سيدة عُمان الأولى

حاتم الطائي

يومٌ تاريخيٌ مشهودٌ مرَّ على عُمان أمس، فالذكرى السنوية الحادية عشرة للاحتفال بيوم المرأة العُمانية الذي يوافق 17 أكتوبر من كل عام، ستظل محفورة في ذاكرة التاريخ بكل عز وافتخار؛ إذ إنِّه لأوَّل مرَّة تتفضل السيدة الجليلة حرم جلالة السُّلطان المُعظَّم- حفظها الله ورعاها- بتكريم النساء المجيدات في يومهن، والاحتفاء بهن في ذكرى سنوية سعيدة تتجدد هذا العام بتجدد نهضة عُمان تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- أيده الله-.

لا شك أنَّ هذا التكريم يحمل في طياته الكثير من الدلالات والمضامين التي لا يتَّسع المقال لذكرها، لكني سأعرج على بعض منها لإبراز أهميتها ودورها المحوري في صناعة حاضرنا المُزدهر ورسم مُستقبلنا المشرق بإذن الله تعالى. أول هذه المضامين أنَّ الاحتفال بيوم المرأة العُمانية في عام اليوبيل الذهبي للنَّهضة والاحتفال بالعيد الوطني الخمسين المجيد، لم يكن كسابقاته من الاحتفالات المُعتادة، إذ كانت هذه الاحتفالات غالباً ما تُقام على نطاق رسمي تقليدي، بحضور عدد من كبار المسؤولين في الحكومة، ومن ثمَّ تكريم بعض النماذج النسائية من صاحبات الإنجازات الوطنية. لكن هذا العام أقيم الاحتفال بحضور سيدة عُمان الأولى السيدة الجليلة- حفظها الله ورعاها-، في دلالة أخرى توضح بجلاء ما بات ينتظر المرأة العُمانية من تحفيز وتشجيع كل عام، وهو ما يُبرهن على المكانة الرفيعة التي تحتلها نساء عُمان، ومستوى الرعاية السامية التي يُوليها جلالة السُّلطان لكل امرأة في وطننا العزيز.

الاحتفال بيوم المرأة هذا العام، واكب كذلك تبوؤ المرأة العُمانية لمناصب عدة في مُؤسسات الدولة، لا سيما بعد إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة، وتكليف عدد من نساء عُمان الخيرات لتولي المسؤولية، إيماناً من القائد المُفدى بدور النساء في مسيرة التنمية والعطاء، وترجمة للالتزام بالنَّهج القويم بإيلاء المرأة العمانية كل الرعاية والتقدير، فهي من تشيد أركان المجتمع، بما توليه من رعاية أسرية لأبنائها، وهي من تغرس القيم والأخلاق الرفيعة في نفوس النشء من خلال التربية السليمة والتنشئة الصحيحة لكل بنات وأولاد عُمان.

إنَّ هذا الاحتفاء السامي غير المسبوق بنساء وطننا الحبيب، يفرض على كل امرأة عُمانية أن تمضي على درب العطاء الذي لا تحده حدود، وأن تُواصل فيض بذلها الذي لا ينضب، فجهود المرأة مُتشعبة في أنحاء المجتمع، تسري في أوساطه فتنثر عبيرها، لتُؤكد حضورها الوطني، وتُبرهن قدرتها على المضي قدماً في دعم مسيرة النماء والرخاء.