أوروبا تتعجل صفقة "خروج بريطانيا" لتعزيز العلاقات مع الإدارة الأمريكية الجديدة

ترجمة- الرؤية

مع اقتراب موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 31 ديسمبر، قال بيتر جيلفورد المتحدث التجاري السابق لدى الاتحاد الأوروبي إن كبير المفاوضين التجاريين السابقين في الاتحاد الأوروبي قال، قبل يوم واحد من نهاية جولة التجارة العالمية الرئيسية التي استمرت لعشرات السنين: "هناك مُتسع من الوقت. لدينا 24 ساعة متبقية. ما الذي يقلقك؟ هذا هو الوقت الذي يبدأ فيه الاتحاد الأوروبي في التفاوض". وأبرمت الصفقة في تلك الليلة بالذات.

ووفق مقال كتبه جيلفورد في صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، فلديه القليل من الشك في إمكانية إتمام صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، على الرغم من أنَّ مهارة الاتحاد الأوروبي في هذا الجانب "أسطورية". وإلى جانب عدم الاستعداد الواضح لبريطانيا، يتسبب هذا الغموض في توترات واسعة النطاق في وسائل الإعلام وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، علاوة على التسبب في عدم اليقين في الاقتصاد بين الشركات. لكن بالنسبة للاتحاد الأوروبي، فهذا يوم عادي من أيام العمل الروتينية، إذ تتمثل مهمة مفوضية الاتحاد الأوروبي في التوسط في الصفقات بين قوى أكبر منها داخل أوروبا وخارجها.

وكانت المخاطر في تلك المفاوضات السابقة- ما يسمى بجولة أوروجواي- أعلى من تلك المتعلقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؛ حيث شارك المزيد من الدول، وكان هناك المزيد من النقاط الشائكة واتحادًا أوروبيًا أقل اتحادًا، فضلاً عن المعارضة الراسخة من المزارعين الأوروبيين والأمريكيين للاتفاق. ورغم ذلك يجب أن يكون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أمرا سهلاً، حيث تقوم بريطانيا فقط بتعديل الترتيبات التجارية التي أبرمتها مع الاتحاد الأوروبي منذ ما يقرب من 50 عامًا.

ويُعبر كاتب المقال عن تفاؤله، وقال إنه ينبع من عاملين؛ الأول أنه لا يوجد لاعب قوي في ساحة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يعارض الصفقة بشكل قوي. لكن يمكن للصيادين البريطانيين إثارة القلاقل في الصحف الشعبية، خاصة في أسكتلندا نظرًا لتجدد الحساسيات بشأن استقلال أسكتلندا. لكن الحكومة البريطانية تدرك أن الصيد بشكل عام لا يهم الاقتصاد كثيرًا. وينطبق الأمر نفسه على المتشددين من مؤيدي "بريكست" في البرلمان الذين يقودون الكثير من الخطاب المناهض للاتحاد الأوروبي. وسيؤدي رحيل دومينيك كامينجز مستشار رئيس وزراء بريطانيا إلى إضعاف النزعة الثورية داخل معسكر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

والسبب الثاني لتفاؤل كاتب المقال، سبب جيوسياسي، فمع استعداد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمُغادرة البيت الأبيض، ستعمل بروكسل ولندن بجد لاستعادة العلاقات عبر الأطلسي. وتدرك بريطانيا أهمية الاتحاد الأوروبي بالنسبة للرئيس الأمريكي المُنتخب جو بايدن، بينما يعلم الاتحاد الأوروبي أن علاقات لندن مع واشنطن أعمق من علاقاته.

إذن فصفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هي أفضل هدية يمكن أن يقدموها بشكل مشترك للرئيس القادم، على افتراض تلاشي مخاوفه بشأن الحدود الإيرلندية واتفاقية الجمعة العظيمة للسلام. علاوة على ذلك، فإنَّ التهديد المتصور من الصين يقزّم أي خلافات حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. فبريطانيا وأوروبا والولايات المتحدة بحاجة إلى بعضها البعض كما لم يحدث من قبل.

تعليق عبر الفيس بوك