"QNB": نهج مختلف لليابان والسويد في التعامل مع "كوفيد 19"

الرؤية - خاص

قالَ التقريرُ الأسبوعيُّ لمجموعة بنك قطر الوطني "QNB" إن وباء كوفيد 19 لا يزال خارجا عن السيطرة، حتى في الاقتصادات المتقدمة، والتي نجحت في البداية في السيطرة على الوباء، مثل اليابان والسويد، لكنها سجلت موجات من الحالات الجديدة.

وأوضح التقرير أنه وعلى الرغم من أن أعداد الحالات يتزايد في السويد واليابان، إلا أن العدد الإجمالي يعد منخفضا مقارنة بالدول التي تشهد انتشارا أكثر حدة للوباء. وعلى نحو مماثل، لا ينبغي للبلدان التي استطاعت السيطرة على الوباء أن تتهاون، ويجب عليها الاستمرار في اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة حتى يتم الانتهاء من حملات التطعيم الجماعية. وحذر التقرير من أن الفشل في احتواء الوباء قد يؤدي إلى حدوث طفرات قد تصعب السيطرة عليها. ويمكن لسلالات كوفيد 19 المعدية بشكل أكبر -مثل الحالات الجديدة التي انتشرت في المملكة المتحدة وجنوب أفريقيا- أن تنتج أوبئة أكثر حدة وتفتح المجال لحدوث مزيد من الطفرات.

وبيَّن التقرير أنه ومع بداية عام 2021، يوفر التطوير السريع للعديد من اللقاحات الفعالة ضد كوفيد 19 أملاً بإيجاد حل دائم لمعضلة الوباء العالمي. ويعد التوزيع السريع للقاحات وإطلاق برامج التحصين الشامل من الشروط الضرورية لتحقيق التعافي الاقتصادي المستدام على مستوى العالم خلال العام الحالي. ومع ذلك، فإن تنفيذ خطط التحصين الجماعي الطارئة ليس بالأمر السهل، حتى بالنسبة للاقتصادات المتقدمة الناضجة التي تتمتع بموارد هائلة ومؤسسات قوية وأنظمة إدارية راسخة. وقد ثبت بالفعل أن الجهود الأولية للحصول على اللقاح وتوزيعه أصعب مما كان متوقعا في البلدان التي تعاني من الانتشار الحاد للوباء، مثل الولايات المتحدة وأوروبا. ويُعد نشر اللقاحات في الوقت المناسب أمرا ضروريا للحيلولة دون تزايد حالات الإصابة، والحد بصورة حاسمة من فرص حدوث تحورات إضافية في الفيروس.

وفي ظل استمرار ارتفاع حالات الإصابة الجديدة بكوفيد 19 على مستوى العالم، تضطر البلدان -حتى تلك التي لا تواجه انتشاراً حاداً للوباء أو لا تعاني من سوء إدارة في احتوائه- لإعادة فرض إستراتيجيات تخفيف أكثر صرامة (الحجر الصحي وحظر التجوال والإغلاق العام). ومع ذلك، فقد برزت دولتان في طريقة إدارتهما للوباء، وهما اليابان والسويد؛ حيث أدت استراتيجيات التخفيف المختلفة فيهما إلى احتواء أولي ناجح للوباء خلال موسم الصيف. إلا أن عدد الحالات الجديدة بدأ يرتفع في الأسابيع الأخيرة.

في اليابان، وهي واحدة من أوائل البلدان التي شهدت حالات إصابة بوباء كوفيد 19 بعد الصين، كانت إجراءات الحكومة فعالة في خفض الحالات الجديدة بسرعة من خلال سياسات الاحتواء والوقاية. وشمل ذلك ارتداء الكمامات والاختبارات الجماعية والنجاح في عزل المرضى المصابين وفرض تدابير التباعد الاجتماعي.

وفي السويد، بعد الارتفاع الكبير في الحالات الجديدة خلال شهري أبريل ومايو، تمكنت الحكومة من السيطرة على الفيروس من خلال إستراتيجية غير تقليدية. فبدلاً من تطبيق تدابير التباعد الاجتماعي الأفقي (عمليات الإغلاق التي تفرضها الحكومات على مجموعات سكانية ومناطق بأكملها)، تم تطبيق إستراتيجية تباعد اجتماعي عمودي أقل صرامة، مع قيود طوعية وعزل للمرضى المصابين والأشخاص الأكثر عرضة للتأثر بالوباء.

تعليق عبر الفيس بوك