"مدينة الخطيئة".. بوابة بايدن للظفر برئاسة الولايات المتحدة

الرؤية- أحمد عمر

بات جو بايدن المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية قاب قوسين أو أدنى من الظفر بالسباق الانتخابي الذي يتنافس فيه مع الرئيس الحالي الجمهوري دونالد ترامب، على سدة البيت الأبيض، مقر الحكم للقوة العظمى الأولى في العالم، ومن المحتمل أن تكون ولاية نيفادا عنصر الحسم في هذه الانتخابات، خاصة كبرى مدن الولاية وهي مدينة لاس فيجاس أو "مدينة الخطيئة"- كما تسُمى- إذ إنها الولاية المعروفة بانتمائاتها الديمقراطية، لكن الأمر لن يخلو من مفاجآت!

تجاذبات شديدة شهدها الماراثون الانتخابي على مدار عام منصرم، لكن أيًا من المرشحين لم يُظهر تراجعا أو خنوعا، بل ازداد كل منهما شراسة انتخابية، فحملات المرشحين تسببت في واحد من أشد الانقسامات داخل المجتمع الأمريكي، وتزامن ذلك مع أزمة مزدوجة سببها وباء فيروس كورونا، الذي أودى بحياة 240 ألفا داخل الولايات المتحدة وحدها مع قرابة 10 ملايين إصابة مسجلة رسميا، فضلا عن ركود اقتصادي عميق صاحب عمليات الإغلاق التي تسبب فيها الوباء.

وأظهرت النتائج الأولية على مدى اليومين الماضيين تفوق المرشح الديمقراطي جو بايدن بفارق يمهد لفوزه حال الحصول على نيفادا ذات الأصوات الستة في المجمع الانتخابي، وفق نظام الانتخابات الأمريكية المعقد والفريد في آن واحد. واستطاع بايدن أن يحسم مبكرا السباق لصالحه مع استحواذه على ولاية أريزونا، وولايتي ميشيجان وويسكونسن، أو ما يسمى بولايات "الجدار الأزرق"، والتي تضم أيضا ولاية بنسلفانيا التي لم تُحسم رسميا إلى الآن، لكن النتائج  الأولية تُظهر تفوق ترامب فيها بنسبة 50.7%.

وبذلك يستحوذ بايدن على 264 صوتا من أصل 538 صوتا في المجمع الانتخابي، وبذلك يحتاج فقط لـ6 أصوات للوصول إلى "الرقم السحري" وهو 270 صوتا، والتي تعني نسبة 50% + 1 من الأصوات الـ538.

وتشير التوقعات إلى أن ولاية نيفادا يمكن أن تقدم لبايدن هذه الأصوات الستة على طبق من ذهب؛ حيث يتقدم فيها بنسبة 49.3% بينما يلاحقه ترامب بنسبة 48.7%، وذلك بعد عد نحو 86% من الأصوات، وما يزال فرز الأصوات قائما، ومن المرتقب حسم الولاية خلال ساعات من اليوم الخميس.

ونيفادا ولاية ديمقراطية في الغالب، لكن من المحتمل أن يقلب ترامب الطاولة على بايدن، ويحصد الأغلبية (50+ 1).

وبينما يحتاج بايدن إلى 6 أصوات فقط للفوز بالرئاسة الأمريكية، يحتاج ترامب إلى 56 صوتا للفوز بالسباق، وهذه الأصوات من المحتمل أن يحصدها ترامب إذا ما جرى حسم ولايات نيفادا (6 أصوات) وبنسلفانيا (20 صوتا) وكارولاينا الشمالية (15 صوتا) وألاسكا (3 أصوات) وجورجيا (16 صوتا) لصالحه، خاصة وأنه يتقدم في جميعهم عدا نيفادا.

ونجح ترامب حتى الآن في حصد 50.7% من أصوات ولاية بنسلفانيا، و50.1% من أصوات ولاية كارولاينا الشمالية، و49.6% في جورجيا، و62.9% في ألاسكا، أما نيفادا فلم يحصل سوى على 48.7% مقابل 49.3% لصالح بايدن.

فهل تكون نيفادا الولاية الحاسمة لبايدن، أم طوق النجاة لترامب؟!

تعليق عبر الفيس بوك