من يُصلح الملح إذا الملح فسد؟!

راشد الشحي

هامَات وقامَات مجتمعية مشهود لها بالنزاهة والطهر والعفاف والبذل والعطاء، وقد تُوكل لبعضهم مهام عامة شرفية كانت أو تنفيذية؛ خدمةً للعباد والصالح العام، يعوَّل عليها الحفاظ على كل ما يجب الحفاظ عليه من إنجازات ومبادئ وقيم داخل نسيج المجتمع الآمن.

لكن للأسف، يُثبت الواقع أنَّ هناك انه نوعية من البشر قد أصابت مجتمعاتها الشريفة بخناجر غدر مسمومة لا أخلاقية، بعد أنْ نزع عنهم رب العزة ثوب الستر والعفة الذي مزقوه بأيديهم الآثمة، وبدت صورهم الشيطانية بروائحها النتنة تتضح جليا بعد أفول صورهم الذهنية الملائكية التي رسمها لهم الطيبون من أبناء القرى والمجتمعات المحلية.

من المؤسف حقا "صناعة" مثل هذه الشخصيات ومشاركتها ملذات رغد العيش الخفي تحت جنح الظلام بما يتنافى ويتعارض مع المهام الوظيفية لكلِّ من حمل أمانة خدمة هذا الوطن، فليحذز خونة المجتمعات والأوطان ومن شايعهم من السقوط في الهاوية إذا ما تمادَوا في غيِّهم وممارسة نفوذ فسادهم المجتمعي.

وبما أنَّه لا بُد من نهاية لكل لعبة؛ فبعهد المحاسبة والمساءلة ستسقط الأقنعة وتتبعها جميع أوراق التوت، وسيكون السقوط مدويا، وإذا وقع على الجميع باكتشاف شبكات الفساد بصوره وأشكاله المقيتة، وقتها نقدم خالص عزائنا لشرفاء الأمة ومجتمعاتنا القبلية الطاهرة المحافظة التي اتخذت من الطيب عنوانا، حتما حينها سنُفجع بقبح الوجوه المكشوفة بعد أن عاشت حقبة من الزمان تحلف بطهرها وعفتها وشرفها، وباركت لها قصب السبق في الريادة المجتمعية والبذل والعطاء.

حفظ الله البلاد والعباد من خونة الأوطان المتربصين والمتسترين بعباءات الحشمة والوقار؛ وهما منهم براء، ولا تليق بأمثالهم حقا.. لكن الآمال ما زالت بعد لطف وستر العزيز الرحيم جل في علاه معقودة على المخلصين الأوفياء والماجدات العفيفات الطاهرات اللاتي ما زِلن يُنجبن الشرفاء وكل صغير منهم بمثابة مشروع وطن، وحائط صد لتلك الشرذمة النشاز، والعزة والمجد والكرامة لسلطان البلاد المفدى، وشرفاء الوطن لا سواهم!!

تعليق عبر الفيس بوك