"فورين بوليسي": الصين أعادت تشكيل العالم في 2020

ترجمة- الرؤية

رصد تقرير لمجلة فورين بوليسي الأمريكية دور الصين في إعادة تشكيل العالم خلال عام 2020، وقال إن هذا العام كان الأسوأ في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين منذ عام 1989، إذ لم يحمل أي خبرا جيدا في مسيرة العلاقات، بل إن التقرير يرى أن العلاقات بين بكين وأي دولة أخرى لم تسفر عن أخبار جيدة أيضا؛ فمن أستراليا إلى الهند ومنغوليا إلى الاتحاد الأوروبي، استطاعت الصين في عهد الرئيس شي جين بينغ أن تعزل عزل الحلفاء المحتملين لها، بينما حولت الخصوم إلى أعداء.

وعلى الصعيد الدولي، يزعم التقرير أن شعبية الصين تراجعت أكثر من أي وقت مضى، لكنها لم تزل قوة عظمى اهتزت من جراء جائحة فيروس كورونا وتتعافى بشكل أسرع من معظم دول العالم، ومستعدة بشكل متزايد لوضع المطالب المحلية قبل سمعتها العالمية.

ورصدت المجلة أبرز الأخبار التي تطرقت إلى الصين خلال 2020 وتسببت في عواقب عالمية.

"تفشي ووهان"

خلال الأسابيع المفزعة الأولى من 2020، عندما كانت ووهان أول بؤرة لتفشي كوفيد-19. وما زال عدد ضحايا الفيروس في الصين غير واضح، على الرغم من أن عدد الوفيات من المرجح أن يكون أعلى من الرقم الرسمي المقدر بـ3869 حالة وفاة. وكان العديد من العاملين في الخطوط الأمامية من بين الضحايا، بمن فيهم الطبيب لي وينليانغ الذي حظيى بمكانة وطنية بين الشيوعيين والمعارضين على السواء. وأُغلقت ووهان مع بدء ظهور المرض، وبعد أيام أغلقت بقية الصين أيضًا، من المدن الكبرى إلى القرى الصغيرة.

فيروس كورونا- والناس- تحت السيطرة

ربما كانت المفاجأة الأكبر في عام 2020 هي مدى نجاح الصين في إبطاء تفشي فيروس كورونا، فقد أوقف أكبر إغلاق على الإطلاق في العالم الفيروس التاجي في مساراته، وجرى احتواء تفشي المرض خارج ووهان على الرغم من بدايات السفر في عيد الربيع.

واليوم، جميع القطاعات في الصين مفتوحة، وتختلط الحشود بحرية وبدون كمامات، على الرغم من أن الحدود ما زالت مغلقة إلى حد كبير. والصين ليست الدولة الوحيدة التي نجحت في السيطرة على الفيروس؛ إذ حققت دول شرق آسيا ذات الخبرة المشتركة في مواجهة مرض سارس- من تايوان إلى اليابان- أداءً جيدًا بشكل ملحوظ، كما فعلت أستراليا ونيوزيلندا والعديد من الدول الأفريقية. ونظرًا لحجمها الكبير وأصول الفيروس هناك، وصفت المجلة نجاح الصين بأنه رائع. ومن المحتمل أن يكون قد عزز سمعة الحزب الشيوعي الصيني محليا.

المؤامرة الأمريكية الخطيرة

ومثلما أنتجت السنوات الأولى من الحرب الباردة الأولى "مكارثية" جامحة جنبًا إلى جنب مع جواسيس روس حقيقيين، تظهر السياسات الأمريكية علامات مقلقة على نتائج عكسية ومخاوف الحزبين الديمقراطي والجمهوري بشأن النفوذ الصيني. وتسبب ذلك بالفعل في مشاكل في مكافحة التجسس، لكن يمكن أن يزداد الأمر سوءًا؛ حيث إن نظريات المؤامرة "الترامبية" حول الانتخابات تتحول بشكل متزايد نحو الصين.

واتخذ السياسيون الجمهوريون نبرة عنصرية صريحة تجاه الصين، في حين زادت العنصرية المعادية لآسيا في الولايات المتحدة هذا العام، وهذه لم تكن المرة الأولى. وهذه التحولات جزئيًا نتيجة لشبكة قوية من النشطاء الصينيين اليمينيين المتطرفين في الولايات المتحدة.

واختتمت مجلة فورين بوليسي تغطيتها للصين هذا العام بتحقيق من ثلاثة أجزاء حول حروب البيانات بين الولايات المتحدة والصين، بناءً على مقابلات مع أكثر من 36 من مسؤولي الأمن القومي والاستخبارات السابقين والحاليين. وهو موضوع سيعاد طرحه بكثافة في 2021.

تعليق عبر الفيس بوك