الصين وأمريكا "الجديدة".. صراع زعامة أم مخاض لنظام عالمي مختلف؟

ترجمة - الرؤية

تساءل تقرير لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، عن ملامح المرحلة المقبلة في العلاقات الأمريكية الصينية في عهد الرئيس الجديد جو بايدن؛ مُستندة إلى اعتماد فريق الأمن القومي والدبلوماسي الجديد للرئيس المنتخب جو بايدن، فريقًا أكثر احترافًا وخبرة بكثير مما قام به الرئيس دونالد ترامب.. إلا أنها ألمحت إلى أنَّ هناك شيئًا واحدًا يُثير القلق بشأن تجربة الصين -أو إلى حد ما مصالحها- التي تعكس أولويات السياسة الإقليمية في الماضي.

وتتمتَّع المجموعة بمعرفة كبيرة في واشنطن والكثير من الخبرة في الشرق الأوسط، لكن لديها خبرة محدودة مع الصين، ويمثل ذلك مشكلة في وقت تعد فيه الصين أكبر وأصعب تحدٍّ تواجهه الولايات المتحدة منذ الاتحاد السوفيتي.

وفي غضون ذلك، ألمحت بكين إلى إعادة ضبط محتملة، من خلال مقال رأي في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، بقلم نائب وزير الخارجية السابق فو ينج، اتخذ مقاله شكل مقاربة مألوفة، حيث يرى أنَّ أي مشاكل في العلاقة هي نتيجة عدم فهم الآخرين ببساطة لما تريده الصين، وأنَّ الولايات المتحدة تحتاج إلى أن تكون "محترمة" بعدم "التدخل" في تايوان أو في بحر الصين الجنوبي، كما أطر فو كذلك للتبادلات بين الأفراد كمجال يحتاج إعادة البناء.

إلا أنَّ فكرة الصين عن هذه التبادلات الشعبية تختلف بشكل صارخ عنها في أمريكا؛ ففي حين أن الولايات المتحدة تتصورهم على أنهم يقودهم أفراد، تعتبرهم الصين وسيلة لتكملة تُنظِّمها الدولة للدبلوماسية الرسمية، مع وجود هيكل بيروقراطي راسخ وراءها؛ بما يعني أنَّ هذه العلاقات مسيسة للغاية، ويتم دفعها بأجندة من الأعلى.

ولن يرضخ فريق بايدن لفكرة أن منح الصين كل ما تريده من خلال الانسحاب من شرق آسيا سيجعلها تصبح مواطنًا دوليًّا صالحًا، لا سيما بالنظر لضغوط الجمهوريين اليائسين لتصوير بايدن بأنه ناعم مع الصين، ولكن إغراء جَعْل الصين في المرتبة الثانية أو الثالثة سيكون هناك؛ حيث تحاول الإدارة الجديدة إعادة بناء سمعة واشنطن مع الحلفاء، وربما إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني.

وخلصت "فورين بوليسي" إلى أنَّ إهمال الصين -أو الأسوأ من ذلك، محاولة إبرام نوع من الصفقة الكبرى- سيكون خطأً خطيرًا، خصوصا وأنه لم يتم تحديد مسار الطموحات الصينية من خلال افتتاحية فو، بل بالأحرى من خلال النهج المتبع تجاه أستراليا لجرأتها على مواجهة الصين بشأن النفوذ الأجنبي ووباء فيروس كورونا والتهديدات في البحر. ودللت الصحيفة على ذلك بمطالبة الصين أستراليا بالتوقف عن تمويل ما يُسمَّى بالأبحاث المناهضة للصين، والتوقف عن حماية الأستراليين (بمن فيهم المواطنون المولودون في الصين) من إكراه بكين، والضغط على مجتمعها المفتوح حتى لا تتحدث عن انتهاكات حقوق الإنسان الصينية.

واختتم التقرير بالتأكيد على أن هذه ستكون هي الشروط الفعلية لأي صفقة طويلة الأجل بين الصين والولايات المتحدة أيضًا، ليس فقط إنهاء القوة الأمريكية في شرق آسيا، وإنما تخلي الولايات المتحدة عن الترويج للديمقراطية في الخارج.. لاسيما وأنَّ اعتقاد الصين بأن الولايات المتحدة هي العقبة الرئيسية أمام قيامها بإنشاء نظام عالمي غير ليبرالي جديد وفقًا لشروطه لن يتلاشى، وأنه يجب يكون البند الأول على أي أجندة أمريكية.

تعليق عبر الفيس بوك