دعوا إلى تعظيم مخرجات الموارد الزراعية

المشاركون في "استديو الرؤية": السلطنة تتقدم في مؤشرات الأمن الغذائي

◄ العبدلي: النجد "سلة غذاء السلطنة".. ويجب وضع استراتيجية متكاملة لإدارتها

الرؤية- مريم البادية

قال المُشاركون في برنامج "استوديو الرؤية"، إنَّ السياسات الرشيدة التي تنتهجها الحكومة أسهمت في رفع ترتيب السلطنة على مُؤشرات الأمن الغذائي، سواء من خلال توفير الموارد الغذائية ذاتياً أو عبر تأمين الصادرات.

وناقشت حلقة البرنامج أمس الأول، قضيَّة "الأمن الغذائي وتحدي الموارد المحلية"، بمُشاركة كلٍّ من: الدكتور محمد رضا بن حسن اللواتي خبير الاقتصاد الزراعي، والمهندس سالم بن سيف العبدلي الكاتب والمحلل الاقتصادي ومدير الاتصالات المؤسسية بالشركة العمانية للاستثمار الغذائي القابضة.

وقال الدكتور محمد بن رضا اللواتي إن إنتاج السلطنة من التمور في عام 1975، كان أقل من 70 ألف طن، بينما في الوقت الحالي يتجاوز 370 ألف طن، مشيرا إلى أنَّ الزراعة بالطرق التقليدية أسهمت في مضاعفة المحصول من 3 إلى 4 مرات، بينما من خلال الطرق الحديثة يتضاعف الإنتاج الزراعي إلى أكثر من 10 مرات. وأبرز اللواتي مجموعة من الأرقام والإحصاءات، منها أنَّ قيمة الصادرات الزراعية تجاوزت 370 مليون ريال، وأن عدد الحيوانات كان في الماضي أقل من مليون رأس من الأبقار والأغنام والجمال، بينما في الوقت الراهن يتجاوز العدد 3 ملايين رأس. وعرف اللواتي مفهوم الأمن الغذائي بأنه السعي لتوفير الغذاء بالكمية والنوعية والجودة التي تناسب المستهلك، لافتاً إلى أنَّ السلطنة أحرزت تقدماً واسعاً في هذا المجال، حيث تحتل المرتبة 46 في قائمة الأمن الغذائي العالمي، والخامسة عربيًا.

وتابع اللواتي قائلاً: "حققنا نسبة اكتفاء ذاتي في الخضروات بنسبة تجاوزت 53%، والفواكه بأكثر من 73%، واللحوم الحمراء بأكثر من 26%، بينما الاكتفاء الذاتي من اللحوم البيضاء يتجاوز 35%، أما بيض المائدة فتتجاوز نسبة الاكتفاء الذاتي 50%، في المقابل تحقق السلطنة فائض تصدير من الأسماك يصل إلى 165%.

واقترح اللواتي جملة من الحلول للمساهمة في تضيق العجز المالي عبر القطاع الزراعي، منها  الاتجاه إلى التوسع الرأسي في الزراعة، موضحاً أن ذلك يتحقق من خلال 3 محاور: البحث العلمي، والخدمات الإرشادية، والخدمات الزراعية، إلى جانب تطبيق الفكر المؤسسي في إدارة قطاع الزراعة.

من جهته، استهل المهندس سالم العبدلي مدير الاتصالات المؤسسية بالشركة العمانية للاستثمار الغذائي القابضة حديثه بالإشارة إلى أنَّ الشركة أنشئت بمباركة سامية من السلطان الراحل قابوس بن سعيد- رحمه الله- وتمثل الذراع الاستثماري للحكومة في مجال الأمن الغذائي، وتهدف إلى النهوض بهذا القطاع في البلد من خلال إنشاء شركات ذات ميزة نسبية، ورفع الاكتفاء الذاتي. وأضاف العبدلي أن الشركة استطاعت حتى الآن تأسيس 7 شركات في مجالات اللحوم والدواجن واللبان والتسويق الزراعي، منها: مزون للألبان والبشائر للحوم والنماء للدواجن ومروج الألبان والشركة البيطرية. وتابع أن الشركة تملك كذلك مجموعة من المشاريع منها: إنشاء مزرعة لإنتاج النارجيل في حوض ظفار، ومشروع الشركة اللوجستية، مشروع المجمع الغذائي في الدقم بالتعاون مع أسياد.

وتحدث العبدلي عن شركة مزون للألبان، وقال إن حجر الأساس لهذه الشركة وضع في 2015، وكانت الانطلاقة في أكتوبر 2019، وبدأت بالحليب الطازج في محافظة مسقط وشمال الباطنة، ثم توسعت في جميع المحافظات، ووصلت منتجات الشركة إلى 70 منتجاً، متنوعاً بين مختلف الأحجام، فهناك الحليب الطازج والمُنكّه، ولأول مرة يتم صنع حليب باللبان الظفاري. وتابع العبدلي أن الهدف من الشركة إنتاج أكثر من 2500 منتج، متنوعا بين الألبان والأجبان، علاوة على تصنيع "آيس كريم" خاص بالشركة. وأوضح العبدلي أن عدد الموظفين في الشركة وصل إلى 730 موظفًا، بنسبة تعمين 64%، لافتا إلى أن الشركة وضعت خطة طموحة لتأهيل الشباب العماني من خلال برنامج "قدرات" لتدريبهم على المعدات. واختتم العبدلي حديثه بالإشارة إلى ضرورة الاهتمام بمنطقة النجد في ولاية ثمريت، حيث تمثل "سلة غذاء للسلطنة" بما فيها من موارد مائية، ومساحات شاسعة، ومناخ ملائم، لكن الاستغلال فيها غير منظم، معربا عن أمله في وضع استراتيجة متكاملة لإدارة هذه المنطقة.

تعليق عبر الفيس بوك