العوابي- حارث البحري

ناشد أهالي قرى وادي بني خروص في ولاية العوابي بمحافظة جنوب الباطنة الجهات المعنية إصلاح الطرق المتأثرة بهطول الأمطار، لما يمثل ذلك من أهمية كبرى في توفير السلامة على الطرق لمستخدميها، داعين في الوقت نفسه إلى بناء عبارات صندوقية عند مسارات الأودية وتقاطعها مع الطرق، بما يضمن عدم تأثر الحركة المرورية بأي هطول للأمطار.

وقال سليمان بن يوسف الخروصي عضو المجلس البلدي عن ولاية العوابي إن عددا من المهندسين بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات زاروا قرى وادي بني خروص وقرية الصبيخاء، بعد تأثرها بالأمطار التي هطلت مؤخرًا، بهدف الوقوف على حجم الأضرار التي تخلفها الأودية. وأضاف أنه على الرغم من هذه الزيارات إلا أنّ الأضرار لا تزال قائمة، مشيرا إلى أهمية وضع حلول دائمة وليس مؤقتة. وتابع قائلاً: "الأضرار تتكرر عقب هطول الأمطار، ومنذ عامين  برزت عيوب واضحة في بعض المرافق الخدمية والبنى الأساسية، وظهر ذلك في العبارات الموجودة عند قريتي صقر وسحكون، وعند طريق ستال، باتجاه الولاية وعددها يفوق 15 عبارة".

وبين الخروصي أنَّ هذه العيوب تتمثل في هبوط مستوى العبارات وصغر حجمها، وظهر ذلك عند جريان مياه الوادي بغزارة من فوق تلك العبارات ولم يكن ثمة مجال للتصريف بحكم انغلاقها وتراكم الردميات من آثار الأودية السابقة، مما أدى إلى انحراف كميات المياه إلى الشارع، وبالتالي سببت عيوباً كما هو ملاحظ في الوقت الراهن عند منطقة ساب شغيل بقرية ستال. وأشار إلى أنَّه جرى مناقشة الأمر مع المهندسين عدة مرات، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنَّ الحواجز المائية الموجود على طريق صقر سحكون بقرية العلياء والذي تم إنجازه وفتحه مؤخراً، "ليست مصممة وفق الشروط المعروفة"، على حد قوله.

وأوضح الخروصي أنَّ مياه الأودية تسربت بغزارة من بين الحواجز ودخلت إلى بيوت بعض الأهالي الواقعة على الطريق، وتسبب ذلك في تكدس بعض الحجارة في منازل ومزارع المواطنين، فضلاً عن نشوء مخاطر الانهيارات الجبلية التي تحدث بين الحين والآخر على ذلك الطريق، وخاصة وقت هطول الأمطار. وحث الخروصي على ضرورة وضع الحلول الكفيلة بعدم حدوث الانهيارات الجبلية على هذا الطريق، مشيراً إلى أنَّ الأزمة تتفاقم في ظل وجود مجرى مائي كبير يقع بالقرب من مدرسة ستال، مما يجعل كميات المياه الغزيرة تدخل المدرسة بكثافة، وتسببت في تأخر وقت الدراسة ناهيك عن الوضع الذي يُؤثر على السكان المجاورين للمجرى. وناشد الخروصي جهات الاختصاص متابعة الأمر وإصلاح الأضرار وتنظيف العبارات تجنباً لمزيد من الأضرار المكلفة التي قد تلحق بالطريق.

إعاقة المرور

وأكد الدكتور خليفة بن سالم الصارمي ما يعاني منه أهالي المنطقة خلال هطول الأمطار، حيث يمر الشارع العام ببطن الوادي، دون وجود أية جسور أو معابر في بعض المواقع من وادي بني خروص، ما يتسبب في انقطاع الطريق أثناء نزول الوادي، والذي يستمر جريانه أحياناً لساعات طويلة، مما يشكل عائقا أمام حركة المرور، لاسيما في حالة وجود بعض الحالات الطارئة التي تتطلب النقل السريع إلى المستشفى.

واقترح الصارمي لمُعالجة هذه المشكلة، بناء معابر في هذه النقاط على مجرى الوادي، لاسيما وأنَّ عددها قليل جدا، مشيراً إلى أنَّه فيما يتعلق بالنقاط التي لحقت بها أضرار في شارع وادي بني خروص ولم يتم مُعالجتها إلى الآن، فإنَّ على الجهات الحكومية المسؤولة ضرورة الإسراع في إصلاح بعض جوانب الطريق المتأثرة حتى لا تزداد هذه التأثيرات وتصبح معالجتها أكثر صعوبة وأعلى تكلفة.

