ترجمة - رنا عبدالحكيم
قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن إقدام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على إقالة وزير الدفاع مارك إسبر، عبر تغريدة أمس الأول، يعدُّ بمثابة خطوة أخرى يشعر المسؤولون الحاليون والسابقون بالقلق من أنها قد تزعج بالفعل الانتقال المضطرب إلى إدارة جديدة.
وجاءت إقالة إسبر وسط توترات مستمرة بينه وبين ترامب، وأثار قرار وزير الدفاع بمعارضة استخدام القوات الأمريكية في الخدمة الفعلية لقمع الاحتجاجات ضد الظلم العنصري في يونيو وتأييده لإعادة تسمية القواعد العسكرية التي تكرّم جنرالات الكونفدرالية، ترامب وكاد يدفعه إلى طرد إسبر في وقت سابق. وقال مسؤولون حاليون وسابقون إن كبار مساعديه وكبار المشرعين الجمهوريين ساعدوه في إقناعه بالإبقاء على إسبر في منصبه حتى لا تبدو الإدارة في حالة فوضى قبل الانتخابات.
وكتب ترامب على "تويتر" أن كريستوفر ميللر المسؤول السابق بوزارة الدفاع، الذي تم تأكيد تعيينه مؤخرًا مديرًا للمركز الوطني لمكافحة الإرهاب، سيتولى منصب وزير الدفاع بالوكالة. وبموجب قانون الشواغر الفيدرالي، فإنه يُمكن للرئيس تعيين مسؤول آخر معتمد من مجلس الشيوخ بدلاً من إسبر، والذي كان بعض المسؤولين في البنتاجون وفي كابيتول هيل يأملون البقاء في مناصبهم بعد مغادرة ترامب لمنصبه لضمان انتقال سلس للسلطة.
وكان رد فعل مسؤولي البنتاجون المخضرمين على الأخبار المفاجئة مزيجًا من الصدمة والغضب، وقال جيم تاونسند نائب مساعد وزير الدفاع السابق، الذي أمضى عقودًا من العمل في "البنتاجون": "إنه أمر غير مسبوق، إنه جنون تمامًا". وأضاف: "لا يُوجد سبب عملي للقيام بذلك، باستثناء الانتقام الشخصي". وقال مسؤول دفاعي إنَّ رئيس أركان البيت الأبيض مارك ميدوز أبلغ إسبر بإنهاء خدمته قبل أن يغرد ترامب الخبر.
وقال تاونسند إنَّ إقالة إسبر تضيف طبقة جديدة من عدم اليقين إلى الشكل الذي ستبدو عليه الأشهر الأخيرة من رئاسة ترامب، حتى عندما يرفض الرئيس التنازل عن خسارته الانتخابية: "ما يظهر لنا هو أننا لا نعرف ما الذي سيحدث خلال الشهرين المقبلين عندما يبدأ انتقاله لترك منصبه".
وأحال متحدث باسم البنتاجون أسئلة حول إنهاء خدمة إسبر إلى البيت الأبيض. وقال مسؤول في البيت الأبيض: إن ميللر مؤهل للخدمة في دور التمثيل؛ لأنه تم تأكيده من مجلس الشيوخ. وتأتي هذه الخطة في الوقت الذي توقع فيه مسؤولون داخل البنتاجون ووكالات أخرى موجة من عمليات الإقالة البارزة المحتملة في أعقاب هزيمة ترامب في انتخابات نوفمبر، والتي تم إقرار بعضها بالفعل. كما يفكر الرئيس في إقالة رئيسة وكالة المخابرات المركزية جينا هاسبل، التي قيل إنها اختلفت مع الرئيس بعد أن عارضت رفع السرية عن معلومات استخباراتية روسية لم يتم التحقق منها، زاعمة أنَّ الديمقراطيين حاولوا إثارة فضيحة بشأن علاقات ترامب بروسيا قبل انتخابات 2016.
وفي مساء الجمعة، أُجبِر البيت الأبيض على استقالة نائبة رئيس الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بوني جليك نائب رئيس الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وقال المسؤولون المطلعون على الأمر إنه تم فصلها حتى يتمكن القائم بأعمال رئيس الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية جون بارسا، من تولي منصب نائبها، والبقاء رئيسًا فعليًّا للوكالة لتجاوز الحدود الزمنية للمسؤولين العاملين مؤقتًا، والصلاحيات بالنيابة التي حددتها الفيدرالية فيما يخص قوانين الشواغر.
ولم يتضح على الفور ما إذا كان البنتاجون قد تلقى تنبيهًا قبل القرار، وسارع كبار الديمقراطيين في الكونجرس إلى انتقاد خطوة ترامب. وقال آدم سميث رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، وهو ديمقراطي: "إن استبعاد قادة الأمن القومي المعينين سياسيًّا خلال فترة انتقالية هو تحرك مزعزع للاستقرار من شأنه فقط أن يشجع خصومنا ويعرض بلادنا لخطر أكبر". وأضاف: "قرار الرئيس ترامب إقالة الوزير إسبير بسبب الحقد وهو ليس مجرد قرار صبياني، إنه متهور أيضًا. ولطالما كان من الواضح أن الرئيس ترامب يهتم بالولاء قبل كل شيء، غالبًا على حساب الكفاءة، وخلال فترة الانتقال الرئاسي، تكون الكفاءة في الحكومة ذات أهمية قصوى.