تجارب "التحدي البشري".. إصابة متعمدة بفيروس كورونا على أمل إنتاج لقاح

ترجمة - رنا عبدالحكيم

أعلنت الحكومة البريطانية والشركة المنفذة لتجارب "التحدي البشري" أنَّ عددا من الشباب الأصحاء سيتعرضون عن عَمْد للفيروس المسؤول عن مرض "كوفيد 19"، في أول تجربة من نوعها، حسبما نشرت مجلة "نيتشر" الطبية.

وتهدفُ التجربة -التي من المقرر أن تبدأ في يناير المقبل بأحد مستشفيات لندن، إذا حصلت على الموافقة التنظيمية والأخلاقية النهائية- إلى تسريع تطوير اللقاحات التي يمكن أن تنهي الوباء.

ولتجارب التحدي البشري تاريخ في تقديم نظرة ثاقبة لأمراض مثل الملاريا والإنفلونزا. وستحاول تجربة المملكة المتحدة تحديد جرعة مناسبة من فيروس كوفيد 19 يمكن استخدامها في تجارب اللقاح المستقبلية. لكن احتمال إصابة الأشخاص عمدًا -حتى أولئك المعرضين لخطر الإصابة بمرض شديد- بفيروس كوفيد 19، مجال طبي وأخلاقي بيولوجي مجهول.

وجادَل مُؤيدو تجارب تحدي كوفيد 19 بأنه يمكن إجراؤها بأمان ووفق ضوابط أخلاقية، ومدى قدرتها على تحديد اللقاحات الفعالة بسرعة تفوق المخاطر المنخفضة للمشاركين. لكنَّ آخرين أثاروا تساؤلات حول سلامة وقيمة هذه الدراسات، مشيرين إلى أن تجارب الفعالية واسعة النطاق التي تشمل عشرات الآلاف من الأشخاص، من المتوقع أن تحقق نتائج على العديد من لقاحات كوفيد 19 قريبًا.

وقال بيتر أوبنشو عالم المناعة في إمبريال كوليدج لندن والمحقق في الدراسة، في بيان صحفي: "لا نتساهل أبدًا في إصابة المتطوعين بأحد مسببات الأمراض البشرية المعروفة. ومع ذلك، فإن مثل هذه الدراسات تمدنا بمعلومات ثرية حول مرض ما". وأضاف: "من الضروري أن نتحرك بأسرع ما يمكن نحو الحصول على لقاحات فعالة والعلاجات الأخرى لكوفيد 19.. ودراسات التحدي قادرة على تسريع وتخفيف مخاطر تطوير عقاقير ولقاحات جديدة".

وستشمل التجربة الأولية ما يقرب من 30 إلى 50 مشاركًا، كما يقول أندرو كاتشبول عالم الفيروسات والمسؤول العلمي الذي يقود العمل، مضيفا أن التجربة متاحة فقط أمام البالغين الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا.

ولم ينجز العلماء التصميم الدقيق للدراسة، لكن من المحتمل أن يتلقى عدد صغير من المشاركين جرعة منخفضة جدًّا من "سلالة التحدي" الخاصة بكوفيد 19 المستمدة من الفيروس المتفشي حاليًا، رغم القيود الصارمة حول العالم. وفي حالة عدم إصابة أي من المشاركين أو القليل منهم بالعدوى، فسيطلب الباحثون إذنًا من لجنة مراقبة سلامة مستقلة لتعريض المشاركين لجرعات أعلى من الفيروس. ويقول كاتشبول إن هذه العملية ستتكرر حتى يحدد الباحثون الجرعة التي تصيب معظم المعرضين.

وبمجرد تحديد الجرعة المناسبة، يمكن أن يُطلب من الشركة المسؤولة عن التجربة إجراء سلسلة من تجارب التحدي لاختبار العديد من اللقاحات.

تعليق عبر الفيس بوك