مواطنون عرب لا يثقون في تغيير بايدن "السياسة الأمريكية" في الشرق الأوسط

عواصم – رويترز

 هنأ الزعماء العرب جو بايدن على فوزه بانتخابات الرئاسة، لكن بعض المواطنين في الشرق الأوسط عبروا عن شكوكهم بشأن السياسة الأمريكية حتى إذا انتهج دبلوماسية مغايرة للنهج الصارم الذي تبناه الرئيس دونالد ترامب تجاه مشكلات المنطقة الكثيرة.

وقال عادل سلمان (40 عاما) وهو مدرس لغة إنجليزية في بغداد "كنت واثقا من عدم تمكن ترامب من الفوز بولاية ثانية. لقد كان عدائيا جدا مع الجميع تقريبا. هو يصلح أن يكون زعيم مافيا أكثر من أن يكون رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية".

وأضاف "دعنا ننتظر ونرى ماذا سنجني من تولي بايدن للرئاسة. وأنا أقول لكل العراقيين لا تقوموا بحساب عدد الدجاجات قبل أن يفقس البيض... هل بايدن هو الأفضل للعراق؟ دعنا ننتظر ونرى أفعاله".

وربما يواجه بايدن في المنطقة بعض أكثر تحديات السياسة الخارجية تعقيدا، من الحربين في ليبيا واليمن، إلى طمأنة حلفاء الولايات المتحدة الخليجيين بأن واشنطن قادرة على حمايتهم من عدوهم إيران، رغم قوله إنه سيعود إلى الاتفاق النووي الدولي مع طهران.

وقال محمد العنيزي وهو سائق في شركة أوبر بالسعودية "ترامب كان صديقنا، كان يحب السعودية ويحميها من الأعداء. وكبل جماح إيران. بايدن سيطلق عنان إيران مرة أخرى وهذا سيضرنا والمنطقة كلها"، وبينما أقام ترامب علاقات ودودة مع من يصفهم منتقدون بأنهم زعماء مستبدون بشكل متزايد في دول مثل السعودية ومصر وتركيا، فقد تعهد بايدن بأن يتبنى نهجا صارما بشأن حقوق الإنسان.

وعبر بعض منتقدي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن أملهم في أن تتغير سياسة الولايات المتحدة، وأعادوا نشر تغريدة لبايدن في يوليو تموز انتقد فيها حملة القاهرة على النشطاء السياسيين وتعهد قائلا "لا مزيد من الشيكات على بياض لدكتاتور ترامب المفضل".

وتنفي حكومة السيسي اتهامات جماعات حقوق الإنسان بوجود انتهاكات واسعة.

وسعى مقدمو برامج حوارية في القنوات التلفزيونية التي تخضع لسيطرة محكمة في مصر إلى التهوين من شأن تأثير فوز بايدن، قائلين إن مصر ستتأقلم مع الوضع، وسارع السيسي إلى تهنئة بايدن. كما هنأ زعماء العراق والإمارات العربية المتحدة والأردن بايدن أيضا، كما هنأ الرئيس اللبناني ميشال عون بايدن وعبر عن أمله في عودة "التوازن في العلاقات اللبنانية-الأمريكية" في عهد الرئيس الجديد.

وقال نبيل بو منصف نائب رئيس تحرير صحيفة النهار لرويترز إن توقيت إعلان العقوبات الأمريكية يوم الجمعة على جبران باسيل، السياسي المسيحي البارز وصهر عون، بعث رسالة بأن واشنطن ستواصل ملاحقة السياسيين اللبنانيين بشأن اتهامات بالفساد ودعم جماعة حزب الله.

وأضاف أن بايدن أكثر مروة وعقلانية، لكنه لا يتوقع تغييرات جذرية برغم احتمال تخفيف الضغوط فيما يتعلق بالعقوبات إلى أن يتشكل فريق بايدن الخاص بشؤون الشرق الأوسط.

وعبر إبراهيم مطرز، وهو صحفي يمني، عن عدم تفاؤله أيضا إزاء احتمالات تغير السياسة الأمريكية بعد سنوات من الصراع الذي دمر بلاده، وقال "يجب ألا ننسى أن بايدن كان نائبا للرئيس في إدارة (باراك) أوباما عندما بدأت الحرب".

ودفعت مزاعم ترامب بحدوث تلاعب في الانتخابات، دون أن يقدم دليلا، بعض العرب إلى قول إنه لا يحق لواشنطن إلقاء محاضرات عليهم بشأن الديمقراطية في بلادهم، حيث كثيرا ما يفوز الزعماء بالانتخابات بنسبة 99 بالمئة.

وقال عادل الناطور، الذي يعمل بالصناعة في سوريا التي مزقتها الحرب، والتي يواجه زعماؤها عقوبات أمريكية خانقة "هذه الانتخابات تظهر الوجه الحقيقي لأمريكا، بلد الانتخابات فيه مهزلة لا يقر فيها الخاسر بالهزيمة ويزعم أنه فاز".

تعليق عبر الفيس بوك