محللون: التركيبة الحزبية للناخبين "مستقطبة للغاية"

الجمهوريون أم الديمقراطيون.. 3 ولايات تحسم الحزب المهيمن على "الشيوخ"

...
...
...

"البطاقات المنقسمة".. ظاهرة انتخابية تعكس الفجوة السياسية في أمريكا

ترجمة- رنا عبدالحكيم

يمضي الماراثون الانتخابي لمجلس الشيوخ في جميع أنحاء الولايات المُتحدة الأمريكية مع الاتجاه السائد في السباق الرئاسي من حيث تقدم الديمقراطيين على الجمهوريين، مما يُؤكد الطبيعة البرلمانية المتزايدة للانتخابات الأمريكية، وفق تقرير نشرته شبكة "سي.إن.إن".

وفي عام 2016، وللمرة الأولى منذ بدء الانتخابات المباشرة لجميع أعضاء مجلس الشيوخ في عام 1914، انتهى كل سباق في مجلس الشيوخ بنفس الطريقة التي انتهى بها السباق الرئاسي في تلك الولاية. ويبدو الآن من المرجح أنَّ انتخابات 2020 ستقدم إما تكرارًا أو عددًا محدودًا للغاية من الاستثناءات، أقل بكثير مما بدا ممكنًا حتى قبل شهر.

وتظهر النتائج التفصيلية التي حصلت عليها "سي إن إن" من مجموعة واسعة من استطلاعات الرأي العامة من قبل منظمي استطلاعات الرأي المختلفة والتي تم نشرها حتى أكتوبر، أن مرشحي مجلس الشيوخ في كلا الحزبين لا يجتذبون سوى القليل من الدعم للناخبين الذين يدعمون مرشح الحزب الآخر للرئاسة.

ويقول خبير استطلاعات الرأي الجمهوري جين أولم: "لأن التركيبة الحزبية للناخبين مستقطبة للغاية في السنة الرئاسية، فإن كل هذه الخطوط تتقارب".

تعقيدات انتخابية

ويؤثر هذا النمط على كلا الحزبين، لكنه يخلق تعقيدًا أكبر للديمقراطيين، الذين يحتاجون إلى فوز صافٍ بثلاثة مقاعد يوم الانتخابات لاستعادة السيطرة في مجلس الشيوخ إذا فاز نائب الرئيس السابق جو بايدن بالرئاسة. وتقريبًا جميع سباقات مجلس الشيوخ التنافسية لهذا العام كانت في الولايات التي صوتت لصالح دونالد ترامب في عام 2016 (ميتشيجان ومين وكولورادو هي الاستثناءات الرئيسية). وهذا يعني أنه للفوز بأغلبية في مجلس الشيوخ، يجب على بايدن إما قلب بعض الولايات التي دعمت ترامب في المرة السابقة أو يجب على المرشحين الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الفوز بولاية تصوّت لترامب مرة أخرى. ولأنَّ هذا الأخير أصبح غير مرجح، فإن آمال الديمقراطيين في الفوز بمجلس الشيوخ قد تتمحور حول ما إذا كان بايدن يمكنه الفوز إما بولاية نورث كارولاينا أو ولاية جورجيا أو ولاية أيوا، وهي الولايات التي يبدو أنها ستقرر الآن السيطرة على مجلس الشيوخ.

وفي وقت سابق من الدورة الانتخابية، كان الديمقراطيون يأملون أن يفوز العديد من مرشحيهم حتى لو خسر بايدن بفارق ضئيل في ولاياتهم، وتضم قائمة هؤلاء المرشحين: مارك كيلي في أريزونا، وستيف بولوك في مونتانا، وتيريزا جرينفيلد في أيوا، وكال كننجهام في نورث كارولينا، وربما خايمي هاريسون في ساوث كارولينا. وروّج الجمهوريون لإمكانيات السناتور سوزان كولينز في ولاية مين ومنافستها جون جيمس في ميشيجان، وذلك في مسعى للتغلب على الخسارة الرئاسية.

