المشاركون في "استوديو الرؤية": ازدهار السياحة الداخلية يعتمد على طرح منتجات غير تقليدية

 

الرؤية- مريم البادية

ناقش برنامج "استوديو الرؤية" أمس الأوَّل، قضية "السياحة الداخلية.. تنمية اقتصادية وترفيه اجتماعي"، بمُشاركة كلٍّ من: الدكتور خالد بن عبد الوهاب البلوشي الأكاديمي والمتخصص في الشأن السياحي، وبدر بن سعيد الذهلي الأكاديمي بكلية عُمان للسياحة.

وقال الدكتور خالد البلوشي إنَّ عدد المنشآت السياحية في السلطنة يبلغ 419 منشأة، إلى جانب 25 ألف غرفة فندقية، معتبراً ذلك معدلاً جيداً، لكنه لا يُحقق الطموح الذي يأمله المختصون من القطاع السياحي. وأضاف أنه منذ بدء جائحة كورونا والقطاع السياحي ينزف، فهناك بعض المؤسسات السياحية عرضت منشآتها للبيع، وكانت فترة الإجازات فرصة سانحة لتعافي المؤسسات السياحية. وأوضح أنَّ هناك بعض المنشآت التي تمتلك سلاسل فندقية مثل مجموعة عمران قدمت عروضاً مميزة لاجتذاب السياح من الداخل، كما إن الفنادق غير المربوطة بشركات محلية ولكن بسلاسل فنادق عالمية، قامت أيضاً بالتنسيق مع المكاتب الرئيسية خارج السلطنة، وطلبوا منهم السماح لهم بتقديم أسعار مخفضة للزوار. ويتابع البلوشي قائلاً إن الجانب الإيجابي في هذه الجائحة هو أنَّ المواطن استطاع استكشاف جماليات الوطن، فالبعض منهم لم يسبق له الذهاب إلى الجبل الأخضر أو جبل شمس، أو رمال الشرقية، أو بعض الشواطئ. وأكد البلوشي أنَّ الجائزة الكبرى لهذا القطاع تنامي الثقة والإيمان بأن هناك منتجاً سياحياً متميزاً متاحاً على أرض الوطن، وهو ما يُسمى بنمو الوعي بجماليات البلد. وأشار البلوشي إلى أنَّ المؤسسات المعنية بهذا القطاع بدأت في تطوير أدواتها، وخلق أفكار متجددة تواكب المرحلة؛ حيث ظهرت أنماط جديدة لدى المستهلك تجاه القطاع السياحي، من بينها ارتفاع معدل استخدام الغرف الفندقية، وانتعاش خدمات التوصيل وخصوصا بعد القرارات الاحترازية مع بداية الجائحة. وشدد البلوشي على أنَّ الجبل الأخضر من أهم المعالم السياحية في السلطنة ويتميز بسمات خاصة وفريدة، ولكنه بحاجة إلى تسهيل الاستثمار فيه، وتزويده بالخدمات والمرافق.

من جانبه، قال بدر الذهلي إن من الأخطاء التي وقعنا فيها قبل الجائحة، عدم التركيز على السياحة الداخلية، وتوجيه البوصلة إليها، من خلال إعداد باقات سياحية خاصة، وفي المُقابل كان الاعتماد كبيرا على السياحة الوافدة من الخارج خاصة من الأسواق الأوروبية وأمريكا الشمالية وكذلك أقصى آسيا.

وأضاف الذهلي أنَّه يمكن الاستفادة من المزارات السياحية في تفعيل نمط سياحي متكامل؛ حيث ساهمت- على سبيل المثال- مجموعة عمران في تقديم هذه التجربة من خلال الاستشارات المعنية في القيام بمثل هذه المشاريع، كما يمكن الاستفادة من بعض القلاع لتوفير منتجات شعبية، علاوة على تقديم الفنون العمانية والحفاظ عليها من الإندثار.

واستعرض الذهلي عدداً من المواقع السياحية الفريدة في السلطنة مثل القرى القديمة كمسفاة العبريين، وما نتج عنها من استغلال سياحي على يد أبناء القرية من خلال تأسيس شركات أهلية، إلى جانب ترميم البيوت القديمة، والسعي لتقديم تجربة تراثية ثرية لزائر هذه القرية. غير أنَّ الذهلي أبرز بعض التحديات التي واجهت بعض المشاريع في النهوض، وافتقدت إلى عنصر التوجيه، وتسخير الموارد.

وأشار الذهلي إلى أنَّ السياحة صناعة متجددة، تتفاعل مع كل الظروف، لذا من الضروري أن تكون القوانين والتشريعات متجانسة مع هذه الظروف، وخلق أنشطة وفعاليات نوعية تواكب المرحلة الجديدة.

تعليق عبر الفيس بوك