعتماد على هواتف الأقمار الصناعية (الثريا) وهي مكلفة للغاية وليست في متناول الجميع.

 

-‏لا توجد بعد ولاية محوت أي لوحات إرشادية إلى المحمية أو إلى شبه الجزيرة وكذلك عدم وجود تحذيرات تنبه زوار المرة الأولى عن الأراضي الطينية الرطبة التي تسبب مشاكل لمن ليس لديه المعرفة المسبقة عن المكان.

 

-‏‏لا توجد أية خدمات من بعد ولاية محوت حتى شبه جزيرة بر الحكمان وعلى زوار الموقع أن يعدو أنفسهم مسبقاً لكافة الإمدادات التي تكفيهم طوال فترة التخييم.

لذا فمن المقترح أن يتم وضع آلية محددة لكافة زوار المحمية ‏حتى تحميها من التدهور البيئي نتيجة التدخلات البشرية كونها من أغنى المحميات بالسلطنة.

وأن يتم إعداد دراسة حول جدوى تأهيل المحمية لتكون معلما سياحيا ثريا يدر دخلا، وحسب ما يتداول بين الزوار فإنَّ معظم الزوار المترددين على شبه الجزيرة هم من خارج السلطنة الذين يقطعون مئات الكيلومترات من أجل الاستجمام والتمتع بهذه المحمية الفريدة من نوعها في المنطقة فهي فعلاً بلا شبيه لها.