وتظل هذه النتائج المقسمة قابلة للتحقق؛ ويمنح المحللون في كلا الحزبين، كيلي وبولوك وكولينز أفضل فرصة للنجاة من الهزيمة الرئاسية. لكن الناشطين في كلا الحزبين الذين يتابعون عن كثب انتخابات مجلس الشيوخ يقولون إن فرص مثل هذه النتائج المنقسمة تضاءلت في الأسابيع الأخيرة؛ حيث أصبح الناخبون يفرزون بشكل متزايد على طول خط الدعم أو المعارضة لمرشحي الرئاسة.

وقال أحد الاستراتيجيين الجمهوريين الذين شاركوا عن كثب في التخطيط لمجلس الشيوخ بالحزب: "موت الاقتراع المقسم أمر حقيقي إلا إذا كنت تتحدث عن تنافس شديد في أعلى القائمة".

نتيجة الاستقطاب

وتظهر نتائج الاقتراع من دراسات الانتخابات الوطنية الأمريكية بجامعة ميشيجان لانتخابات مجلس الشيوخ انخفاضًا مضطردًا منذ السبعينيات في نسبة الناخبين الذين "قسموا بطاقاتهم"، أي التصويت لصالح حزب واحد في السباقات الرئاسية والآخر في انتخابات مجلس الشيوخ أو مجلس النواب.

وكان التصويت على البطاقات المنقسمة نادرًا نسبيًا في أوائل القرن العشرين، لكنه ارتفع سريعًا بعد حوالي عام 1960 وبلغ ذروته خلال السبعينيات والثمانينيات. وارتفع معدل التصويت المنقسم إلى حد كبير لأنَّ الناخبين الديمقراطيين المحافظين في الجنوب اتجهوا للتصويت لمرشحي الرئاسة من الحزب الجمهوري قبل وقت طويل من دعمهم الجمهوريين داخل الكونجرس، وحدث العكس بالنسبة للناخبين المعتدلين من الحزب الجمهوري على طول الولايات الساحلية. وتظهر الدراسات أنَّ 23% و29% من الناخبين يصوتون باستمرار لمرشحين للرئاسة من أحد الأحزاب، ومرشحي مجلس الشيوخ من الطرف الآخر. لكن في السنوات الأخيرة، لم يقم أكثر من 1 من كل 7 ناخبين بتقسيم بطاقته، حسب الاستطلاعات. وتشير استطلاعات الرأي إلى أنَّ هذا الرقم قد ينخفض ​​أكثر هذا العام.

أكثر انقساما وتقلبا

وبعد الرجوع إلى الانتخابات السابقة، فإذا كان معظم انتخابات مجلس الشيوخ، أو كلها تقريبًا، ستقتفي أثر النتائج الرئاسية مرة أخرى هذا العام، فإن ذلك من شأنه أن يبعث برسالة مثيرة حول التطور المستمر للسياسة الأمريكية إلى نظام شبه برلماني يعزز فيه كل حزب سيطرته عليه.

وهذه الديناميكيات تخلق مشهدًا سياسيًا ليس أكثر انقسامًا فحسب، بل أكثر تقلباً أيضًا. وقدرة كل حزب على إحكام السيطرة على معظم مقاعد مجلس الشيوخ في الولايات التي تفضل السباقات الرئاسية، باتت متوازنة بشكل وثيق في المجلس بشكل عام. بعد انتخابات 2020، يمكن للديمقراطيين السيطرة على جميع مقاعد مجلس الشيوخ الأربعين في الولايات العشرين التي دعمت هيلاري كلينتون في 2016، ومن المرجح أن يدعموا بايدن كذلك هذا العام. وبالتوازي مع ذلك، يبدو من المرجح أن يسيطر الجمهوريون على جميع مقاعد مجلس الشيوخ الأربعين باستثناء مقعدين أو ثلاثة في الولايات العشرين التي فاز بها ترامب في المرة الأخيرة والتي من المرجح أن يسيطر عليها مرة أخرى.

تعليق عبر الفيس بوك