جهود مُتواصلة

واستهل عويد بن مسعود الشريقي حديثه بالإشادة بما تبذله الحكومة الرشيدة لنشر بساط التنمية في مختلف قرى وولايات ومحافظات السلطنة، حيث تقدم الحكومة مختلف الخدمات الأساسية والرئيسة للمواطن، لكنه استدرك بأنَّ بعضاً من المشاريع التنموية لا تأخذ في الحسبان التحديات الجغرافية أو الظروف الموسمية مثل هطول الأمطار.

وقال إن طريق وادي بني خروص يقطع بطن الوادي، وعندما ينزل الوادي بغزارة يؤثر على الطريق، مشيرا إلى تآكل أجزاء من هذا الطريق ما خلف حفرا قد تتسبب في انهياره مستقبلاً، وبالتالي انقطاع الحركة، أو قد تؤدي إلى سقوط الطريق أثناء مرور المركبات عليه، وبالتالي يهدد بإصابات بشرية ومادية لمستخدمي هذا الطريق. وأوضح أن بعض الحفر خلفتها سيول جارفة مرت عليها أعوام ولم يتم معالجتها، وتحديدا في النقطة المُقابلة لمنطقة ساب شغيل بقرية ستال.

وتابع قائلاً إن هذا الطريق تمَّ تصميمه وتنفيذه مرورا بقرية ستال في بطن الوادي لمسافة تزيد عن 2 كيلومتر، ليصل هذا الطريق إلى بقية قرى الوادي، وهي قرى ذات كثافة سكانية عالية، علاوة على وجود مدارس حكومية في تلك المنطقة، وعند نزول الأودية تنقطع الحركة نهائياً. وزاد أنه بعد انقطاع الوادي، تتراكم الأحجار والصخور والرمال التي يخلفها مرور الوادي بتلك المنطقة، وبالتحديد عند نقطة تسمى "المناة"؛ وهي بداية فلج ستال، ما يؤدي إلى تكون طبقة سميكة جدا (فوق نصف متر) من الرمال الخشنة والناعمة والصخور تؤدي إلى قطع الطريق نهائيا. وأعرب عن خشيته من ألا تتمكن الحالات الطارئة من استخدام الطريق وقت هطول الأمطار، مشيرا إلى أنَّ ثمَّة حالات مرضية عانت كثيرا بسبب هذا الوضع.

واقترح عويد الشريقي تحويل مسار هذا الطريق إلى آخر أكثر أمنا وأمانا، وقال: "نحن أهالي وادي بني خروص وبالتحديد قرية ستال وأعلى إلى بقية مناطق وقرى الوادي، نناشد الجهات المختصة أخذ مطالبنا في عين الاعتبار، ووضع الحلول المناسبة لهذا المسار لما له من أهمية قصوى للحفاظ على سلامة مستخدمي هذا الطريق". وأضاف أن: "أفضل حل يتمثل في تحويل مسار الطريق إلى جهة الغرب من قرية ستال أعلى الجبل أو جهة الشرق لقرية ستال، والخرائط وجميع التصورات لهذا العمل جاهزة، وتحتاج فقط إلى قرار التنفيذ ورصد المبالغ المالية للتنفيذ، بما يعود على الجميع بالفائدة والمنفعة". وناشد الشريقي البلدية نقل مخلفات الوادي من حجارة وكنكري ورمل.

أخطار متعددة

أما محمد بن حمد الخروصي فقال إنَّ اعتراض الطريق لمسار الوادي ينطوي على الكثير من الأخطار، خصوصاً في أوقات هطول الأمطار، مضيفا أنه نظرا للطبيعة الجغرافية للمنطقة، فإنَّ أفضل الحلول تتمثل في بناء جدران حماية للطريق في الأماكن المعرضة لجريان الوادي مباشرة، وتعزيز الحماية بإنشاء عبارات صندوقية في بعض ممرات عبور المياه.

أما بالنسبة للحفر العميقة وتحديدا عند ساب شغيل في قرية ستال، دعا الخروصي إلى تكاتف جهود أعضاء المجلس البلدي ومجلس الشورى للمطالبة بصيانتها والتدخل السريع لإنقاذ ما تبقى من الطريق، وتغيير مسار الشارع من المستشفى إلى مسفاة الهطاطلة، من الوادي إلى الجانب الغربي أو الشرقي في قرية ستال، مما يحد من مرات انقطاع الطريق وقت الأمطار ونزول الأودية. وناشد الخروصي البلدية إزالة مخلفات الأمطار من رمال وحجارة وغيرها، بما يضمن عدم تسببها في مشاكل مرورية خطيرة.