◄ اللقاح غير إجباري.. وأخذه يعتمد على القناعة الفردية والشعور بالواجب الوطني
◄ خطة إعلامية لرفع مستوى الوعي باللقاح والرد على المعلومات المغلوطة والشائعات
مسقط- العمانية
تبدأ السلطنة رسميا يوم الأحد الحملة الوطنية للتحصين بلقاح "فايزر بيونتيك" المُضاد لفيروس كورونا (كوفيد-19) وتستهدف في المرحلة الأولى الفئات الأكثر عُرضة للإصابة بالمرض من ضمنها العاملون في الخطوط الأمامية والمصابون بالأمراض المزمنة وكبار السن.
ولقاح فايزر بيونتيك الذي أنتجته شركة “فايزر” الأمريكية بالتعاون مع “بيونتك” الألمانية مصُمّم لتحفيز الجهاز المناعي للجسم لإنتاج الأجسام المضادة لفيروس كوفيد-19 ومحاربته على نحو مأمون وسيكون عبارة عن جرعتين يفصل بينهما 21 يوما. ووصلت أول دفعة من اللقاح يوم الخميس الماضي إلى السلطنة عبر مطار مسقط الدولي وقد وضعت وزارة الصحة خطة توزيع مباشرة للقاح إلى مراكز مُحددة مسبقًا على مستوى محافظات السلطنة. وأعدت وزارة الصحة استراتيجية للتطعيم تغطي 60 بالمائة من السكان تُقسم على عدة مراحل وستغطي المرحلة الأولى 20 بالمائة من النسبة المستهدفة بسبب محدودية التوريد في الفترة الحالية. ولا توجد صيغة قانونية لجعل اللقاح إجباريًا وسيكون أخذه بدافع من قناعة الأفراد في المجتمع مدعومًا بالتوعية وحفز الشعور بالمسؤولية والواجب الوطني.
وفي إطار جهود السلطنة للتصدي لجائحة كوفيد-19 فقد كان من صميم أولويات وزارة الصحة ضمان حصول السلطنة على حصتها من لقاح كوفيد-19 عبر اتباع عدة خطوات أهمها تشكيل فريق عمل لتوفير لقاح مضاد للفيروس برئاسة سعادة وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية وعضوية كل من مدير عام مراقبة ومكافحة الأمراض والمديرة العامة للتموين الطبي ومدير عام الرعاية الصحية الأولية ومدير عام الصيدلة والرقابة الدوائية، بالإضافة إلى مدير دائرة مكافحة الأمراض المعدية بالمديرية العامة لمراقبة ومكافحة الأمراض.
وأشار قرار وزارة الصحة رقم 120/ 2020 إلى أن الفريق يختص بمتابعة التطورات العالمية في مجال تصنيع وإنتاج لقاح مضاد لفيروس كورونا (كوفيد-19) ووضع الآليات للحصول على اللقاح المناسب بالتنسيق والمتابعة مع التحالف العالمي للقاحات والتحصين ومنظمة الصحة العالمية والشركات المتخصصة، ويجوز الاستعانة بالخبراء والمختصين في عمل الفريق، على أن يرفع رئيس الفريق تقريرا عن التوصيات التي ينتهي إليها بشأن اختيار اللقاح المناسب من بين اللقاحات المنتجة عالميًا. ومن أجل ضمان حصول السلطنة على الكميات المطلوبة فقد تم فتح عدة قنوات تفاوضية منها مع منظمة التحالف العالمي للقاحات، وأخرى عن طريق التفاوض المباشر مع عدة شركات مصنعة للقاح، وتحديد الفئات ذات الأولوية للتحصين بناء على توصيات المنظمات الدولية مع الأخذ ببعض الدراسات المحلية التي تبرز معدل انتشار المرض في السلطنة والفئات الأكثر عرضة للمرض ، وإعداد خطة التوزيع والتطعيم الوطنية وإعداد الدليل الإرشادي لتنفيذ الحملة الوطنية للتحصين ضد كوفيد-19 والتأكيد على جاهزية المؤسسات والأفراد لاستقبال وتوزيع اللقاح للفئات المستهدفة به في الوقت المحدد له.
وسبق وصول اللقاح العديد من الخطوات منها تنفيذ استبيان وطني لاستطلاع الرأي العام حول لقاح فيروس كوفيد-19 هدف إلى تقييم مستوى الوعي المجتمعي، والمواقف والممارسات المتعلقة باللقاح في السلطنة، واستحداث آلية إلكترونية عن طريق برنامج ترصد والشفاء لمتابعة عملية إعطاء اللقاح ومتابعة من تلقاه من الأشخاص بعد ذلك. وعقدت عدة اجتماعات على مختلف المستويات منها اجتماع معالي الدكتور وزير الصحة بمديري العموم في المحافظات لمناقشة ما تم إعداده ومناقشة الخطة التنفيذية، واجتماع مع مديري مراقبة الأمراض المعدية ومشرفي التحصين بالمحافظات وإعداد حلقات تدريب لجميع الشركاء المعنيين بعملية التنفيذ والمتابعة لسير عمل جميع الخطط وإعداد خطة إعلامية للعمل على رفع مستوى الوعي العام باللقاح والرد على المعلومات المغلوطة والشائعات؛ حيث تم استعراض الخطة ومناقشة آلية تنفيذها مع الفريق الإعلامي لجائحة كوفيد 19.
ولأهمية سلسلة التبريد التي تعد إحدى الركائز الأساسية للإدارة الفاعلة للقاحات وضمان جودتها ومأمونيتها وسلامتها من أي تلف أو فقد منذ شحن اللقاح من بلد المنشأ حتى وصوله فقد تم توفير ثلاجات بمواصفات خاصة لحفظ اللقاح (بدرجات حرارة منخفضة للغاية) لضمان حفظ اللقاح في درجة حرارة تصل إلى 80 تحت الصفر، وذلك للحفاظ على جودة اللقاح بحسب المعاير الموصي بها من جهة التصنيع كما تم التأكيد على جاهزية واستعداد جميع المحافظات والجهات المعنية لتوفير المواد اللوجستية اللازمة لتنفيذ الحملة الوطنية للتحصين ضد كوفيد-19. وتم استحداث آلية إلكترونية عن طريق استخدام منصة ترصد بلس، التي تعد منصة متكاملة ومطورة بكوادر وكفاءات محلية وبمواصفات عالمية ومزودة بأحدث تقنيات التحليل والمتابعة الحديثة بحيث يتم من خلالها رصد جميع متلقي اللقاح في جميع المواقع المحددة في المؤسسات التابعة لوزارة الصحة وغير التابعة لوزارة الصحة ومؤسسات القطاع الخاص؛ حيث تم إعداد آلية إلكترونية للتبليغ عن الآثار الجانبية بعد أخذ اللقاح إن وجدت. وتضمنت جهود وزارة الصحة في هذا الجانب تنظيم العديد من حلقات العمل لتدريب فرق ميدانية عن طريق التواصل المرئي لجميع الشركاء المعنيين بعملية التنفيذ والمتابعة لسير عمل جميع الخطط المتعلقة باللقاح في جميع محافظات السلطنة.