الإغلاق الثالث

بريطانيا تصارع "الوباء المفترس".. و"البقاء فقط على قيد الحياة" أولوية عاجلة

ترجمة - الرؤية

اعتبرت رئيسة الصحة العامة العالمية بجامعة إدنبرة الأسكتلندية بالمملكة المتحدة، أنَّ الإغلاق الثالث لإنجلترا كان أمرًا لا مفرَّ منه؛ خصوصا بعد تزايد الضَّغط على الخدمات الصحية؛ تزامنا مع محاولات التعامل مع السلالة الجديدة من فيروس كورونا "كوفيد 19"، والتي يقدر العلماء أنَّها قادرة على الانتقال بنسبة 50-70% أكثر من الموجة الأولى للجائحة.

وعنونت البروفيسورة ديفي سريدهار مقالتها بصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، بعنوان خبري "كورونا يُخضع بريطانيا مجددا لقرار الإغلاق"؛ وقالت من خلاله إنَّ الإصابات الجديدة تتزايد متجاوزة 50000 حالة يوميا في المتوسط، بينما الوفيات اليومية بالمئات، بينما كان الوضع قبل بضعة أسابيع، مليئا بتفاؤل الكثيرين بأن اللقاحات ستُعيد إنجلترا إلى وضعها الطبيعي بحلول الربيع.. معقبةً بقولها: "بدلاً من ذلك، يبدو أننا ندخل فصلًا جديدًا خطيرًا من هذا الوباء".

وقالت سريهار: "لكم كان أمرا محبطا استجابة الحكومة مع تطورات الوباء، لقد أضاع الوزراء فرصة القضاء على الفيروس في الصيف عندما كانت الحالات منخفضة، وبدلاً من ذلك اختاروا الانفتاح بسرعة وبتهور بعد الإغلاق الأول؛ فدعمت الحكومة الناس لتناول الطعام في الخارج في المطاعم والحانات، وشجعت العطلات في الخارج دون أية اختبارات أو قيود للحجر الصحي عند العودة المسافرين، وقد أدى انتشار المرض إلى مزيدٍ من الفرص لظهور سلالة جديدة تنتشر الآن بوتيرة مثيرة للقلق".

ونقلت رئيسة الصحة العامة العالمية بجامعة إدنبرة الأسكتلندية بالمملكة المتحدة عن علماء لم تسمهم تفاؤلهم بشأن العديد من اللقاحات المعتمدة التي ستقلِّص المخاوف الحقيقية تجاه السلالة الجديدة، وما تخبئه الأسابيع المقبلة من كوارث، إلا أنهم في المقابل لم يُخفوا قلقهم من أنَّ السلالة الجديدة وحتى في وجود القيود، سيكون من الصعب إيقاف انتشارها على الأقل خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

وعلى صعيد موازٍ، وبغضِّ الطرف عن فرص ذلك في ظهور مزيد من السلالات والطفرات، تُظهر البيانات الجديدة من البرازيل مدى كارثيَّة الوباء الخارج عن السيطرة؛ حيث تعرض ما يقدر بنحو 76% من الناس لكوفيد 19، ولا يزال الوباء مستمراً. وبتطبيق معدلات العدوى الخاصة بالعمر من ماناوس، فإن معدل الهجوم يصل لـ76%، وتضم ماناوس عددًا كبيرًا من السكان الشباب، لذلك من المحتمل أن يكون معدل الوفيات أقل مما سيكون عليه في التركيبة السكانية الأكبر سنًا في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية.

ولفتت البروفيسورة ديفي سريدهار إلى ما يُسمى الرد المعاكس، أو الحد الأقصى للمجابهة، والذي أطلقت عليه نموذج "صفر إصابات أو وفيات"، وقالت إنه ومع تقدير مكتب الإحصاء الوطني أن إنجلترا بها حوالي 100000 إصابة في اليوم، وأن الطفرة الجينية الجديدة للفيروس تضغط على الخدمات الصحية ونظام الاختبار والتتبع، فإنَّ اتباع هذه الإستراتيجية لم يعد ممكنًا، ومن ثمَّ يجب أن تكون الأولوية العاجلة هي البقاء على قيد الحياة في الأشهر القليلة المقبلة، وضمان عدم انهيار النظام الصحي، والتخطيط لاستجابة قوية للقضاء على "كوفيد 19" في الربيع والصيف؛ وقد بات تطعيم أكبر عدد ممكن من الناس في أسرع وقت مفتاحًا لذلك.

وتطرَّقت إلى قرار المملكة المتحدة "تطعيم المزيد من الأشخاص بجرعة واحدة بدلاً من تلقيح عدد أقل من الأشخاص بجرعتين"، واصفة إياه بالحكم الأخلاقي والسياسي وليس العلمي، مستدركة بأنَّ تطعيم الجميع كذلك سيستغرق وقتًا، لهذا كان الإغلاق الثالث ضروريًّا؛ على الأقل لتقليل انتقال العدوى من المجتمع والسماح للعلماء بجمع أدلة جديدة حول البديل.

واختتمت البروفيسورة ديفي سريدهار رئيسة الصحة العامة العالمية بجامعة إدنبرة الأسكتلندية بالمملكة المتحدة، بقولها: "إنَّ والأهم الآن، أننا بحاجة لاتباع القيود الجديدة، وتحقيق التباعد الجسدي، وتجنب الأماكن المزدحمة ووسائل النقل العام، وارتداء الكمامات، وبذل قصارى الجهد لتجنب الإصابة وانتقال الفيروس".. "علينا أن نحرمه من أي فرص للبقاء على قيد الحياة وإصابة الآخرين".

تعليق عبر الفيس بوك