مسقط- الرؤية
نظمت كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس ندوة علمية بعنوان "التواصل الإنساني في زمن الأوبئة"، وذلك تزامناً مع الاحتفال بيوم الفلسفة العالمي الذي يُوافق 19 نوفمبر من كل عام.
وركزت الندوة- التي شارك فيها عدد من الأكاديميين المختصين من داخل وخارج السلطنة عبر تقنيات الاتصال المرئي- على مناقشة العلاقة بين الفلسفة والأخلاق والمجتمع. وتضمنت الندوة تقديم مجموعة من أوراق العمل؛ حيث أوضحت الباحثة عالية السعدية التي أدارت الندوة أهمية الفلسفة باعتبارها تُحدث تحولا في المجتمعات، وذلك من خلال تسليط الضوء على أهم الأزمات المعاصرة ومناقشتها، مضيفة أن الفلسفة في الوضع الراهن يحتاجها المجتمع أكثر مما مضى في محاولة الإجابة عن التساؤلات التي أحدثها هذا الوضع الاستثنائي من جائحة فايروس كورونا في مختلف المجالات المعروفة.
وتحدث الدكتور محمد الوهيب أستاذ مساعد في قسم الفلسفة بجامعة الكويت في ورقته التي جاءت بعنوان تأملات فلسفية في زمن الوباء بين البقاء في المنزل والبقاء في العالم، حيث ناقش في مداخلته كيف فصل أن هذا الوباء فصل بين الإنسان والعالم، قائلا: فصل هذا الوباء غير المرئي بيننا وبين عالمنا والآخرين الذين اعتدنا على رؤيتهم، ويتضح حجم التهديد الذي يشكله عندما نضع في حسباننا ذلك الحق الذي أعطاه الإنسان لنفسه وهو تشييد وبناء عالمه، فهذا الوباء أخرجنا من عالمنا الذي نظهر فيه أمام الآخرين، ورجعنا إلى عالمنا الخاص، ووضّح كيف يمكن للإنسان استغلال وجوده في المنزل في عقد حوارات مع الذات لتنميتها، وإعطاء العقل الفرصة اللازمة ليرتحل ويرى الحقائق من حوله.
وفي ورقة أخرى بالندوة، قدم الدكتور رضا مهدي رئيس تحرير مجلة "شرق غرب" الثقافية ورقة عمل بعنوان "التواصل كفعل إنساني"؛ حيث قال إن التواصل الإنساني مقترن بالعلم والإدراك وبدون هذين الأمرين لا يقع هذا الاتصال، مشيرا إلى أن الإبداع البشري لم يقتصر على نوع معين من التواصل. وطرح بعدها بعض المفاهيم التواصلية التي تمثل حاجة اجتماعية وخاصةً في هذا الزمن.
واختتمت الندوة بورقة عمل الدكتور نورالدين الأستاذ المساعد في الفلسفة بجامعة السلطان قابوس والتي جاءت بعنوان "الفلسفة وإيتيقا (أخلاق) تدبير العيش في زمن الوباء"؛ حيث ناقش خلالها الفرضية القائلة إنه في زمن الوباء وما يغلب عليه من اللايقين والا معيارية يستطيع المهتم بالفلسفة أن يجد فيها جملة من المبادئ اليقينية التي من شأنها تُساعده على تدبير عيشه في هذا الزمان باعتبار أن الفلسفة هي طريقة في التفكير والعيش وبرهن على هذه الفرضية.