سيول تدفع ثمن القرار "السابق لأوانه" لتخفيف القيود في الخريف الماضي

كوريا الجنوبية: من النجاح المبكر لاحتواء "كورونا" إلى مخاوف "الانتشار الشرس"

ترجمة - الرؤية

في أبريل الماضي، ضَرَبت كوريا الجنوبية مِثالاً في كيفية احتواء تفشي فيروس كورونا، وقد ساعدت الفحوصات القوية، وتتبُّع مُخالطي المصابين والعزلة في تسوية المنحنى الوبائي، رغم قربها من الصين -بؤرة تفشي الفيروس- وبدون يوم واحد من الإغلاق.

ونتيجة لذلك، أثنت منظمة الصحة العالمية على كوريا الجنوبية، وشرعت الحكومة في حملة "دبلوماسية فيروس كورونا" مع البلدان التي تكافح مع تفشٍّ أكبر بكثير وعدد وفيات متزايد، وأصدرت دليلاً مفصلاً لإدارة الوباء، على الطريقة الكورية الجنوبية. غير أنَّه وبعد ثمانية أشهر، أفسحت هذه المكاسب المبكرة الطريق للقلق من أن كوريا الجنوبية في قبضة موجة لا يمكن وقفها من الإصابات، الناجمة عن مجموعات لا تستجيب لاستجابتها المجربة والمختبرة، حسب تقرير نشرته صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.

والأسبوع الماضي، أبلغت الوكالة الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (KDCA) عن رقم قياسي يومي قدره 1030 إصابة جديدة بـ"كوفيد 19". وانخفض عدد الحالات إلى أقل من 800 في اليوم التالي، ويرجع ذلك جزئيًّا إلى إجراء عدد أقل من الاختبارات خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكنه ارتد إلى 880 يوم الثلاثاء. وحذرت السلطات الصحية من أن المعدل الحالي قد يصل إلى 1200 حالة في اليوم.

وفي منطقة سيول الكبرى -حيث يَعيش نحو نصف سكان البلاد البالغ عددهم 52 مليون نسمة- يستعد السكان لاتخاذ تدابير أكثر صرامة؛ حيث تكافح السلطات لتحديد طرق انتقال العدوى التي تغذي عودة انتشار الفيروس في العاصمة وحولها.

ورُبما يشعر الأوروبيون والأمريكيون، من بين آخرين، بالاستغراب عن سبب قلق كوريا الجنوبية: فقد أبلغت عن إجمالي 44363 حالة، و600 حالة وفاة فقط. ويقارن ذلك بأكثر من 56000 حالة وفاة في إنجلترا، التي لديها نفس عدد السكان.

ومع ذلك، حذرت الحكومة من أن الفشل في احتواء عودة الظهور قد يجبرها على رفع القيود إلى المستوى 3، وهو أعلى مستوى؛ مما يؤدي في الواقع إلى دفع خامس أكبر اقتصاد في آسيا إلى إغلاق ناعم للمرة الأولى منذ بداية الوباء.

وصدرت أوامر بإغلاق المدارس في المنطقة يوم الثلاثاء وزادت الاختبارات من حوالي 16 ألف شخص يوميًا في سبتمبر إلى 22 ألفًا. وحظرت حفلات نهاية العام، وهي مصدر ضخم محتمل لنقل العدوى.

وستبقي تدابير المستوى 3 جميع العمال باستثناء الأساسيين في المنزل، وتحظر التجمعات التي تضم أكثر من 10 أشخاص وتحد من سعة القطارات إلى 50%.

وقال رئيس الوزراء تشونج سي كيون، بعد ما يقرب من عام من ارتداء الكمامات على نطاق واسع، والتباعد الاجتماعي، وفترات العزلة الفردية الناجمة عن تكنولوجيا تتبع الاتصال في البلاد، إن الكوريين بدأوا في التخلي عن حذرهم.

ويعتقد بعض الخبراء أن كوريا الجنوبية تدفع ثمن قرار الحكومة "السابق لأوانه" لتخفيف القيود في الخريف.

تعليق عبر الفيس بوك