مسقط- الرُّؤية
نظَّمت كلية الآداب والعلوم الاجتماعية في جامعة السلطان قابوس، ضمن موسمها الثقافي للعام الأكاديمي 2020- 2021، حلقة نقاشية بعنوان: "الأرشيف السمعي والبصري ودوره في حفظ الذاكرة الوطنية"، بمناسبة اليوم العالمي للتراث السمعي والبصري، وذلك عبر تقنية الاتصال المرئي، بمشاركة الدكتور عبدالعزيز الخروصي من هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، وهلال بن سالم المشيفري من وزارة الإعلام قطاع الإذاعة، فيما أدار الحوار الدكتور علي بن سعيد الريامي رئيس قسم التاريخ بالكلية.
وانطلقت الحلقة النقاشية مع كلمة للدكتور علي الريامي تحدث فيها عن أهمية هذا اليوم موضحاً جهود اليونيسكو في الحفاظ على التراث العالمي بكافة أشكاله المادي وغير المادي وأكّد على أهمية التراث السمعي والبصري في حفظ ذاكرة الشعوب والأوطان.
وتحدّث هلال المشيفري عن "إذاعة سلطنة عُمان ودورها الكبير والملموس منذ بداية النهضة في حفظ وتدوين الكثير مما يُعتبر أرشيفاً وطنياً وذاكرةً وطنيةً بامتياز"، مستفتحاً مداخلته بوصف الأرشيف السمعي والبصري بأنه جزء من التراث الثقافي والفكري لأي مجتمع، وموضحاً تاريخ هذا المصطلح وأسباب ظهوره. وأشار إلى أهمية الأرشيف السمعي والبصري بالنسبة للسلطنة تحديداً لما تشكله من أهمية تاريخية وثقافية كونها قيمة تتراكم كلما مضت السنين.
واستعرض المشيفري تاريخ هذا الأرشيف في السلطنة منذ بداية النهضة المباركة حتى يومنا هذا متوقفاً عند أبرز المحطات المهمة التي مرت بها منذ الالتفات إلى أهمية هذا التراث حتى اليوم، وختم مداخلته بعرض عدة تطلعات من بينها: إيجاد التَّعاون بين الجهات المعنية في حفظ المواد السمعية والبصرية في السلطنة سواءً مع هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية والجهات الأخرى ذات الصلة من خلال توفير مستودع للأرشيف السمعي والبصري في البلاد نستطيع الوصول إليه.
وحملت مداخلة الدكتور العزيز الخروصي عنوان: "مشروع تسجيل التاريخ الشفوي.. ذاكرة أمة وتاريخ وطن"؛ حيث تحدّث عن حاجة المجتمع العماني لتوثيق وحفظ التراث السمعي والبصري، وثراء الوثائق العمانية السمعية البصرية، ومفهوم التاريخ الشفوي، وهيئة الوثائق والمحفوظات تحديداً عن التاريخ المروي في التاريخ السياسي والاجتماعي المُعاصر. وركّز الخروصي على مسألة التنوع الثقافي الذي يدخل ضمن اهتمامات الأرشيف السمعي والبصري، وتحدّث أيضاً عن استخدامات التكنولوجيا والأجهزة في التسجيلات السمعية والبصرية، وفي نهاية مداخلته تطرق إلى المحظورات المتعلقة بنشر هذه التسجيلات ومن أهمها: المساس بالأمن الوطني والطائفية.
وفي ختام الحلقة النقاشية استعرض الدكتور علي الريامي أبرز ما جاء في المداخلتين، إضافة إلى أسئلة الجمهور للضيوف وشهدت الحلقة تفاعلاً كبيراً بحضور أكثر من 55 شخصاً تبادلوا الأفكار والآراء وطرحوا التساؤلات مع الضيفين.
